أشادت وزارة الخارجية الروسية، اليوم السبت، بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه بين حكومة الوفاق الوطني الليبية وقوات حفتر، برعاية الأمم المتحدة.
وأصدرت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا، تعليقا رسميا على توقيع الطرفين، في جنيف السويسرية، أمس الجمعة، على الاتفاق الدائم حول وقف الأعمال القتالية في جميع أنحاء البلاد.
ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن زاخاروفا قولها، إن موسكو تعتبر هذا الحدث “خطوة مهمة في طريق تجاوز الأزمة الحادة المزمنة في ليبيا وبدء حوار سياسي شامل هدفه النهائي هو إعادة وحدة البلاد وإنشاء أجهزة حكومية فعالة وإحياء البنى التحتية الاجتماعية والاقتصادية”.
وتابع نص التعليق: “ندعو جميع الأطراف الليبية إلى الالتزام الدقيق بالاتفاقيات السلمية التي تم التوصل إليها في جنيف و”عدم السماح بالتقهقر إلى تناحر بين الأشقاء”.
وأعلنت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أمس الجمعة، عن تتويج محادثات اللجنة العسكرية المشتركة الليبية 5+5 في جنيف اليوم، بإنجاز تاريخي حيت توصل الفرقاء الليبيون إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء ليبيا.
وأفادت البعثة بأن يُمثل هذا الإنجاز نقطة تحول هامة نحو تحقيق السلام والاستقرار في ليبيا.
وأقيمت مراسم توقيع الاتفاق في مقر الأمم المتحدة في جنيف بحضور رئيسة البعثة والممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة، ستيفاني وليامز، و”عدد من ممثلي السلك الدبلوماسي للدول الأعضاء”.
وأشادت ويليامز، في كلمة ألقتها عقب توقيع الاتفاق، بـ”وطنية” طرفي النزاع والتزامهما بوحدة ليبيا وسيادتها، معتبرة ما حصل اليوم “لحظة سيسجلها التاريخ”.
وقالت: “ما أنجزتموه هنا يتطلب قدرا كبيرا من الشجاعة.. لقد اجتمعتم من أجل ليبيا وشعبكم لتتخذوا خطوات ملموسة لإنهاء معاناته”.
وشددت المسؤولة الأممية على أن الاتفاق المبرم “يمكن أن يساعد في تأمين مستقبل أفضل وأكثر أمانا وسلما لجميع أنباء الشعب الليبي”، معربة عن أملها في أن يُتيح الاتفاق للنازحين واللاجئين الليبيين داخل البلاد وخارجها العودة إلى ديارهم.
ورأت ممثلة الأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، أن اتفاق حكومة الوفاق وقوات حفتر في اللجنة العسكرية المشتركة خطوة نحو التسوية الشاملة للأزمة التي طال أمدها.
ودعت في كلمتها خلال مراسم توقيع الاتفاقية، إلى تنفيذ الالتزامات الواردة فيها عبر تجسيد عمل اللجان الفرعية، مشددة على أنه “من المهم الاستمرار في العمل بأسرع وقت ممكن لتخفيف المشاق العديدة التي تسبب فيها النزاع للشعب الليبي، ونمنحه بارقة أمل لمستقبل أفضل”.
واعتبرت أن ما جرى تحقيقه “يمثل علامة فارقة ومهمة لليبيا، وآمل بشدة أن تتكفل الأجيال القادمة من ليبيا إلى اعتبار اتفاق اليوم الخطوة الأولى والحاسمة والشجاعة نحو التسوية الشاملة للأزمة الليبية”، مشيرة إلى أنه “أمامنا الكثير من العمل في الأيام والأسابيع المقبلة لتنفيذ الالتزامات الواردة في هذه الاتفاقية ولتجسيد عمل اللجان الفرعية”.
وتوجهت إلى الوفدين، قائلة: “أعلم أنه يمكن أن أواصل الاعتماد عليكم، وكذلك يمكن للشعب الليبي التعويل عليكم، إن الأمم المتحدة معكم والشعب الليبي، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان أن يقدم المجتمع الدولي دعمه الكامل والثابت لكم”.
اترك تعليقاً