قال موقع أفريكا أنتليجنس الفرنسي إنّ واشنطن لعبت دورا مركزيا في المأزق الذي أدى إلى إغلاق حقلي الشرارة والفيل، ما أدى إلى خفض إنتاج ليبيا اليومي من النفط بنحو النصف.
وأضاف الموقع الاستخباراتي الفرنسي أنّ الولايات المتحدة – وبهدف تعزيز إنتاج النفط الليبي كوسيلة للحد من اعتماد أوروبا على الخام الروسي، تعمل لعدة أسابيع بوتيرة سريعة على آلية لعدم تسييس إدارة عائدات النفط الليبية التي تديرها المؤسسة الوطنية للنفط.
وكشف موقع الفرنسي أنّ الآلية التي كان من المقرر أن تديرها المؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي، تهدف إلى تمكين رئيس المؤسسة مصطفى صنع الله من تمويل صيانة المنشآت النفطية مع منع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة من استغلال عائدات النفط كوسيلة للاحتفاظ بمنصبه.
وتابع الموقع الفرنسي أنّ الآلية التي عملت عليها الولايات المتحدة كانت ستسمح للدبيبة بتلقي الأموال فقط لدفع رواتب موظفي الدولة وتمويل الإعانات الحكومية للسلع الأساسية وفق قوله، موضحا أنّ السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند الذي أراد التحرك بسرعة لم ينتظر حتى يتم تشغيل الآلية رسميا.
وأشار الموقع إلى أنّ رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله وافق في 13 أبريل على دفع مبلغ 6 مليارات دولار من حساب المؤسسة في المصرف الليبي الخارجي إلى مصرف ليبيا المركزي ووزارة المالية، وفي المقابل كان على الحكومة أن تدفع دفعة فورية قدرها 37.6 مليار دينار ليبي 7.8 مليار دولار بسعر الصرف الرسمي إلى المؤسسة الوطنية للنفط.
وقال الموقع إنّه لم يتم التشاور مع رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا بشأن هذا الترتيب واعتبره وسيلة لتقديم الدعم الضمني للدبيبة، وجاء رد الفعل الأكثر حدة من خليفة حفتر، الذي كان غاضبا بعد أن فشل في الحصول على الأموال التي كان يطلبها لتلبية احتياجات قواته، وقد أدى ذلك إلى انسحاب ممثلي القيادة العام في 17 أبريل من اللجنة العسكرية المشتركة 5+5.
وبيّن الموقع أنّه مع انسحاب ممثلي القيادة العامة في لجنة 5+5 هددوا بفرض حصار نفطي، وهو ما شجع على إغلاق حقلي الشرارة والفيل ما أجبر المؤسسة الوطنية للنفط على إعلان القوة القاهرة عليهما ثم على ميناءي الزويتينة والبريقة، ومن المتوقع حدوث إغلاقات جديدة في مناطق سيطرة حفتر في موانئ السدرة ورأس لانوف في الهلال النفطي.
واختتم الموقع الفرنسي الاستخباراتي أنّها ليست المرة الأولى التي يلعب فيها حفتر ورقة الحصار النفطي، لكن هذه المرة قد تنقلب ضده مما يجعله يبدو كحليف لموسكو، خاصة أنّه لا يزال يتلقى الدعم من مرتزقة فاغنر الروس.
اترك تعليقاً