أيها العالم الذي غضب وثار، وبكى وكاد أن ينهار، من عبودية جمعاً لمهاجرين أحرار، ماذا لو أخبرتك بعبودية شعب، أنهكوه ضنكا وتعب، ولعبوا فيه لعب، ونفثوا فيه عسراً وصعب، في صور حية للعبيد، بددوا انسانيته وكرامته تبديد، سادته كل احمق وسرسري وبليد، أكنت ستغضب على ذلك وتثور أم ستصمت صمت الفجور، وتسكن سكن القبور، اليك ايها العالم صور العبودية في ليبيا المستعبدة:-
من العبودية الحية وذلها الحي المستنهض في ليبيا من عصور مضت أن رجالا ونساء يحتشدون أمام المصارف بالساعات الطويلة والأيام العاصفة في طوابير متدافعة للحصول على فضلات من الدنانير لاتكفي ثمن الخبز اليومي وذلك تحت سطوة سرسرية لايترددون في ركلهم أو صفعهم أو دفعهم وحتى قتلهم وقد شرعنهم احمق حكام العالم وفي هذه الطوابير نسوة ليبيا اللاتي لم يكن بهذه العبودية وهذا الذل في اي عهد من العهود، يحتشدن في طوابير طويلة تحت لهيب الشمس او في طواف البرد الشديد وهن بين تعب الوقوف وحريق الشمس او قرس البرد وبين وجع إلحاح حاجاتهن البشرية ، يمسكهن السرسرية المشرعنون وفي اصلهم افراد عصابات من اطراف فساتينهن او جلابيبهن لتحويلهن عن الطابور او لرصفهن في الطوابير بإهانة واضحة لكرامة النساء الليبيات اللاتي كن يخشاهن الرجال كرامة وكبرياء وهيبة بتحويلهن الى ذليلات متسولات امام المصارف الفاسدة المفسدة وتحت سطوة سرسرية الشوارع الليبية وتحت سطوة موظفي المصارف الذين يقايضونهن بما ملكن وبما لايملك هؤلاء الموظفون من فضلات الدنانير الليبية.
عبيد لا حقوق لهم فلا حق لهم في الرعاية الصحية فيموت مرضى الضغط ومرضى السكرى ومرضى الأورام بسبب انعدام الادوية والعلاج الا من ملك المال لشراء الدواء ويموت بسهولة امام المشافي دون اكتراث مصابون في حوادث سير او مصابون في حالات طارئة تتطلب حالاتهم الاسعاف و الجراحة لانعدام الدواء وانعدام الطبيب المؤهل الا من ملك المال فيلجأ الى المشافي الخاصة فالمال يحيي وانعدامه يميت في بلاد العبودية.
لا حق لهم في المستندات الرسمية الوطنية فلايتحصل احدهم على جواز السفر الا بعد ان يدفع او بعد البحث عن قربى او واسطة في ادارات الجوازات ولايتحصل احدهم على شهادة ميلاد او وضع عائلي او مستند من السجل المدني الا بعد الوقوف في الطوابير وبعد البحث عن واسطة.
ولتعبئة سياراتهم فعليهم الاصطفاف في طوابير العبيد امام محطات الوقود والانتظار بالساعات وأمامهم اسياد الشوارع يدخلون من فورهم وأمامهم لتعبئة سياراتهم فورا في تمييز بدائي ينزلهم لدرجة العبودية ويرفع اولئك لدرجة السيادة وينتظرون في جموع غفيرة مستودعات غاز الطهي وقد تأتي او لاتأتي السيارة الشاحنة للغاز وقد تنفرج مشكلة البنزين او مشكلة غاز الطهي بين الحين والآخر ولكن مشكلتيهما قائمتان سرعان ماتعود ولازال والى لحظة كتابة هذا المقال يقطع اهالي المنطقة الغربية المسافات من زلطن ورقدالين والجميل وزوارة والعجيلات وصبراتة وصرمان ومن مناطق الجبل الغربي الى الزاوية والى جنزور والى طرابلس لتعبئة سياراتهم وللحصول على أسطوانة غاز الطهي وقد لايبلغون وقودا ولا أسطوانة غاز بعد قطعهم المسافات فيركنون سياراتهم على جانبي الطريق ويواصلون مأمنهم سيرًا على الأقدام.
ثروتهم الوطنية النفطية مخصصة محتكرة للجماعات السياسية المتعاقبة بؤسا وتعاسة توزع شهريا على مجلس النواب ومجلس الدولة والحكومات المتعاقبة دون مقابل ودون جدوى ودون فائدة ودون إنجاز الا سياق انهم اسياد والشعب الليبي شعب مستعبد لا يستفيد من ثروته الوطنية الا استفادة صفرية وسنويا تتبخر ملياراتهم نهبا وإهدارا بخداع ونصب واحتيال يسمونه ميزانية.
طعامهم المتوفر في الاسواق طعام من أردأ ماصنع في أكواخ المصانع والارياف الملوثة في دول العالم وهذا مايجدونه ليقتاتوه الا القليل من الطعام فاغلب السلع التموينية هى في الدرجات الدنيا من حيث الجودة وبسبب انعدام الثقافة الغذائية دخلت اساليب غش مرعبة في العديد من السلع مررت حتى على مايدعون الرقابة على الغذاء ويتناولها الشعب الليبي يوميا أطفالا وشيوخا ونساء وشبابا لهذا ازدادت الامراض المرتبطة بالتغذية كالأورام والخبز اليومي الذي ظهر خلال السنتين الاخيرتين هو خبز لايسمن ولايغني من جوع، قشرة مخبوزة فارغة من داخلها انتفخت بما يعرف بالمحسنات الكيمائية لا وزن قانوني له ولاطعم له فليس هو الخبز الذي عرف بطعمه الشهي ووزنه العادل في عهد المملكة وبعده عهد القذافي ويصطفون عليه طواييرا فلايجدون غيره على رداءته ولاشك لدي ان له اثارا صحية سيئة لان فيه افراط في استخدام المحسنات.
هذا ماجادت به ذاكرتي من بعض المشاهدات لصور عبودية الشعب الليبي في عهده الجديد وهناك الكثير من المشاهدات لصور العبودية في ليبيا لعلي اجمع باقيها لاحقا وتدوم العبودية اذا لم يتحرك المستعبد لحريته وكرامته الانسانية وليهنأ المستعبد الساكن الصامت بعبوديته وليث من لهم صفة السيادة سادة عقلاء بل سادة أوغاد بما رضوا ان يحولوا حياة شعبا كامل الى حياة العبودية الممدة بمددهم التى لاشرعية لها والتى هى سطو صريح على الحكم خصوصا من مجلس النواب ومجلس الدولة .
________________________________________________________________________
* تقاس العبودية بنمط الحياة الذي يعيشه الناس وهو نمط حياة يعيشه الشعب الليبي فعلا والمقال يطرح صوره النمطية التى هى حقائق واقعة لا غرابة فيها وكل صورة من هذه الصور ومضامينها هى بالإثبات والدليل ونكرانها هو نكران من ينكر الشمس في رابعة النهار.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
السلام عليكم احييكم على مجهودكم نامل منكم التكرم على نشر هذه المقال ولكم الشكر سلفا اخوكم عبدالله محمد العبيدي عنوان المقالة ( بنغازي والمترجمين القانونيين ) في بنغازي لم يكون مكاتب ترجمة قانونية بكثرة بصراحة الا في مطلع الثمانينات والتسعينات حيث اشتهرت عدة مكاتب للترجمة القاانونية منها : مكتب المرحوم حسن الهنتاتي بميدان الشجرة مكتب المرحوم محمد خليفة الترهوني المعروف بمكتب الترهوني للترجمة بشارع الرعيض المتفرع من شارع عمروبن العاص بقرب القنصلية الايطالية بالتحديد مقابل بيت المروح زايدي الراشدي امتاع الهمبورجا وبجانب مطعم المرحوم سيدي خليفة امتاع الفاصوليا ومكتب المرحوم يوسف الماجري بشارع سنيدل و مكتب الكوافي ومعهم المترجم الدكتور المرحوم ناصر الحاسي رحمهم الله جميعا وحاليا لايوجد الا مكتب الاستاذ محمد ابراهيم ضيه و صبحي الاغا الذين كانت مكاتبهم بسوق الحوت المهم بخصوص مكتب سي حسن الهنتاتي متخصص بكل اللغات كما اعلم ايضا مكتب الترهوني الحاج محمد خليفة الترهوني متخصص في الانجليزي والفرنسي والايطالي والالماني والتركي والاسباني وحجج الاراضي القديمة المعروفة بالطابوات وعندما توفي الاستاذ محمد الترهوني لم يغلق المكتب صار يعمل في مكانه ابنائه وليد باعتباره خريج لغة فرنسية وهو ايضا مترجم قانوني بمحكمة اسئتناف بنغازي حسب علمي لان والده الحاج محمد معتمد في محكمة الشمال والاستئناف فعندما كبر في السن الحاج محمد وتعب من المرض سجل ابنه وليد في محكمة الاسئتناف وبالفعل اصبح المكتب مفتوح واستمر في العمل بقيادة ابنه وليد وابنه ادريس . الدكتور ناصر الحاسي ومحمد ابراهيم ضيه ويوسف الماجري وجميعهم بصراحة مترجمين قانونيين مخضرمين نحسبهم جميعا ولانزكيهم على الله فارجوا من الجميع الدعاء لهم وللجميع وبارك الله فيكم
تفاصيل الخبر على الرابط التالي: https://www.eanlibya.com/send-article/