أعاد موقف واشنطن الداعي إلى دعم “العملية الجارية لقيام حكومة جديدة تستجيب لمتطلبات الشعب اللبناني”، خلط الاوراق بشأن ما أشيع من دعم اميركي واوروبي لبقاء الحكومة الحالية برئاسة الرئيس نجيب ميقاتي.
فقد أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نيولاند “أن الولايات المتحدة ليست في وارد الحكم سلفاً على حصيلة أي تحرك لقيام ائتلاف حكومي جديد، لأن هذا شأن لبناني واضح. ونحن لا نريد حصول فراغ في السلطة السياسية، وندعم العملية الجارية حالياً لقيام حكومة جديدة تستجيب لمتطلبات الشعب اللبناني”.
وأضافت أن “تصدير عدم الاستقرار من سوريا يهدد أمن لبنان حالياً أكثر من اي وقت مضى، ويعود فعلاً إلى الشعب اللبناني أن يختار الحكومة التي تواجه هذا التهديد.
وفي هذا الصدد اكدنا بوضوح دعمنا الجهود التي يبذلها الرئيس ميشال سليمان والقادة الآخرون لقيام حكومة فعالة تتخذ الخطوات الضرورية المقبلة في مواجهة الهجوم الارهابي الذي حصل في 19 من الجاري”، في إشارة إلى اغتيال اللواء وسام الحسن.
رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط، وفي تصريح لصحيفة “النهار”، أجاب رداً على سؤال حول إمكان قيام حكومة جديدة: “أنا جاهز شخصياً إذا توافرت الشروط الملائمة لهذا الطرح وهو متروك للقوى السياسية اللبنانية”، مكرراً القول: “رسالتي واضحة للجميع، وللبنانيين أولا، انني أرفض وقوع البلد في الفراغ”.
وكان قريبون من جنبلاط (الذي سيطل مساء الخميس في برنامج “كلام الناس”) نقلوا عنه قوله إن “المطالبة بحكومة جديدة قبل تأمين الغطاء المحلي والاقليمي، مغامرة تنطوي على الكثير من المخاطر. وإن رفض الحوار قبل إسقاط الحكومة، موقف يتطلب إعادة نظر ومراجعة في مضمونه ولا ينم عن حكمة سياسية”.
وبدا أن هذا الموقف الجديد من قبل واشنطن، قد أراح المعارضة، إذ لاحظ عضو كتلة “المستقبل” النائب عمار حوري في تصريح لصحيفة لـ”اللواء” أن “الماكينة الإعلامية لقوى 8 آذار دأبت منذ إعلان قوى 14 آذار موقفها من الحكومة عقب اغتيال اللواء الشهيد وسام الحسن، على تصوير المواقف المعلنة من قبل سفراء الدول الأوروبية، وسفراء الدول الخمس الكبرى، على أنها بمثابة احتضان عالمي لحكومة الرئيس ميقاتي، في حين أن هؤلاء السفراء كانت لديهم أولوية أساسية وهي استقرار لبنان والتخوف من احتمال حدوث فراغ سياسي في السلطة، أما شأن الحكومة، وعملية المجيء بحكومة جديدة فهذا شأن لبناني”، ملاحظاً أيضاً أن “تلفزيون “المنار” راح يتفاخر بالدعم الأميركي والأوروبي للحكومة، في حين أنه كان يتهم حكومة الرئيس سعد الحريري بأنها تتلقى دعماً أميركياً وأوروبياً”.
منسق الأمانة العامة لقوى “14 آذار” فارس سعيد، تحدث عن “تبدل ملحوظ في موقف المجتمع الدولي. فبعدما أوحى بيان سفراء الدول الكبرى من بعبدا بدعم دولي لحكومة ميقاتي، تحول الدعم للاستقرار وليس للحكومة. بمعنى أن المجتمع الدولي لن يكون عائقا أمام أي بديل يؤمن الاستقرار”، مشيراً إلى اتصالات ديبلوماسية واسعة أجرتها قوى “14 آذار” امس وستواصلها اليوم.
وكانت الممثلة العليا للاتحاد الاوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية كاثرين أشتون التي زارت لبنان بضع ساعات أمس التقت، بعدما اجتمعت إلى الرؤساء الثلاثة، رئيس كتلة “المستقبل” النيابية الرئيس فؤاد السنيورة الذي ناقش معها نصائح الدول الغربية والأوروبية بعدم إحداث فراغ حكومي باستقالة الحكومة.
وقالت مصادر في كتلة “المستقبل” لـ”الحياة” إن آشتون “لا تتحدث عن بقاء الحكومة أو ضرورة التمسك بها. لكنها تؤكد ضرورة وجود حكومة خوفاً من الفراغ الذي قد يؤدي إلى المجهول
ونقلت هذه المصادر عن السنيورة قوله لآشتون: “إذا كنتم خائفين من الفراغ وعدم الاستقرار وتخريب البلد، فإن الفراغ قائم وعدم الاستقرار حاصل، البلد مكشوف وإلا فلماذا كل هذه الاغتيالات وآخرها اغتيال اللواء الحسن؟”، مؤكداً أن الشلل الاقتصادي “موجود في ظل الحكومة الحالية”.
وتابعت “الحياة” أن السنيورة غمز من قناة الموقف الأوروبي منذ بداية الأزمة في سوريا، قائلاً: “ترددتم في اتخاذ موقف حاسم وشددتم على ضرورة التحرك السلمي، الى أن وصلت سوريا الى ما وصلت إليه اليوم ومع ذلك تتحدثون عن وجود لتنظيم “القاعدة” تارة ومجموعات إرهابية تارة أخرى، وأخشى أن تقولوا الشيء نفسه إذا لا سمح الله حصلت أحداث كبرى من شأنها أن تهدد الاستقرار”.
ونقلت المصادر عن السنيورة قوله: “نحن لا نطالب بمعجزة، ولا نتطلع الى إزاحة ميقاتي لنجلس مكانه، بل الى قيام حكومة حيادية ليست من 14 آذار أو 8 آذار، والبلد في شلل كبير فأي استقرار تتحدثون عنه؟ علينا أن نتعاون لخلق المناخ المؤدي الى قيام هذه الحكومة”. وأضاف: “كنا وما زلنا مع الحوار، لكن تعرفين من عطّله وأراد الالتفاف عليه وما زال، إن المسؤول عن عدم الاستقرار هو الطرف الآخر ونحن من نُستهدف من خلال الاغتيالات”.
اترك تعليقاً