هل سيف القذافي من مخرجات مؤتمر باريس؟ - عين ليبيا
من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار
لا نتوقع بأن ما حدث ويحدث في ليبيا بعد انعقاد مؤتمر باريس 3 محض صدفة! بالتأكيد كانت فرنسا ولازالت تتمسك بسياستها المتناقضة. فلقد رأينا كيف كانت تدعي بأنها مع السيد فائز السراج كرئيس للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ومع الجهود الأممية لاستقرار ليبيا، وفي نفس الوقت، تدعم الداعشي حفتر بالسلاح، والمعلومات، وحتى المقاتلين. بل ومع تحضيرها للمؤتمر لاستقرار ليبيا نجدها قامت ببعض الأعمال المثيرة للشك في حسن نواياها ويمكن عرضها كما يلي:
فرنسا عكس ألمانيا:
الواضح أن فرنسا تسعى بقوة لتمكين أحد الموالين لها، بعكس ألمانيا التي لا ترى في المؤتمر إلا سبيلاً للوصول للاستقرار لتصل إلى المشاركة في التنمية مع ليبيا وعدم الاستقرار يعني لها، وحسب ما صرحت به أنجيلا ميركل دخول: “كميات لا تصدق من الأسلحة” إلى ليبيا مما سيشجع على تنامي أنشطة الإرهابيين. وستظل فرنسا بالنسبة لألمانيا دولة لها مكانتها في الاتحاد الأوروبي والمسيحية عامل مشترك بينهما ولكل دولة مذهبها فألمانيا بروتستانتية وفرنسا كاثوليكية.
فرنسا في صراع مع إيطاليا:
يوجد صراع بين إيطاليا وفرنسا في النفوذ على مصادر الطاقة نفط وغاز، وربما عرفت فرنسا كيف توظف تعاون روسيا مع الداعشي حفتر لتجد لها موطأ قدم تساوم به مع أمريكا في ملفات أخرى. بينما بقيت إيطاليا لتستلمها ربما أمريكا لتدخلها مع باقي العرائس الأوروبية التي تلعب بها أمريكا أحياناً كحلف ناتو مرة، وأحياناً كمسيحين، وأحياناً بصيغ أخرى لا نعرفها.
فرنسا وسيف القذافي ضد تركيا؟
أمريكا المسيحية البروتستنتية غير راضية عن تركيا المسلمة الحنفية بعد التنسيق مع روسيا الأروثوذكسية، ولكن فرنسا أيضاً نسقت مع روسيا بشأن مواضيع أمنية وعسكرية، وفي المقابل أرضت أمريكا ببيع اليونان الآروثوذكسية ثلاثة فرقاطات عسكرية. وبذلك فالنتيجة محاصرة تركيا التي حاولت أن تسرع بتاريخ 12 نوفمبر 2021م بتحويل المجلس التركي إلى منظمة تركية، لتخفف بعض الضاغط عنها، فأعلن السيد أردوغان بأن المنظمة تسعى لتحقيق أهداف التنمية الخضراء وتقديم خدمات جيدة للإنسانية. هذا المشهد المعقد من المصالح المتداخلة، والمتنافرة، بالتأكيد يلقي بظلاله على المشهد الليبي فلا نستغرب أن تساهم المصالح المتناقضة أحياناً بأن تبرز لنا سبب ترشح سيف القذافي، وهو المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، ويتم حبك التمثيلية بما يوحي أن سيف القذافي مواطن ليبي تضمن له ديمقراطية فبراير أن يتقدم بالترشح لرئاسة ليبيا، ولو قبلنا جدلاً مبدئياً بالديمقراطية التي كلفت الشعب الليبي آلاف الشهداء، لكن السؤال لماذا لا تراجع المفوضية شروط قبول المترشحين؟ والتي يفترض أن:
سيف القذافي مشروع للتزوير وإخراج تركيا:
لا نقصد بالمشروع هو وصول سيف القذافي للحكم ولكن ربما بالونه اختبار للدول المتدخلة في ليبيا، أو لتعرف الدول المتدخلة أين تصطف بقية الدول المنافسة. فسيف ملاحق من محكمة الجنايات الدولية، وقد طلب وكيل النيابة بمكتب المدعي العام بتاريخ 11 نوفمبر 2021 من رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بوقف إجراءات ترشح سيف القذافي والداعشي حفتر. يظل من الصعب التكهن بما سيحصل ولكن ربما نستخلص مما يحصل الآتي:
الكلمة الأخيرة للشعب الليبي:
مع كل المؤشرات المربكة وغير المطمئنة إلا أن الأمل في الله يظل كبير، وعندما تتوفر الإرادة للشعب الليبي في بناء دولة مدنية ديمقراطية ترعى حقوق الإنسان فسيجد الطريق الذي يوصله لذلك بعد الأخذ بكل الأسباب ولعب دبلوماسية الفوز للجميع.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا