الجيوش هي حصن كل أمة، وأساس حضارتها لحماية حدودها، فهي القوة التي تحمي الأوطان، وتدفع عنها الغزاة، وتحمي أبناء الوطن جميعا، وتذود عن حماهم وترفع هاماتهم بين الأمم، وتعلي شأنهم.
الجيش عنصر أساسي لحماية الدولة ومن واجبه توفير كافة الإمكانيات لهذا الجيش لكي يكون جاهزا مستعدا في كل وقت وحين لأداء واجباته الوطنية، فهل هذا هو واقع جيوشنا العربية؟ هل قامت هذه الجيوش بحماية أوطاننا؟ هل حافظت على كرامتنا؟ وهل أعلت هاماتنا ورفعت في السماء راياتنا؟ وهل كانت تلك الجيوش بعقيدة وطنية تحمي الوطن وأهله؟ وهل دحرت أعدائنا؟ أسئلة تحتاج أن نقرؤها جيدا وأن نمعن فيها النظر قبل أن نتسرع بالإجابة عنها.
فنحن بحاجة لهذه الجيوش نعم فلا يجادل عاقل في ذلك، ولكن هل سرد تاريخ هذه الجيوش يعني أننا نكرهها، أم أننا ننشد صلاحها، فنحن أبناء الوطن وهذا جيشنا ومن فيه أبنائنا وأهلنا، فلعل ذكر العيوب وإن كثرت هو الطريق إلى إصلاحها لبناء جيوش عربية تعيد لنا كرامتنا وتنتصر لحقوقنا وتحمي أوطاننا، وربما تحقق يوما أحلامنا بعودة القدس لنا.
إن تاريخ جيوشنا تاريخ أسود، يحمل في طياته كل عبارات الخيانة والخزي والعار والذل والمهانة لشعوبنا، ومئات آلاف القتلى والدماء ومن مات منا على يد جيوشنا مظلوما من أهلنا هم أضعاف من قتلهم الاستعمار، وميدان رابعة بمصر، وميادين حلب والسودان، ومشانق بنغازي تشهد لهذه الدماء الزكية، فالجيش المصري وهو قدوة جيوشنا أسسه الاستعمار عبدًا مواليًا له وله الدور الأكبر في تخلف الشعب المصري عبر انقلاب عبد الناصر وثلة من الضباط المارقين مثل العميل السادات والخائن عبدالحكيم عامر وذلك منذ أكثر من ستين عاما ليفصل السودان عن مصر و ليسلم سيناء إلى إسرائيل في أقل من ستة أيام وليدمر الاقتصاد المصري وليمتلك حكم مصر إلى الأبد وليسيطر على الاقتصاد المصري بالكامل فيصنع الصلصة ويبيع الفراخ وينتج الجمبري ويتاجر في الـدوية ويبني الكباري المغشوشة للمصريين ولأول مرة تنشأ كتائب الجمبري وسمك السردين ولن ينسى العالم جهاز الكفته لمعالجة السرطان أما التصنيع الحربي وبناء المقاتلين فذلك من المستحيل بل هو خط أحمر فمهمته الحقيقية حماية إسرائيل وكان آخر نتائجه مجلس عسكري ورئيسه يمتثل بأوامر إسرائيل وقد تم تدريبهم وتجهيزهم بمشاركة المخابرات الأمريكية والموساد حتى تحدث أحد الخبراء الإسرائيليين ليقول إنهم صهاينة أكثر منه.
أما الجيش السوري فنحن اليوم نرى بطولاته في قتل شعبه وتهجيرهم عبر ثلة من الروافض في قيادته وهم الجبناء في مواجهة العدو الصهيوني وهو الذي سلم هضبة الجولان دون قتال إلى إسرائيل برشوة بملايين الدولارات استلمها وزير الدفاع حافظ الأسد وتم مكافأته بترقيته ليكون رئيسا في سوريا.
أما الجيش العراقي فقد قاده صدام بجنونه في حروب لا طائل منها وأدخل العراق إلى الفناء ونرى اليوم محصلته بعد أن حكم البلاد أربعين عاما وضيع ثروات البلاد بعد أن ضيع مئات الآلاف من العراقيين بسبب نزوات مجرم سفاح وأعاد العراق إلى ما قبل التاريخ.
باقي الجيوش العربية ليست إلا أدوات لحكم الدول وامتصاص ميزانياتها لتكبر كروش الضباط ومؤخراتهم وتنتشر قصورهم وحساباتهم في الغرب وليكونوا عملاء فكيف حكمت فرنسا الجزائر بعد أن رحلت إلا عبر تلك النياشين الزائفة فهم من منعوا نتائج الانتخابات وحرموا الديمقراطية على شعبهم وسرقوا ثرواته وهم اليوم يحمون الفاسدين ويقاومون كل إصلاح ويوجهون التهديد للجموع المتعطشة للحرية في شوارع الجزائر.
أما الجيش السوداني فأهم إنجازاته أنه قسم البلاد إلى دولتين ويحمل في رحمه الثالثة وهو اليوم يقتل السودانيين ويتحالف مع محور الفساد والشر والرذيلة في مصر والإمارات والسعودية وينشرون الرعب بواسطة مليشيات الجانجويد لكتم أصوات الجموع الحالمة بمستقبل أفضل.
وهل ننسى جيش اليمن وقائده الجاهل المتخلف الذي أدخل المليشيات الحوثية وتحالف معها فكان جزائه أن قتلته.
أما الصومال العربية المفقودة فقد قتلها ودفنها جيشها بقياد زياد بري الجاهل التي أوصلته الأقدار ليحكم الصومال.
وليس الجيش الليبي عن مصائب الجيوش العربية ببعيد فكم كان شعبنا يحبه ويقدسه ولكن تسربت له خلايا الناصرية العفنة فقام بتمزيق دستور البلاد وحكم على مؤسسها بالإعدام ونصب لأهلها أعواد المشانق ونصب مجنونا مجرما قاتلا لحكم البلاد فمزقها ونعيش اليوم نتائجه الكارثية بعد أن كان الجيش أول ضحاياه.
إن أكبر عميل متآمر على الأمة خدم عليه الاستعمار في قمع أمتنا العربية وتكبيلها وإذلالها هي الجيوش العربية والتي أنشأ المستعمر معظمها من الأردن إلى السعودية إلى مصر إلى الجزائر وحتى موريتانيا.
جيوش السعودية والإمارات تركت فلسطين لإسرائيل والجزر تحتلها إيران وذهبت لتقاتل اليمنيين العراة الحفاة بأحدث التقنيات الحربية وليذيقهم الله الذل على يد أولئك العراة الحفاة.
ألا تتذكرون من قام بمنع أهل فلسطين من مقاومة الصهيونية لاحتلال فلسطين أليست الجيوش العربية التى وعدت أهل فلسطين بتحريرها ثم بعد هدنة عجيبة غريبة وقعت على التسليم.
ألا تتذكرون من قائد الجيش الهاشمي أنه جلوب باشا الإنجليزي ليحرر فلسطين كم نحن سذج، إن ما قامت به الجيوش العربية لا يمكن حصره فهي تعتقد أنها تملك الأوطان وأهلها وصادرت طموحات الأمة لصالح الاستعمار وقتلت شعوبنا برصاص وقنابل نحن من دفع أثمانها.
من هذه الجيوش التي تودون أن نعود لحضيرتها نحن العرب هل هؤلاء الضباط والعملاء الخونة ومن يحملون نياشين الذل والمهانة.
نعم نحن نريد جيشا وطنيا يقوده رجال يصدقون الله والوطن أحباء لوطنهم ولأهلهم وليسوا عملاء عند محور الشر المخزي الامتداد الطبيعي للصهيونية والغرب الحاقد الاستعماري.
نعم نحتاج رجال يقودون الاستقرار ولا نحتاج نياشين لتحكمنا وتقرر بعقلية العسكر مصيرنا.
نقول لمن يهددنا بالفوضى نعم نحن ضد الفوضى وضد المليشيات والتي ستنتهي بالحكمة ولكن بديل الفوضى لا يمكن أن يكون حكما عسكريا ديكتاتوريا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً