الرويبضة هو الرجل السفيه التافه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصدّق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويُخوّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة، قيل وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”. أليس هذا هو لسان حالنا؟ لقد إختلت الموازين العامة واضطربت وأصبح الأمين خائنا والكاذب صادقا متقدما يسوس الناس ويقودهم!!! كيف لا وهذا الصنف من الناس لا يتوانى عن التقدم للمناصب غاضٍ الطرف عن القدرات التي يجب أن يتمتع بها من يتقدّم أو يُقدّم لتقلد المناصب أياًّ كانت صغيرةً أو كبيرةً؟!
إن تقوقع وتأخر الصادقين الوطنيين الأخيار ذوي الخلق قولا وعملا وعدم تقدم الأكفاء لتولي الشئون العامة وتقديم ما في وسعهم لخدمة الوطن والناس ومساعدتهم لهو أمرٌ مذموم يفسح المجال أمام من لا خلاق له ليتولى سدّة الأمور ويتصرف في الأموال والشئون العامة ولك أن تتخيل معي ما الذي سيحدث للشأن والمال العام خاصة في غياب الدولة والمؤسسات الرقابية، وليس الخبر كالعيان؟؟؟ فالواجب على من يرى نفسه أو يراه الناس أهلاً لتقلد المناصب العامة وما يشمل ذلك من الحفاظ على الأمن والمال العام ورعايته وتقديم الخدمات المختلفة خاصة التي تمس الحياة اليومية للمواطن في جميع المجالات أن يسرع ولا يتأخر في ذلك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه فإذا ما تلكأ وتأخر القوي الأمين قدّم وساهم في إتاحة الفرص لأولئك الذين يتحينون ويقتنصون الفرص لتقلد المناصب والعبث بالممتلكات والمال وشئون الناس. ولا شك أن الوطن لا ينهض باللصوص والرويبضات لأنهم دون ذلك عقلاً وقدرةً وتدبيرا وإنما ينهض بسواعد المخلصين القادرين الأمناء الأقوياء. إن من يكذب ويفسق ويسرق ولا يراجع نفسه ليقف على ما يفعل فهو عادة ما يكون مفسدا لنفسه وغيره
يدعوا إلى مفاهيم وأفكار هدّامة تخل بالدين والآداب العامة والأخلاق منحرف لا يؤمن جانبه ولا يؤتمن على مال ولا منصب لا يفرق بين حلال وحرام يخلط الحق بالباطل ويلبس على الناس أمرهم. إن تولّي هؤلآء القيادة يضعف المجتمع ويربكه فيضلُّ طريق التقدم والرقي التي يطمح لتحقيقها ليصبح مجتمعا متخبطا يدور حول مفاهيم غامضة تسوده بل قد تترسخ فيه تلك المفاهيم الهدّامة فتعُمّه الفوضى لتصبح جزء من ثقافته فيقتاد المجتمع إلى ما لا يحمد عقباه.
فيا أيها الأمناء المخلصين لا تتأخروا فالوطن محتاج لكم في هذا الوقت أكثر من غيره فلا تتركوا الأمور للسفهاء ولصوص المال وغير القادرين على النهوض به وكفى عبثا وكفاكم تهاونا وتقاعسا وإنكفاءً وتهربا من المسئولية فالشاعر يقول: تُهدى الأمور لأهل الرأي إن صلحت ** وإن تولت فبالأشرار تنقاد *** لا يصلحُ الناس فوضى لا سراة لهم ** ولا سراة إذا جُهّالهم سادوا.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً