نحرتم وطنيتكم على أسوارها.. ساء ما تزرون - عين ليبيا
من إعداد: عبدالرزاق العرادي
أرسل مجموعة من داعمي مشروع الاستبداد وعودة حكم العسكر إلى ليبيا، أطلقوا على أنفسهم قوى التجمعات الوطنية الليبية، رسالة إلى أمناء ورؤساء المنظمات والبعثات الدولية؛ الأمم المتحدة، الدول دائمة العضوية، وأعضاء الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والاتحاد الأفريقي واتحاد المغرب العربي، زعموا فيها أنهم يعبرون عن رأي الأغلبية الساحقة من الشعب الليبي، وطالبوا في رسالتهم إدانة التدخل الخارجي وتحديدا التدخل التركي وحشدوا في رسالتهم مزاعم ألبسوها رداء القانون.
وقبل الرد على مزاعمهم، لابد من اختبار الوطنية التي يدّعيها هؤلاء القوم؛ وهل مبعثها وازع وطني؟ أم إنهم لا يزيدوا على كونهم وكلاء يعبرون عن إرادة موكلهم الأجنبي؟ أو جزء من الاستخدام المؤقت (دسبوزبل) لمشروع اللواء المتقاعد خليفة حفتر؟.
أين كانت وطنيتكم؟
عندما قامت دولة الإمارات باحتلال قاعدة “الخادم” العسكرية جنوب مدينة المرج، زودتها بطائرات حربية وطائرات تجسس وطائرات مسيرة، وأرسلت الناقلات والمدرعات إلى قوات حفتر في مخالفة سافرة للقانون الليبي والقانون الدولي؟! فأين كنتم حينها؟ وأين كانت وطنيتكم حين كانت هذه الآليات والمعدات والطائرات تدك العاصمة طرابلس وتقتل إخوانكم الليبيين؟! ساء ما تزرون.
أين كان صوتكم؟
يوم قدمت مصر لحفتر الأسلحة والذخائر والمدرعات، ليقتل بها الشعب الليبي، وتقصف طائراتها المدن الليبية تحت مرأى ومسمعكم؟ أين كنتم والمخابرات المصرية تتحكم في عدد من أعضاء مجلس النواب، حتى قال أحدهم أمام شاشة التلفاز أن مجلس النواب الليبي كله عندي في (سي دي) ورفعه بيده أمام الناس، ويقصد بذلك أن لديه مستمسكات أخلاقية عليهم؟ أين كنتم وقد جندت هذه الدولة جوقة أعلامها ضد طرابلس وأهلها وناصرت المتمرد حفتر في دك أسوار طرابلس وقتل أهلها؟!
أين كانت نخوتكم؟
عندما استعان حفتر بمجموعات تشادية؛ جبهة التناوب والوفاق واتحاد قوى المقاومة واتحاد القوى من أجل الديمقراطية والتنمية وغيرها من المرتزقة! أين كانت نخوتكم ووطنيتكم وهؤلاء يدكون العاصمة طرابلس، يقتلون أبناء شعبكم، الذي تدعون الانتساب إليه، يدمرون ممتلكاتهم ويعتدون على أرزاقهم؟ ساء ما تزرون.
أين كان ضميركم؟
عندما أرسل الفريق حميدتي السوداني ألف جندي، من قوات الدعم السريع، لمشاركة مجرم الحرب خليفة حفتر في هجومه على العاصمة طرابلس، يقتلون إخوانكم وأخواتكم من أبناء شعبكم، يدمرون المنشآت العامة والخاصة، لا يفرقون بين مدافع عن العاصمة ولا مدني مسالم. أين كانت نخوتكم ووطنيتكم المزعومة؟! ساء ما تزرون.
أين كان دينكم؟
عندما استعان حفتر، بعد هزيمته الساحقة على أسوار طرابلس، بأكثر من 1400 مرتزق من روسيا وأوكرانيا التابعين لشركة فاغنر، غيروا مجريات الحرب، وازداد القتل لأبناء شعبكم الذي تدّعون الانتساب إليه؟ أين كانت وطنيتكم ونخوتكم. ساء ما تزرون.
لقد خرستم
أمام كل هذا التدخلات الأجنبية وعن الاستعانة بالمرتزقة الروسية والأوكرانية والسودانية والتشادية واستيقظت وطنيتكم فجاءة، عندما طلبت حكومة الوفاق الشرعية من بعض الدول وعلى رأسها تركيا للدفاع عن العاصمة وعن المدنيين ضد العدوان المتعدد الجنسيات. كان عليكم أن تدينوا تدخل الإمارات ومصر والأردن وفرنسا، وأن تدينوا جلب حفتر للمرتزقة الروس والأوكران والتشادية والسودانية، حينها وحينها فقط نسمع ليقظتكم. لم تستيقظ فيكم الوطنية إلا بعد أن أبدت تركيا استعدادها للتدخل إلى جانب الحكومة الشرعية من أجل رد عدوان حفتر؟
الرد على المزاعم
لذا أنتم أمام خيارين؛ إما أنكم لا تعترفون بالاتفاق السياسي ولا بتضمينه في الإعلان الدستوري، مما يعني أنه لا وجود لمجلس النواب طبقا لحكم الدائرة الدستورية بالمحكمة العليا، أعلى سلطة قضائية في ليبيا. أو أنكم تعترفون بالاتفاق السياسي، وبالتالي يلزمكم ما جاء فيه بما في ذلك أنكم تقفون إلى جانب لواء متقاعد خارج الخدمة العسكرية سواء بقرار المؤتمر الوطني العام أو بنص المادة الثامنة من الاتفاق السياسي. لكم الخيار.
مجلس رئاسة الوزراء مارس أعماله طبقا للاتفاق السياسي والإعلان الدستوري. قاموا بالتفاوض وأبرموا الاتفاقيات وبلغوا العالم بأنه تمت المصادقة عليها (إما أن المذكرتين صادقت عليهما السلطة التنفيذية لدواعي المصلحة العليا نظرا لتعطل وانقسام مجلس النواب واستحالة اجتماعه، أو أن أعضاء مجلس النواب المجتمعين بطرابلس صادقوا عليها). المهم أن الجانب التركي أبْلغ من قبل رئيس مجلس الوزراء، بصفته ممثل الدولة الليبية في علاقاتها الخارجية، بذلك وهذا يعد حجة على الدولة الليبية.
مذكرتي التفاهم مع تركيا أيقظتكم؟! أم فضحتكم؟!
لا أدري أين كانت وطنيتكم، طيلة التسعة أشهر الماضية، وطرابلس تنحر، ومقدراتها تهدر، وأرزاق أهلها تنهب، حتى جاءت هاتين المذكرتين، لا أدري هل كانت يقظتكم بواعز الوكيل الحريص على مصلحة موكله؟، أم بواعز الوطني الحريص على وطنه؟ لقد أثبتت كل الوثائق أن ترسيم الحدود البحرية يصب في صالح الدولتين ويحفظ مصالح الوطن الليبي الذي تنسبون أنفسكم إليه.. أين المشكل إذا؟!. لقد كان الراحل القذافي أكثر حرصا ووطنية منكم، وقد حاول منذ 2004 ترسيم الحدود مع اليونان التي رفضت محاولاته وأفشلت جهوده.
احتجوا بالقانون وبأي حجج سياسية أو حتى بالغوا في خصومتكم وفجوركم واستمروا في لعق بنادق العسكر ولكن لا تحتجوا بالوطنية فإنكم ذبحتموها على أسوار طرابلس .. ألا ساء ما تزرون.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا