قبل 38 عاما من اليوم، وبالتحديد يوم 15 إبريل 1986، نفذت أكثر من 100 طائرة أمريكية بين قاذفة وحاملة وقود وأخرى للتشويش، غارات جوية على أهداف في طرابلس وبنغازي، بما في ذلك منزل الزعيم الراحل معمر القذافي في باب العزيزية.
هذا التاريخ يذكره الليبيون جيدا، وخاصة من شهدوا العملية الأمريكية، وشاهدوا النيران و هي تندلع في أكثر من موقع في طرابلس وسرت وبنغازي.
العملية العسكرية الأمريكية التي أطلق عليها الاسم الرمزي “حريق البراري”، استمرت حوالي الساعة، واستهدفت من المنشآت والمواقع، بما في ذلك منزل القذافي في معسكر باب العزيزية في طرابلس، وأكد المحللون و المصادر حينها أن الغارة الأمريكية في ذلك الوقت كانت تهدف لاغتيال القذافي.
أما خلفية الحادثة فإنها ترجع إلى يوم 24 مارس 1986 عندما عبر الأمريكيون “خط العرض الموازي 32°30 شمالا، الذي أعلنته طرابلس في عام 1983 كحدود للمياه الإقليمية الليبية، وأطلقت فرق الصواريخ الليبية صواريخ إس-200 إف، المتمركزة في منطقة سرت، النار على ثلاث طائرات تابعة للبحرية الأمريكية. وعلى الفور ضربت طائرات البحرية الأمريكية هذه المجموعة من قوات الدفاع الجوي. في الوقت نفسه، تعرضت قوارب للبحرية الليبية للهجوم”.
كان هذا الحادث مقدمة لعملية “حريق البراري”، التي جرى الاستعداد لها فعليا بمشاركة طائرات قاذفة من طراز “إف – 11” متمركزة في بريطانيا، وطائرات الاسطول السادس في البحر المتوسط، منذ 26 مارس 1986، فواشنطن لم تقبل يومها أن يكون لليبيا حدود محمية ولذلك قررت الانتقام.
الطائرات الأمريكية القاذفة التي انطلقت من بريطانيا يومها عادت إلى قواعدها في 15 أبريل باستثناء واحدة أسقطت قبالة سواحل طرابلس، وثانية تعرضت لأضرار، واضطرت إلى الهبوط في قاعدة أمريكية في إسبانيا.
قام طيران الأسطول الأمريكي السادس بعد ثلاثة ساعات من الضربة الأولى، التي استهدفت مواقع في مدينة بنغازي بمحاولة لشن غارات أخرى مرتين، إلا أن منظومات الدفاع الجوي الليبية في ذلك الوقت تمكنت من صدها ومنعت الطائرات الأمريكية من الاقتراب.
اترك تعليقاً