تشهد دولٌ عدة بالعالم إعادة فرض القيود في مواجهة فيروس كورونا المستجد، الذي بات أكثر تفشياً بعد محاولة العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية في مرحلة سابقة، بينما أُطلق النقاش حول ضرورة جعل اللقاح المستقبلي ضد الفيروس إلزامياً في أستراليا، وليس في الولايات المتحدة، إذ يعترض جزءٌ من السكّان بشدة على التدابير التقييدية، مثل مجرد وضع كمامة.
حيث أطلق النقاش حول ضرورة جعل اللقاح المستقبلي ضد فيروس كورونا المستجد إلزاميا في أستراليا ولكن ليس في الولايات المتحدة، بينما تتضاعف القيود في العالم في مواجهة تطور الوباء.
وفي الولايات المتحدة، حيث يعترض جزء من السكان بشدة على التدابير التقييدية مثل مجرد وضع الكمامة، يبدو أن المسألة قد حسمت بعدم جعل اللقاح ضد كورونا المستجد إلزاميًا.
وقال الدكتور أنطوني فاوتشي مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية، أمس الأربعاء، في لقاء عبر الفيديو نظمته جامعة جورج واشنطن، نقلته إذاعة “مونت كارلو” الدولية: “لا يمكننا إجبار الناس أو محاولة إجبارهم على تلقي اللقاح، لم نفعل ذلك قط”.
وتابع قائلاً: “يمكننا أن نجعله إلزامياً بالنسبة لمجموعات معينة، مثل العاملين في المجال الصحي، لكن لا يمكننا أن نفعل ذلك لعموم السكان”،
وبغض النظر عن ذلك، فقد طلبت حكومة دونالد ترامب مسبقاً مئات الملايين من الجرعات من 6 شركات تعمل على تطوير لقاحات تجريبية، وستكون الجرعات مجانية.
وقبل ساعات قليلة، أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أن أي لقاح ضد فيروس كورونا “سيكون إلزاميًا” في بلاده، باستثناء من يجب إعفاؤه منه لأسباب طبية.
وأعلنت أستراليا يوم الثلاثاء، ضمان حصولها على لقاح “واعد” ضد فيروس كورونا، بفضل اتفاق توصلت إليه مع مجموعة الأدوية السويدية البريطانية “أسترازينكا”.
وقدرت السلطات الأسترالية أنه يجب تلقيح 95% من السكان للقضاء على الفيروس.
وفي أستراليا، حيث تم السيطرة على الوباء جيدًا قبل عودة ظهوره في ولاية فيكتوريا، أمرت السلطات بحظر التجول الليلي وإغلاق المحال التجارية غير الأساسية حتى 13 سبتمبر القادم على الأقل في ملبورن، ثاني أكبر مدينة في البلاد.
كما أعلنت كانتاس، شركة الطيران الأسترالية، عن خسارة فادحة قدرها 1,9 مليار دولار خلال العام بسبب “الانهيار شبه التام في الطلب على الرحلات الجوية”.
وأدى الوباء، منذ ظهوره في الصين في ديسمبر 2019، إلى ما لا يقل عن 781,194 حالة وفاة في جميع أنحاء العالم، وفقًا لتعداد أجرته وكالة “فرانس برس” أمس الأربعاء، بالاستناد إلى مصادر رسمية.
حيث تم إحصاء أكثر من 22,187,780 إصابة في 196 دولة وإقليم منذ بداية الوباء.
وسجلت الولايات المتحدة، أكثر الدول تضررا، 172,965 حالة وفاة، أي بزيادة 1286 حالة وفاة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، وتضم البلاد ما يقرب من ربع الحالات التي تم تشخيصها في جميع أنحاء العالم.
وفي أميركا اللاتينية، تجاوزت كولومبيا، رابع أكثر البلدان تضرراً بعد البرازيل والمكسيك والبيرو، عتبة نصف مليون إصابة.
وفي إيران، تم تخطي العتبة الرمزية المتمثلة في وفاة 20 ألف شخص من جراء كورونا المستجد.
وفي أوروبا، سجلت ألمانيا في الساعات الـ24 الماضية 1707 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، في أعلى حصيلة منذ أبريل الماضي بحسب الاحصاءات التي نشرها معهد روبرت كوخ لمكافحة الأوبئة، وترتفع بذلك الحصيلة الاجمالية للاصابات في البلاد إلى 228 ألفا و621 وتؤكد المنحى التصاعدي للحالات الذي سُجل في الأسابيع الماضية.
وسجلت إسبانيا 131 حالة وفاة حتى أمس الأربعاء، في أسبوع واحد، أي ضعف السابق، في حين أصبحت منطقة مدريد مرة أخرى المنطقة الأكثر تضررا كما في ذروة الوباء.
كما قفز عدد الإصابات الجديدة مع تسجيل 6700 حالة خلال 24 ساعة، ليصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 370 ألف حالة، وهو أعلى رقم في أوروبا الغربية.
وفي مواجهة الأرقام المقلقة وزيادة الإصابات، يتم تشديد القيود في جميع أنحاء العالم.
وفرضت فنلندا، التي لم تتأثر نسبيًا بالوباء، أمس الأربعاء، قيودًا على القادمين من معظم دول الاتحاد الأوروبي، مشيدة بأن لديها السياسة الحدودية “الأشد صرامة” في الاتحاد الأوروبي.
وفي اليوم نفسه، أضافت النروج اليونان وبريطانيا وأيرلندا والنمسا وأجزاء من السويد والدنمارك إلى قائمة البلدان التي لا ينصح بالسفر “غير الضروري” إليها.
وفي اليونان، أعلنت السلطات فرض وضع الكمامة في جزيرة ميكونوس.
وفي فرنسا، تجاوز عدد الإصابات الجديدة 3700 حالة خلال الـ 24 ساعة الماضية، وهي زيادة غير مسبوقة منذ مايو الماضي.
وطالب مدير طواف فرنسا للدراجات الهوائية كريستيان برودوم الجمهور بوضع الكمامة أثناء السباق، وهي مسألة “منطقية” على حد قوله.
وقال برودوم: “بالنسبة إلى المتفرجين، على الطريق، من الواضح أنه لا مجال لطرح السؤال، تشير الفطرة السليمة إلى أنه من الضروري وضع الكمامة، حتى لو كان الالتزام الرسمي بذلك يعود إلى أقسام الشرطة في المقاطعات الـ32 التي سيمر بها”.
أما في إيطاليا، قبل شهر من استئناف دوري كرة القدم، تم الإعلان أمس الأربعاء، عن إصابة عدة لاعبين بالوباء، فيما تبدأ بعض الأندية استعدادات ما قبل الموسم.
هذا وتستعد الرياضات الشتوية أيضًا لموسم خاص، حيث نشر الاتحاد الدولي للتزلج أمس الأربعاء، بروتوكول اختبار كورونا المستجد خاص بموسم 2020/2021، مما يجعل الاختبار إلزاميًا للرياضيين قبل كل فعالية على أن يتكرر كل 3 أو 4 أيام.
وفي الصين، ولأول مرة منذ بداية تفشي الوباء، سيسمح للجمهور بدخول ملعب كرة القدم، السبت القادم، خلال مباراة في بطولة الدوري الممتاز.
اترك تعليقاً