قناعة الكاتب علينا كشعب ليبي أن نجد المقاربة للرؤية الدولية التي تؤمن بأن الموقع الجdوسياسي المهم لدولة مثل ليبيا يتطلب أن تصيغه الجغرافيا العسكرية، التي تحركها مشاريع اقتصادية، فتتدخل السياسة لترتيب مناوراتها النفعية.
يحاولون كثر ممن يتحدثون باسم المجتمع الدولي الاستنقاص من أهمية ليبيا، إلا أننا اليوم نرى كيف استثمرت دول، في مجلس الأمن مثل روسيا وفرنسا ودول أخرى كتركيا ودول عربية خادمة لدولة إسرائيل، في محاولة فرض جغرافيا عسكرية لتنطلق نحو الاقتصاد من بوابة السياسة ولو كانت تزوير الانتخابات وإنتاج نازية جديدة.
نتعلم من إسرائيل:
“الحكمة ضالة المؤمن (الليبي) فحيث وجدها فهو أحق بها” سنن أبن ماجه ومع ضعفه إلا أنه قيل لا يوجد ما يتنافى مع الشريعة، وفي ظل التشرذم الليبي السياسي، الذي فرضته جغرافيا عسكرية وُظِف فيها شباب ليبيا وخزانة الشعب الليبي، وصنعتها دول أجنبية اليوم، يجب أن يعي السياسيين الليبيين وخاصة في المنطقة الغربية بأن تمسكهم بأهوائهم الشخصية سيضيع ليبيا، وستجد دول أجنبية الفرصة في التخطيط لتتقاسم مصالحها في ليبيا، وبدون حضور حقيقي للسياسي الليبي.
الواقع العسكري في الشرق والوسط والجنوب، تستفيد منه إسرائيل اليوم لأن أكبر عملاء لها، وعندهم حضور من بعض الجهلة والحاقدين من الشعب الليبي الذين أعمتهم الكراهية عن رؤية ما قد يصلح لليبيا، بعد تقدم المجرمان الداعشي حفتر وسيف القذافي بطلبات الترشح لرئاسة ليبيا، بعد إعلانهما الحرب عليها بل واستمرارهما في الحرب ضد الشعب الليبي.
يركض المجرم صدام حفتر لتل أبيب معلناً انصياع والده التام لطلبات إسرائيل، لو وصل إلى السلطة، وبالتأكيد كان هناك تجديد للبيعة من قِبل سيف القذافي لإسرائيل، ومع قبول إسرائيل بها إلا أنها تخاف على مصالحها فلا تعلنها خوفا من تمرد الشعب الليبي عليها وتغير موافق بعض المؤيدين للداعشي حفتر، والمجرم سيف القذافي، وربما تعي أيضاً الخوف من معنى الهولوكوست كانت جريمة بشعة في حق بشر عزل ذنبهم أنهم يهود، التي تعني باليونانية الكل محروق أو التضحية بالنار، والتي خلدوا ذكراها ويتابعون في المحاكم النازيين الذين لهم علاقة بها، فسيخلد الشعب الليبي هولوكوست ذكرى مقابر ترهونة التي يستمر اكتشافها وبدون توقف وبشهادة العالم.
الاستخفاف بالشعب الليبي والانتخابات النازية:
مع اعتراف العالم بصمود الشعب الليبي، ولو بإعلان رفضه لنظام زريبة الجماهيرية وقبول مواجه جبروت وطغيان الدكتاتور معمر في 2011، أمام كتائب القذافي إلى حين تدخل الناتو، والصمود الأعظم أمام خيانة دول تصدرت المشهد مثل أمريكا وفرنسا والإمارات سعت بكل قوتها السياسية، والعسكرية، والاستخباراتية لإعادة صياغة دكتاتورية جديدة، باسم الداعشي حفتر أو المجرم سيف القذافي، تحالفت فيها مع من تحسبهم أعدائها مثل روسيا والإسلاميين المتطرفين (داعش).
بعد وصول حزب العمال الألمان الاشتراكيين الوطنيين وحصوله على 33% من الأصوات، وكان بإمكان الحزب الشيوعي الألماني أن يقاومهم ولكن الاتحاد السوفيتي طلب عدم محاربتهم، ترشح بعدها هتلر كمستشار في عام 1933 في حكومة هيمن عليها حزب المحافظون، اليوم تفاهم الروس مع الناتو ليفتحوا المجال أمام عودة الدكتاتورية النازية من جديد بعد قوافل الشهداء خلال العشر سنوات التي مضت، أي عودة هتلر جديد ليحكم ليبيا بالحديد والنار ويدخلها في حروب مع الشعب الليبي الذي لن يرضى بالعودة للدكتاتورية من جديد، ويزيد من مسلسل الهولوكوست الذي عاشته وتعيشه ترهونة.
ما يسمى بالعالم الغربي المسيحي بمختلف مذاهبه البروتستانتي، والكاثوليكي، والأرثوذكسية، والأنغليكاني، وغيرها يهدد ويتوعد بالقبول بتزوير الانتخابات، وقانون الانتخابات المعيب، وكأن أمريكا لم تخترقها روسيا وتزور انتخاباتها.
أتركوا الشعب الليبي ليكون هو الموافق على نص قانون الانتخابات، وهو أيضاً بمؤسسات المجتمع المدني يكون المراقب عليها.
التمسك بالتهديد والوعيد ليسمح قانونكم بترشح المجرمين والمطلوبين لمحكمة الشعب الليبي الحر أو تزوير الانتخابات لتنتج لنا نازية جديدة في ليبيا وتصنع هولوكوست على غرار مقابر ترهونة فلن نسمح به.
نعم الكلمة الأخيرة للشعب الليبي:
لا يوجد عاقل سياسي يُعادي شعبه علناً كما نسمع اليوم من بعض العملاء، ولا يمكن لأي دولة في العالم أن تعادي الشعب مهما كانت قوية، والتاريخ يقول لنا كم كلفتها أمريكا معادة الشعوب.. ونذكر الغرب المسيحي، وعلى رأسهم أمريكا، رأيتم كيف خسر الطغاة بالقوة الصلبة، فلماذا لا تسمعون كلام جوزيف ناي وتفكرون بعمق في القوة الناعمة مع الشعب الليبي؟ ولا تنسوا أيضاً كلام الدكتاتور معمر القذافي ومقارنته بين استخدامكم للقوة الصلبة بالجيوش والقواعد في أفريقيا واستخدام التنين الصيني للقوة الناعمة بالتنمية والبناء، وستكون الخارطة والجغرافيا العسكرية على أرض ليبيا في اختبار مستمر مع وعي الشعب الليبي.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً