طالبت منظمة سويسرية حقوقية الأمم المتحدة، بالتدخل والتحقيق في ظروف اعتقال وتعذيب السلطات السعودية للداعية د. سلمان العودة.
راسلت منظمة الكرامة لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة التابعة للأمم المتحدة، وطالبتها بالتدخل لدى السلطات السعودية بشأن الداعية الإسلامي البارز.
وطالبتها أيضا بضرورة التدخل لوقف الأعمال الانتقامية ضد عائلته، والسماح لأطباء مستقلين بزيارته لتقييم حالته واحتياجاته والإبلاغ عنها.
وفي وقت سابق كانت الكرامة رفعت إلى اللجنة ذاتها قضية الشيخ سفر الحوالي، لكن لا يزال النظام السعودي مستمرًا في ممارسة القتل البطيء ضد منتقديه البارزين.
وسبق أن خاطبت منظمة الكرامة الحقوقية الأمم المتحدة في قضية الداعية العودة الذي اعتُقل في 9 سبتمبر 2017.
واعتقل العودة لنشره تدوينة على موقع تويتر لمتابعيه البالغ عددهم 14 مليونا عبر فيها عن دعمه للوساطة بين السعودية وقطر. وفقا لما ذكر موقع عربي 21.
وجاء في التدوينة “وفق الله بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”.
وفي سياق متصل، منذ اعتقاله التعسفي، أبقت السلطات على الدكتور العودة خارج حماية القانون، مع فترات طويلة من الاعتقال السري بمعزل عن العالم الخارجي.
وتعرض للحبس الانفرادي الكامل والحرمان الحسي، فضلاً عن أشكال مختلفة أخرى من التعذيب الجسدي والنفسي.
وأثبتت السلطات السعودية عزمها على معاقبة الدكتور العودة لرفضه الامتثال لطلب ولي العهد بدعم سياساته علنًا.
وحرمه مسؤولو السجن من الأدوية الضرورية حتى يناير 2018، عندما تدهورت صحته بشكل حاد، ما اضطُر لنقله إلى المستشفى بشكل عاجل بسبب ارتفاع ضغط الدم الذي يهدد حياته.
بدأت محاكمته أمام محكمة أمن الدولة في 4 سبتمبر 2018، عندما طالب النائب العام سعود المعجب ونائبه محمد بن إبراهيم السبيت بإعدامه.
ووجه هؤلاء إلى العودة 37 تهمة معرّفة بشكل غامض، جميعها تتعلق بمناصرته لحقوق الإنسان والمشاركة السياسية.
وعلى الرغم من حالته الصحية ومحاكمته، فإن ثمة مخاوف من الحكم على الدكتور العودة وإعدامه بشكل تعسفي.
في أواخر نوفمبر 2020، علمت عائلة الدكتور العودة من خلال الطاقم الطبي في السجن أنه أصيب بإعاقة ثنائية حادة في وظائفه البصرية.
بلغت على الأقل نصف قدرته البصرية السابقة، ومن ثم فهو يواجه اليوم خطر الإصابة بالعمى، في ظل الحرمان من العلاج وإعادة التأهيل.
وبالمثل، فقد أصيب بضعف سمعي تم تقييمه أيضًا بأكثر من نصف قدرته السابقة.
وفي الوقت نفسه، ومع تدهور حالته الصحية، حُرم من الرعاية الطبية وأجبر على تناول أدوية نفسية مجهولة الهوية.
شاهدت عائلته تدريجياً، ولكن بشكل أكثر حدة في الأشهر الماضية، هزاله الشديد بالإضافة إلى التدهور المعرفي والضبابية الذهنية.
وخلصت المنظمة السويسرية إلى أن سلوك السلطات السعودية غير المكترث واستمرارها في إساءة معاملتها للدكتور العودة يؤكد فقط نيتها قتله ببطء.
وطلبت الكرامة من لجنة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التدخل لدى السلطات السعودية مباشرة، من أجل الإفراج الفوري عن العودة كإجراء طارئ لمواجهة الأعمال الانتقامية ضد عائلته.
وحثت الكرامة، على أية حال، اللجنة بمطالبة السلطات بالسماح لوفد من الأطباء المستقلين بزيارة سرية للدكتور العودة لتقييم حالته واحتياجاته والإبلاغ عنها.
اترك تعليقاً