على رغم من هزائم كبرى في سورية والعراق يبقي تنظيم داعش الإرهابي خطرا رئيسيا في العالم كله. وفي الآونة الأخيرة بدأ إرهابيون تنفيذ الهجمات الفردية في أوروبا وآسيا.
وينشر دعاة “الدولة الإسلامية” التعليمات “للذئاب المنفردة” ويحثوهم فيها إلى تنفيذ الهجمات في شوارع المدن الكبرى وأماكن تجمع الناس وخلال إجراء الفعاليات الاجتماعية وكذلك الاحتفالات المسيحية.
بالإضافة إلى ذلك يستهدف إرهابيون أماكن إجراء الأحداث الرياضية الكبرى. نقلت صحيفة “ذا صن” البريطانية في يوليو 2016 عن خطط إرهابيي داعش بتنفيذ الهجمات خلال أولمبياد في ريو دي جانيرو البرازيلية. وقد تم إرسال عبر تطبيق تيليجرام الرسائل التي تضم وصف 17 طريقة مختلفة للهجمات الإرهابية. تجدر الإشارة إلى أن تنتظر “الدولة الإسلامية” أنه يتم تنفيذ الاعتداءات الفردية من قبل ليس مقاتلين من ذوي الخبرة فقط فحسب بل بأيدي الأشخاص الجدد الذين يعبرون عن استعدادهم لمبايعة تنظيم داعش الإرهابي.
منذ الأيام ظهرت المعلومات في شبكات التواصل الاجتماعي عن مناقشات في قنوات تيليجرام حول تنظيم الهجمات على المنشآت الأولمبية في كورية الجنوبية. بدورها قد قالت سول العام الماضي عن احتمالية الاعتداءات الإرهابية في بلادها. أفادت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء نقلا عن جهاز المخابرات القومية أن خططت “الدولة الإسلامية” سلسلة الهجمات الإرهابية على المنشآت الحكومية والعسكرية في كوريا الجنوبية. حسب معطيات المخابرات يستهدف إرهابيون ليس مواطني كوريا الجنوبية فقط فحسب بل مواطني الدول الأخرى.
من البديهي أن أماكن إجراء المسابقات الرياضية ومنشآت البنية التحتية للألعاب الأولمبية التي تقام في بيونغ تشانغ فبراير 2018 ستصبح من الأهداف الرئيسية لداعش في الوقت القريب. من المعروف أن يفقد إرهابيون السيطرة على الأراضي وموارد الطاقة في سورية والعراق يومياً فيحاولون زيادة نفوذهم بفضل الهجمات الإرهابية الضخمة التي تؤدي إلى مصرع عشرات أو مئات أو آلاف الأبرياء.
في هذا السياق يبقى حضور الفعاليات الرياضية الرئيسية الشتاء الجاري سؤالا كبيرا لأنه تم بيع ثلث العدد الإجمالي للتذاكر المطروحة. من المحتمل أن تعتبر مخاطر الهجمات الإرهابية وكذلك الاستفزازات المستمرة من قبل كورية الشمالية سببا لذلك.
وبهذا الصدد يناقش المسؤولون في بعض الدول الأوروبية عن مسائل ضمان الأمن خلال الأولمبياد الشتوي في بيونغ تشانغ. قالت لورا فليسيل وزيرة الرياضة الفرنسية إن المنتخب الوطني لن يشارك في الألعاب الأولمبية المقبلة في حالة عدم تقديم ضمان الأمن للرياضيين الفرنسيين. أما بريطانيا فوضع مسؤولوها خطط الإخلاء الطارئ لأفراد المنتخب القومي إذا ظهرت المخاطر الإرهابية أو النووية.
فيمكن بيونغ تشانغ أن تستقبل الضيوف من أكثر من 80 بلدا. بلا شك يصبح ضمان السلامة للعدد الكبير من الناس تحديا خطيرا لأجهزة المخابرات والأمن لكوريا الجنوبية. يجب على الناس أن يدركون أن زيارة أولمبياد في بيونغ تشانغ تعتبر رحلة خطيرة لأن هذه الألعاب هي المهرجان الرياضي للمجتمع ومهرجان العنف للإرهابيين.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً