ألقت أحداث باريس الأخيرة بظلالها على العالم أجمع من تصريحات لرؤساء الدول الكبيرة في العالم من فرنسا إلى أمريكا وما بينهما بالتهديد والوعيد والملاحقة والقتل ليُختتم بقرار جماعيّ من الأمم المتحدة بإعلان الحرب على تنظيم داعش وغيره من التنظيمات ذات الصبغة الإسلامية ولتتخذ عدد من الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا خطوات أمنية تزيد من هموم المسلمين في تلك الدول وتضييق الخناق عليهم وعلى الدول الإسلامية والمسلمين عموما وفي عقر دارهم، فإذا كان المنفذ يمتلك هذه الإمكانيات التي تستطيع إختراق الأمن الأمريكي والأوروبي لماذا لم يخترق أمن إسرائيل العدو الأكبر للمسلمين؟ ولماذا لم ينفذ أي هجوم على إسرائيل؟؟؟ فهل من كان وراء الأحداث يريد نفعاً للمسلمين أم ضرّا؟
إن التضييق على حريات المسلمين في الدول الأوروبية يبين بوضوح الإختلاف الذي يعيشه المسلمون كما يبين أن الحريات المطلقة وحقوق الإنسان والحرية الشخصية وغيرها من الشعارات الأوروبية هي خاصة بالإنسان الغربي لا غيره وإن بدت غير ذلك كما أنها توضح إزدواجية المعايير الغربية إلا لمن أبى كما أنها توضح عدائها الدفين للإسلام وأنها تتحين الفرص للإنقضاض عليه وعلى أهله وإن كانوا من مواطنيها وجزءً منها قال تعالى:” وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ” 120 البقرة. لا شك أن التضييق على المسلمين يتطلب منهم الوعي وتغيير طريقة عملهم بأن ينظموا صفوفهم تحت قيادة قوية حكيمة تدخل معترك السياسة في تلك الدول حتى يكون لها تمثيل في كيانات الدول السياسية، خاصة أنها جزء من تلك الدول وتشكل قوة لا يستهان بها إذا ما نظمت نفسها وحددت أهدافها وعرفت طريقها في كل دولة حتى تتحول من موفق الضعيف المدافع عن نفسه وحقوقه إلى جزء وكيان معتبر له وزنه وشأنه في تلك المجتمعات وفي التأثير بل ورسم سياسة المجتمع الذي يعيشون فيه وأصبحوا جزءً منه.
الجزء الثاني يخص الدول الإسلامية عموما فالخطر يداهمها وعليها ضرورة الوقوف مع الأقليات المسلمة في الدول الأوروبية وأمريكا ودعمها والدفاع عنها في جميع المناسبات ونفي صفة الإرهاب عنها وأنّ ما يقوم به تنظيم كتنظيم الدولة لا يمثل المسلمين بل هم من ضحاياه كغيرهم وكذلك الدفاع عن حقوق المسلمين وخاصة الشعب الفلسطيني بقوة وعدم الرضوخ لضغوط أمريكا وأوروبا بدلا من التغاضي لما يتعرض له المسلمون من قتل ومذابح وانتهاك وإبادة وتهجير في فلسطين وبورما وأفريقيا وغيرها من الدول في الوقت الذي تسارعت فيه بعضا من الدويلات الإسلامية برفع علم فرنسا فوق بناياتها تضامنا معها!!! وكأن الذين يقتّلوا ويذبّحوا ويهجّروا في فلسطين وبورما وغيرهما ليسوا مسلمين بل ليسوا بشرا!!! وكأن العالم لم يمت فيه أحدٌ غير الفرنسيين!!! وهذا ليس ترحيبا بما حدث في فرنسا ولكن لنعرف أنه كان من الأولى أن نحزن على مصاب المسلمين وأن تقوم تللك الدويلات الإسلامية بما في وسعها لتبين للعالم المذابح والإنتهاكات التي يتعرض لها المسلمون يوميا في مختلف أنحاء العالم ومساندة المضطهدين من أبناء الأمة في فلسطين وبورما وأفريقيا وغيرها، عجبٌ أمر الدويلات الإسلامية!!!
لقد أدرك أعداء الإسلام ملامح استيقاظ الأمة وعودة شبابها إلى المنهج الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه كما أدركوا أن الأصنام التي صنعتها إتفاقياتهم عقب الحرب العالمية الثانية والتي عانت منهم الأمة وشعوبها ما لم تعانيه من عدوها ومن المستعمر بدأت تتساقط وأن البنيان الذي أسسته في الدول الإسلامية التي رسمت لها الطريق التي سارت فيه عشرات السنين بدأ يتفتت وإن كانت بداية النهوض والإستيقاظ متعثرة وضعيفة ولكنها بدأت والبداية لها نهاية والنهاية لا تسُرّ بها أمريكا وأوروبا، لما شعرت تلك الدول بخطر قيام الأمة وهي من هي من حيث البحث والتقصي والدراسة والتنبؤ للسيطرة على العالم بدأت في اختلاق الأزمات والصراعات والحروب داخل المنطقة في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر مستخدمة عملاء لها من أفراد وحركات ومنظمات ودول بالمنطقة تشاركها العداء للإسلام وتزيد عليه العمالة لتضرب في جسد الأمة المنهك حتى تستنزف مقومات وشباب الأمة فلا تستطيع الصمود ولا الصعود.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
كلام مهم وجدير بالاهتمام اتفق مع الكاتب فى بعض الجزئيات وأود القول انه لايوجد اليوم عدو اسمه اسرائيل بالنسبة للعرب المسلمين وان العرب الفلسطينيين الذين يعيشون فى اسرائيل هم اكثر امان وتحصيل للحقوق