كانت درنة برجالها دائما في الموعد مع كل حدث بمواقفها الجادّة، درنة بلد العلم والثقافة والحضارة بلد الرجال كانت في الموعد للوقوف ضد ما يسمى بتنظيم الدولة، كانوا في الموعد مع وحدة الوطن وضد تقسيمه وقبلها كانوا في الموعد للمشاركة الفعالة في الدفاع عن بنغازي في بداية الثورة، شكّلوا مجلس للشورى، الذي لم يرق للكثير، وحين أخذ المغرضون والمتربصون بالمدينة وأهلها التشكيك في نوايا هذا المجلس أعلن في عدة مناسبات ولقاءات أنه مع تكوين مؤسسات الدولة من شرطة وجيش وغيرها وأنهم ليسوا ضد مؤسسات الدولة ولكنهم ضد بعض الأفراد من هذه المؤسسات الذين أساؤوا لهذه المؤسسات الأمنية من خلال الأعمال الغير شرعية والغير أخلاقية من الترهيب والتعذيب والإنتهاك والقتل الذي قاموا به إبان العهد السابق ولكننا ننسى ونتناسى….. الذي يريده شورى المدينة من خلال بياناتهم في السابق هو رجال أمن وطني، فهم لا يريدون عودة رجال أمن ممن كانوا يدخلون بيوتهم ليلا … وأظن أن هذا المطلب هو مطلب كل وطني غيور وهو أن يكون لنا رجال أمن يتمتعون بسيرة حسنة لا سوابق لهم !!!
إستغل داعش الفراغ الأمني والصراع القائم بين أبناء الوطن فسيطر على درنه وأعلن إمارته فيها ولكن في الوقت الذي اختاره رجال درنة، فأهل درنة أدرى بشعابها، إنتفضوا ضد داعش وأعلنوا الحرب عليه وإخراجه من مدينتهم لم يستغرق الأمر منهم يومين لدحر داعش وإخراجه من مدينتهم وفي ذات الوقت قصف ما يسمى بالجيش ساحل درنة وبعضا من بيوتها بحجج لا تبرر القتل العشوائي ؟! لم يقصف الجيش داعش وهو يسيطر على المدينة ويقيم فيها إمارته المزعومة ؟! وهكذا ما إن هُزم داعش وأُخرج من المدينة على أيدي رجالها حتى أستيقظ النائمون ليغيروا بطائراتهم على المدينة ويلقوا بالتهم على مجلس شورى المدينة يساندهم إعلام يخدم مصالح خاصة ولا يهمه البحث عن الحقيقة، فالتفاهم والحوار والإستماع للمخالف هو الطريق لا غيره ؟؟؟
في الحرب الثانية التي قضى فيها رجال درنة على بقية داعش المحيطة بالمدينة فهزموهم ليولّوا الأدبار صوب معقلهم الرئيسي سرت، المسافة بين سرت ودرنه كفيلة جدا ليلاحقهم الجيش بطائراته فيقضي عليهم؟ المسافة منبسطة وسهلة الرؤية تمكن الجيش من مراقبة أي تحرك فما بالك بتحرك معلوم عقب معركة يعلمها قادة الجيش بل يتابعونها ولكن بقدرة قادر يصل الفارّين من داعش إلى سرت بسلام ؟؟؟ وهل غفل الغرب أيضا بتقنياته الحديثة عن التصدي للفارّين من داعش أم ماذا ؟ فالمسئلة لا تخلوا من إحتمالين هما: أن داعش على حق وهم جند الله فحماهم الله وظلهم بظله لكي لا يصل إليهم أحد؟؟؟ أم أن في الأمر شئٌ لا نعلمه مرتبط بالثلاثي: داعش وقادة الجيش والغرب ؟؟؟
بعد هزيمة داعش وطرده ها هو الجيش يكافئُ رجال درنة على هزيمتهم لداعش فيقوم بدك معاقلهم بطائراته !!! فما الذي يريده قادة الجيش من هذه المدينة الصامدة التي ذاقت ويلات داعش لتلحقها لعنات قذائف الجيش؟ إن كانت تصريحات مجلس شورى درنة بخصوص ما يتعلق بقبولهم للجيش والشرطة لا تعجب قادة الجيش، فهل ليبيا دولة يحكمها قادة الجيش ليتصرفوا كما يحلوا لهم ؟ وهل البراميل المتفجرة والقنابل التي تلقى على درنه وأهلها هي الحل؟ أم أن وجود مجلس شورى درنة يتعارض مع مصالح قادة الجيش وبعض الأفراد وأصحاب الأهواء الذين تجمعهم المصالح المشتركة؟ وأن هجمات الجيش لا علاقة لها بمصالح أهل المدينة. فيا قادة الجيش لا تجرّوا درنة إلى مستنقع لا يسُر إلا الأعداء ؟؟؟
إن المتتبع لما حدث ويحدث في هذه المدينة ولتصريحات مجلس الشورى بها لا يخفى عليه الأمر تجاه هذا المجلس ولتتضح الصورة وتكتمل أكثر على مجلس شورى المدينة أن يجدد توضيح أرائه لليبيين بخصوص مواقفه من تكوين مؤسسات الدولة وخاصة الجيش والشرطة اللذان ليس لهما وجود في أي مدينة عدى الوجود المختلف عليه والذي لا يحفظ شيئاً ؟؟؟!!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً