يبدوا السؤال مستهجناً لدى البعض ومشتتاً للفكر لدى البعض الاخر.هذا مؤكد ولتبديد بعض من هذا الاستهجان والتشتت يجب تغيير صيغة السؤال الى التالي: هل الحل في الشريعة الاسلامية أم الليبرالية؟ نعم فهناك فرق كبير جداً بين الاسلام والشريعة الاسلامية. وسنعود في مقال اخر الى جوهر الاسلام من كل ذلك.
نعم فالعديد من اشكاليتنا الحضارية والتاريخية والثقافية والسياسية والفكرية نجمت عن مصطلح الشريعة الاسلامية. فالشريعة الاسلامية يقصد بها ببساطة فهم العلماء للاسلام ولو صادم فهمنا نحن. وكلمة علماء كلمة لاتدل في العقل الجمعي الاسلامي على معناها الفعلي وهو القدرة العقلية على الابداع فهي تعني الحفظ والتقليد والاجتهاد في نطاق ضيق جداً وترديد لكل ما سبق. فمثلاً فطالما اجمع العلماء على ان توريث من الشريعة الاسلامية ومباح بل ربما يثاب عليه من فعله فهذه هي الشريعة الاسلامية وتصبح كافراً او فاسقاً اذا قلت بغير ذلك فانت تصادم الشريعة الاسلامية بمصادمتك اجماعهم.
وهذا لا يعني عدم وجود علماء بالمعنى الحرفي والاصطلاحي للكلمة الا انهم قليل مقارنة بعدد ما يسمى بالعلماء اليوم وكانوا يحاربون ويفسقون ويكفرون ويسبون ويشتمون ويباح ضدهم اشياء محرمة او تأنفها الفطرة الانسانية السليمة كما حدث مع أبي حنيفة وغيره
ان الشريعة الاسلامية كما تقدم من غالبية التيارات الاسلامية باستثناء بعض المفكرين الاسلاميين وبدرجة مرضية نوعا ما من تيار الاخوان المسلمين هذه الشريعة لا يكمن فيها الحل لانها في جزء كبير منها مبنية على اراء اقصائية مذهبية طائفية ضيقة مبنية على الحفظ والتقليد واللف في اطاره. مبنية في اغلبها على نفوس اقصائية وتفتقر لحد كبير لملكة الابداع ونعمة الذكاء.
وهذا لا يعني ابدا ان الاسلام ليس هو الحل بل ان الاسلام هو الحل بكل تأكيد الاسلام الذي نفهمه نحن لا غيرنا من الاموات وندرك مغزاه نحن الاسلام الذي لا نؤجز افهام وعقول غيرنا لفهمه وادراك مغزاه.نفعل ذلك عن قناعة وليس كرد فعل ضد الغرب او غيره.
وعلى الرغم من ظهور عديد المفكرين الاسلاميين المجددين في القرنين السابقين وتيار مجدد تتصدره حركة الاخوان المسلمين الا ان الامر كان ناجماً عن رد فعل لا عن قناعة في اغلبه. وشتان ما بين الاثنين ولذلك تجد في كتابتهم فقرات او جمل لا يمكن ان تأتي ممن اقتنع بالتجديد. ولنا رجوع الى بيان كل ذلك في مقال قادم.
خلا التيار التجديدي نسبياً فان غالبية التيارت الاسلامية التي تنظر وتروج للشريعة الاسلامية – كما تفهمها – تعيش خارج التاريخ والمنطق والفطرة. ممن استولى على الاسلام ونصب نفسه الطائفة الناجية مقلداً ومردداً لما قاله مشائخ الاسلام قبله من ترأسوا هذه الطائفة وغدو قضاة يفسقون هؤلاء ويكفرون هذا ويسبون هذا ويمنحون صكوك الطائفة المنصورة بل وصكوك الجنه والنار وابتدعوا ايما ابتعاد عن جوهر الاسلام وشوهوا ايما تشويه هذه الرسالة الانسانية الرحيمة بالناس والرفيقة بهم والتي لا يمكن ابدأ ان تتصادم مع الفطرة البشرية.
وتيار التقليد والحفظ هذا لن ينتج عنه الا ثقافة تقديس البشر واختراع الالقاب الكاذبة والتي لا تأتي الا ممن لم يدرك بوعي جوهر الاسلام ولذلك خرجت تسميات امام اهل السنة وشيخ الاسلام وشيخ الاسلام المجدد (2) وسلطان العلماء والعلامة والعلامة البحر..الخ. حتى تجد المريدين لهذا التيار يتكلمون عنهم وكانهم عباقرة ومخلوقات غريبة ليست كباقي اهل زمانهم والعالمين. وينتج كذلك شرعنة الظلم والاستبداد والشخضنة في الحوار والنقاش والتكفير ولغة السباب والشتائم والبعد عن الموضوعية وانشاء سلطة كنسية في الاسلام وبابا جديد هو من يعرف وحده سواء كانت جماعة او فرد الاسلام وما ينشأ عنه.
ففي التقديس انظر مثلاً ما يقول اتباع الشيخ محمد بن عبد الوهاب عنه:”قد جدد الله به ما اندرس من معالم الدين القويم فأحيا به السنة وأمات البدعة ومحى به ما انتشر في بلاد المسلمين من الشرك والضلالة دعى إلى الله على نور وبصيرة وعلم…… فخطب وحاضر وراسل وألف وحذر الخاص والعام والقريب والبعيد و تحمل لهذا الأمر العظيم والخطب الجسيم – الذي ظل فيه كثير من المسلمين في القرون المتأخرة”.
وأيضاً عن:”…..نصر الله به الدين القويم وبين بسببه صراطه المستقيم صراط الذين انعم الله عليهم من النيين والصديقين والشهداء والصالحين وازال الله به الشرك وعبادة الاوثان من ارض نجد من الكفر والطغيان ويسر الله كسر تلك الاوثان على يده وأيدي أتباعه الموحدين وحزب الله المفلحين.،!!!!! هذا الكلام ليس عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بل عن شيخ الاسلام (2) المجدد. فعلى حزب الله اللبناني ان يضيف رقم 2 الى اسمه لانه ليس السباق في ذلك.
أما الكلام عن بعض المشائخ كابن حنبل او ابن تيمية فيجعلك تضن انهم مخلوقات من خارج كوكب الارض.
كما يقود هذا التيار الى التكفير بالمجمل والمعين فقد كفر كل من ابن حنبل (امام اهل السنة) وشيخ الاسلام (ا) ابن تيمية وشيخ الاسلام (2) ابن عبد الوهاب ابا حنيفة والغزالي وفخر الدين الرازي وابن سينا والفارابي وابن رشد والاشاعرة والشيعة وغيرهم من الفرق بل كفروا حتى البلاد من تركيا وقت كانت دولة الخلافة الى مصر الى اليمن الى العراق الى نجد والحجاز ـ بل كفر ابن تيمية (شيخ الاسلام) علم الكيمياء (ولا حول ولا قوة الا بالله).
اما الشخصنة فلاتخلوا كتب هذا التيار من شخصنة والانتقال من مناقشة الفكرة الى الشخص وسبه وشتمه وتكفيره وزندقته والتشكيك في نواياه واقصاءه بل نفيه من الوجود يقول ابن تيمية (شيخ الاسلام 1): “وأما جابر بن حيان صاحبُ المصنفات المشهورة عند الكيماويةفمجهولٌلا يعرفوليسَ له ذكرٌ بين أهل العلمولا بين أهل الدين”.
كما شرع هذا التيار وغيره للاستبداد بشرعنته لثوارث الحكم والاستخلاف بل اجمعوا على ذلك (طبقاً للشريعة الاسلامية بالطبع)(سبحانك ربي).
والقتل نتيجة حتمية لمثل هذا التيار ولا ادل على ذلك من جرائم ابن عبد الوهاب ومن معه بحق اهل نجد من تقتيل وسفك للدماء وسلب الاموال (سموها غزوات) (سبحانك ربي).
هذه هي الشريعة الاسلامية التي يريدها التيارين السلفي والوهابي!!!! أيكون هذا المصدر الوحيد للتشريع يا سيادة المفتى.
بالاضافة الى حرق الكتب والتحريض عليها في وماننا تقليداً وترديداً لما فعله اتباع الشيخ ابن عبد الوهاب من حرق الكتب وما فعله اتباع التيار السلفي من حرق لمكتبة ابن رشد في الاندلس، فها هناك فرق بين ما فعله المغول بمكتبة بغداد وما فعلوا؟!!!
سيبقى لهذين التيارين اتباع كثر ما دام الفقر وانهيار التعليم منتشراً في بلادنا. لان هذا التيار يشبع الثيموس (كما اكتشفه افلاطون) وهذب مفهومه الفيلسوف هيجل بسعي الانسان لنيل الاعتراف والتقدير فهذه الفئة في غالبية مريديها فقراء ولم يكملوا تعليمهم ولذلك يجدون في عبارات كالطائفة المنصورة والموحدين وان باقي من الناس من الكفار او المشركين او الضالين او الفاسقيم بلسماً لما يعانون منه نفسياً جراء ذلك وما يتبعه من نظرة سلبية للمجتمع.
من أراد الحق فعليه ان يتجرد ويتبع الحق ويلتقفه متى اقتنع عقله به. وسوف نناقش في الجزء الثاني التيارات التجديدية ومن ضمنها الاخوان المسلمين.
وفي النهاية نورد لكم نص لشيخ الاسلام (2) محمد بن عبد الوهاب يقول فيه: “قد طلبت العلم واعتقد من عرفني أن لي معرفة وأنا ذلك الوقت لا أعرف معني لا إله إلا الله ولا أعرف دين الإسلام قبل هذا الخير الذي منّ الله به وكذلك مشايخي ما منهم رجل عرف ذلك فمن زعم من علماء العارض أنه عرف معنى لا إله إلا الله أو عرف معنى الإسلام قبل هذا الوقت أو زعم عن مشايخه أن أحدا عرف ذلك فقد كذب وافترى ولبّس على الناس ومدح نفسه بما ليس فيه”…….!!!!!!
السؤال ما دام الشيخ ومشايخه ومشايخ مشايخه واهل زمانه لم يعرفوا دين الاسلام ولا التوحيد فمن ابن تعلم الشيخ اذن الاسلام والتوحيد؟!!!!! اللهم الا اذا كان الوحي!
————————————————–
للتواصل مع الكاتب:
البريد الإلكتروني: saadalnaas@yahoo.com
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً