ما حدث في بنغازي من قتل للسفير الأمريكي وثلاثة آخرين, وجرح ثمانية وحرق للقنصلية الأمريكية في بنغازي على خلفية الفلم المسيء للمصطفى صلى الله عليه وسلم فعل مشين , لا يختلف على ذلك , وأبدى الكثير من ألأخوة الليبيين كراهيتهم وخجلهم من مثل هذا الفعل.
وهنا أود أن اطرح بضع أسئلة أتمنى أن أجد لها إجابة ممن يؤيد ردود الأفعال المتطرفة.
— لا أعلم هل الدبلوماسي الأمريكي الذي قتل في بنغازي هو الذي أنتج أو مثّل أو اصدر الفلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم؟
— هل من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل السفراء؟
— ألا يكفي التظاهر أمام السفارة وإبداء عدم الرضا بغير قتل وحرق لمن جاء للوطن كسفير لدولته؟
— في صالح من ترسيخ النظرة أننا همجيون لا نعرف أصول الاعتراض؟
— هل سنرضى إذا غضب الهنود أو الفلبينيون أو غيرهم على تصرف لفرد ليبي أن يقوموا بحرق وقتل السفير الليبي؟
— الذي قام بإنتاج الفلم أقباط مصريون , فهل كل الأقباط المصريون مسئولون ويجب قتلهم؟
— أليس حب الرسول صلى الله عليه وسلم هو في إتباع سنته . وهو من أوصى بالذمي وأوصى بالسفراء وأوصى بالضيوف.
— ألا يدفع مثل هذا التصرف إلى التضييق على إخواننا المسلمين في الغرب ومحاولة طردهم والتضييق عليهم ويدفع الكثير من الغربيين إلى إصدار أمثال هذا الفلم والرسوم بقصد تثبيت تهمة الإرهاب والهمجية على المسلمين؟
— هل ما فعله هؤلاء من قتل وحرق يصب في صالح الإسلام ورسول الإسلام أم يصب في صالح من يكره الإسلام وصالح من يحقد ويسيء إلى رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم؟
— ماذا استفاد الإسلام ورسول الإسلام من حرق السفارة وقتل السفير؟
— ألا تضر هذه الأفعال في الثورة السورية والتأييد الشعبي العالمي بل وتصب في مصلحة نظام الأسد . وتؤيده في قتاله للثوار السوريون.
من الحمق اعتبار كل الأمريكيين حكومة وشعبا مسئولون عن أنتاج هذا الفلم , ففي أمريكا مسلمون وفيها مسيحيون يكرهون مثل التصرفات. فالفلم لم تنتجه الحكومة الأمريكية ولم تساهم به بأي طريقة . بل من قام به أمريكيون عرب أقباط وقس أمريكي . ونحن بغباء ردود أفعالنا المتطرفة زدنا النار حريقا , بل ,أثبتنا بعض ما يدّعيه هؤلاء وأعطيناهم السلاح إلي سيستخدمونه ضدنا وضد رسولنا الكريم وديننا الحنيف.
لا نعترض على التظاهر وإبداء السخط وعدم الرضا , ولكن أن يصل الآمر إلى القتل والحرق فهل هذا من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم . ولكن من يذهب للاعتراض والتظاهر لا يحمل معه سلاح , ومن يحمل السلاح ويهب للتظاهر فهذا يعني انه ذهب ناويا ومتعمدا وقاصدا حرق السفارة وقتل من فيها, بدل أن نقوم بحرق وقتل كان يجب أن نعمل على إنتاج فلم يبين عظمة رسولنا صلى الله عليه وسلم و وعظمة الإسلام , بحيث نثبت أن الإسلام هو دين الحضارة والقواعد الإنسانية القيمة ونوضح قوله صلى الله عليه وسلم , بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , وقول الله سبحانه وتعالى (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ).
كل يقول انه يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن المحبة الحقيقية هي: الإتباع والطاعة، قال الله تعالى: قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [آل عمران:31].
أننا بمثل هذه الأفعال المتطرفة نهاجم رسولنا, ونهجر سنته ونعطي أعداء الإسلام الأسلحة التي تمكنهم من مهاجمة ديننا. ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً