مقترح أمريكي جديد لإنهاء حرب غزة.. و«نتنياهو» متهم باستخدام المفاوضات لإطالة أمدها!

مع استمر الحديث الأمريكي المتجدد عن سعيه لوقف الحرب، قتل أكثر من 42 فلسطينيا خلال الساعات الماضية برصاص الجيش الإسرائيلي في غزة، ما يرفع عدد قتلى الحرب المستمرة لليوم 335 على القطاع الى 40861 قتيلا و94398 جريحاً.

بالتزامن، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة، ويتكون المقترح الجديد الذي قدمته الإدارة الأميركية، من 18 فقرة، حيث يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسية التي أدت إلى الجمود المستمر منذ أشهر في المحادثات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة وقطر ومصر سعيا إلى التوصل إلى هدنة.

وصرح مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، أنه تمت الموافقة على الخطة الأميركية الجديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بنسبة 90%.

وقال المسؤول إن “المفاوضين ما زالوا يحاولون التوصل إلى حلول لعقبتين رئيسيتين، تتمثلان في مطالب إسرائيل بإبقاء قوات في محور فيلادلفيا، وفي هوية الأفراد الذين ستشملهم صفقة مبادلة الرهائن المحتجزين لدى حماس بفلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل”.

ورأى أن المفاوضات مع حماس مازالت “محبطة” لإبرام الصفقة، مشددا على أن مبادلة الأسرى بسجناء ومناطق انسحاب الجيش الإسرائيلي تعرقل التوصل لاتفاق.

إلى ذلك، نقلت قناة NBC الأمريكية عن مسؤولين أمريكيين قولهم، إن “واشنطن أجرت اتصالات مع “حركة حماس” قبل أشهر من الآن، بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق لا يشمل إسرائيل”.

ولفتت القناة نقلا عن مصادر مطلعة إلى أن “إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس طلبا لعائلات المحتجزين الأمريكيين بغزة بعقد اتفاق مع حماس لا يشمل إسرائيل، قدمته العائلات في اجتماع مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان”.

وأشارت NBC إلى أن “مسؤولين بإدارة “بايدن” أخبروا عائلات المحتجزين الأمريكيين بغزة أنهم سيبحثون كل الخيارات”، كاشفة أن “واشنطن أجرت اتصالات بالفعل مع “حماس” بوساطة قطرية قبل أشهر بشأن إمكانية اتفاق لا يشمل إسرائيل”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن “الجيش الإسرائيلي لن يغير سياساته لتقليل الخسائر بين المدنيين في غزة”.

في السياق، قالت حركة «حماس»، اليوم الخميس، إنه “لا توجد حاجة إلى مقترحات جديدة لوقت إطلاق النار”، مشيرة إلى أن “المطلوب الآن هو الضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه”.

وأضافت «حماس» في بيان: «نحذر من الوقوع في شرك نتنياهو وألاعيبه، والذي يستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على شعبنا».

وتابعت: «قرار نتنياهو بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، يهدف لإفشال التوصل لاتفاق». يذكر أن مسؤولين أميركيين مطلعين كانوا أعلنوا أن واشنطن لن تنسحب من محادثات غزة، لأنها تريد إنهاء الحرب المستمرة منذ 11 شهراً.

وكانت الولايات المتحدة دعت، الثلاثاء، إلى الإسراع وإظهار المرونة بهدف إبرام اتفاق على وقف إطلاق النار، عقب العثور على جثث 6 أسرى آخرين قبل أيام، مؤكدة أن ملف تبادل الأسرى لا يحل إلا عبر التفاوض.

كما أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن استيائه من تصريحات نتنياهو حول ممر فيلادلفيا، معتبرا أنه لا يفعل كل ما في استطاعته لإطلاق سراح المحتجزين.

كذلك، أثارت تصريحات نتنياهو لجهة تمسكه بعدم الانسحاب من ممر فيلادلفيا، حفيظة مصر أيضا.

بينما شهدت إسرائيل منذ الأحد الماضي، تظاهرات مستمرة للضغط على الحكومة ودفعها إلى الموافقة على اتفاق وقف النار وإطلاق المحتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي، ولا يزال ما يقارب 100 أسير إسرائيلي داخل القطاع الفلسطيني المدمر، بينهم نحو 64 أحياء، بحسب تقديرات الجيش الإسرائيلي.

في سياق متصل، كشف أسير فلسطيني تفاصيل مروعة عن أساليب التعذيب والاعتداءات التي تعرض لها هو وغيره من الأسرى في السجون الإسرائيلية.

وبحسب موقع “عرب 48″، تحدث الأسير الفلسطيني عن “تعرضه لممارسات تعذيبية واعتداءات جنسية متكررة من قبل السجانين الإسرائيليين، بما في ذلك استخدام أدوات لإلحاق الأذى الجسدي والنفسي به” بحسب ما يروي في شهادة خاصة من داخل الأسر نقلها محامي يدعى وئام بلعوم لموقع “عرب 48”.

ونقل المحامي عن الأسير الذي لم يكشف الموقع عن اسمه، أنه “جلس في زنزانة مظلمة تملأها الحشرات، وهو رجل في الأربعينات من عمره من سكان شمال الضفة الغربية، واعتقل في بداية عام 2023 ووضع رهن الاعتقال الإداري”.

وأضاف “لم يكن الأسير يتوقع أن يكون اليوم المشؤوم في نوفمبر 2023 نقطة تحول مروعة في حياته، بعد سنوات من السجن في ظروف قاسية مر بها سابقا، ولم يتخيل أن يجد نفسه ضحية لموجة جديدة من التعذيب والاعتداءات الجنسية على يد السجانين الذين لم يفوتوا فرصة للاعتداء عليه وعلى زملائه الأسرى”.

وأكمل بلعوم “بدأت المأساة عندما نقل الأسير مع مجموعة من الأسرى إلى منطقة تعرف بـ”المخلول” هناك طلب منهم خلع ملابسهم والانحناء أمام أعين السجانين، ولم يكتف السجانون بمراقبتهم بل قاموا بإدخال أيديهم بالقوة في مؤخرة الأسير، وأحيانا استخدموا عصا لإلحاق المزيد من الألم والإهانة”.

وقال “لكن الاعتداءات لم تتوقف عند هذا الحد، في وقت لاحق من نفس اليوم نقل الأسير إلى غرفة أخرى تعرف بـ”الزنانة” حيث أجبر مرة أخرى على الاستلقاء على بطنه وتعرض للضرب المبرح، في الليلة التالية، دخلت مجموعة أخرى من السجانين إلى الغرفة وبدأوا في ضرب الأسرى بوحشية، مما أدى إلى تعرض الأسير وغيره إلى إصابات خطيرة”.

وذكر المحامي “في الرابع من نوفمبر 2023، اقتحم السجانون مجددا غرفة الأسير وجروه إلى الحمام حيث استمرت حلقات التعذيب، هذه المرة استخدموا جزرة وخيارة كأسلحة جديدة للعذيب لإلحاق أقصى درجات الألم والإهانة به، حيث تم إدخالها في المنطقة الحساسة من جسده”.

وقال “بعد هذه الليالي المروعة أدرك الأسير أن ما مر به لم يكن حادثة فردية، بل كان جزءا من نمط متكرر من الوحشية التي يعاني منها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، زملاؤه في الزنزانة تعرضوا لنفس التعذيب والاعتداءات بحسب شهادته، وكانوا جميعهم عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم أو طلب المساعدة”.

وبحسب المحامي، “حاول الأسير مرارا طلب المساعدة الطبية، لكن جميع طلباته رفضت، كما أوضح في شهادته التي نقلها بلعوم، وإزاء كل هذا التعذيب والانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسير بادر المحامي، الذي يتولى الدفاع عنه، بتقديم طلب لفتح تحقيق فوري ونقل الأسير إلى سجن آخر بعيدا عن السجانين المعتدين لضمان سلامته والسماح له بالإدلاء بشهادته دون خوف”.

ووفق المحامي، ردت الشرطة الإسرائيلية :بأنها أحالت القضية إلى وحدة التحقيق مع السجانين، وأنه بعد تلقي الشكوى تم فتح تحقيق، ومع ذلك، رفضت الشرطة التعليق على ما إذا كان قد تم التحقيق مع السجانين الضالعين بممارسات التعذيب بحق الأسير المعني”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً