كشفت منظمة الصحة العالمية، اليوم السبت، أن هناك حوالي 80 حالة إصابة مؤكدة بمرض جدري القرود و50 حالة أخرى قيد الفحص.
وأكدت السلطات في أستراليا وفرنسا وألمانيا اكتشاف أولى حالات الإصابة بفيروس جدري القرود، الجمعة، حيث يواصل المرض النادر عادة الظهور في عدد متنام من الدول حول العالم.
وتشهد أوروبا حاليا أكبر انتشار لحالات جدري القرود في تاريخها، حيث أعلنت إسبانيا والبرتغال عن حالات مؤكدة ومشتبه بها.
وبينما يُشدد المرض المداري قبضته على القارة، تطلب وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) من “الجميع” أن يكونوا على اطلاع بالأعراض الرئيسية.
وشُخّصت إصابة شخصين آخرين بجدري القرود في المملكة المتحدة منذ بداية مايو، ما رفع العدد الإجمالي للإصابات إلى تسعة.
وأثارت البيانات الأخيرة مخاوف من انتشاره على مستوى العالم في الأشهر المقبلة.
وأصدرت UKHSA نصيحة جديدة تطلب من الجميع البقاء متيقظين للطفح الجلدي غير المعتاد حول الفم والمنطقة التناسلية.
وفي تحديث جديد، قال مدير الصحة العامة في لندن البروفيسور كيفين فينتون: “قمنا مؤخرا بتشخيص عدد من الحالات الجديدة لمرض جدري القردة في إنجلترا، وتحديدا في منطقة لندن الكبرى. وفي هذه المرحلة، نطلب من الجميع أن يكونوا على دراية بالعلامات والأعراض التي تشمل الطفح الجلدي حول الفم، وكذلك حول المنطقة التناسلية. نحن نطلب بشكل خاص من الرجال المثليين وثنائيي الجنس، الذين رأينا نسبة متزايدة من الحالات بينهم، أن يكونوا على اطلاع على مرض جدري القردة”.
وأعلنت هيئة خدمات الصحة والسلامة المهنية في المملكة المتحدة (UKHSA) الأسبوع الماضي أنها تجري تحقيقات لتقييم كيفية إصابة المرضى الجدد بالمرض.
ويُعتقد أن الانتقال بين البشر يحدث من خلال ملامسة سوائل الجسم أو الاتصال الوثيق بدرجة كافية لاستنشاق القطرات المحمولة بالهواء.
وعادة ما يظهر الفيروس، وهو أحد أقارب الجدري، كمرض خفيف لا يستمر أكثر من بضعة أسابيع.
وفي حين أن أعراض كلا المرضين متشابهة، إلا أن علامات جدري القرود تكون أكثر اعتدالا بشكل عام من أعراض الجدري.
وعلاوة على ذلك، فإن تورم الغدد الليمفاوية هو سمة بارزة لجدري القرود، وهو أقل شيوعا مع الجدري. ولا تنتقل العدوى الفيروسية النادرة، التي تقتل ما يصل إلى واحد من كل 10 أشخاص في إفريقيا، بسهولة بين البشر.
ويمكن أن يسبب الحمى والصداع والطفح الجلدي، والتي قد تسبب بثورا مماثلة لتلك التي تظهر مع انتشار جدري الماء.
ووفقا لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، تشمل الأعراض الشائعة الأخرى الحمى وآلام الظهر والقشعريرة، وفي غضون يوم إلى ثلاثة أيام (أحيانا أطول) بعد ظهور الحمى، يصاب المرضى بطفح جلدي يبدأ غالبا على الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم”.
منظمة الصحة العالمية تعقد اجتماعا طارئا بشأن جدري القرود
أفادت صحيفة “تيليغراف” البريطانية، بأن منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة عقدت اجتماعا طارئا على خلفية تفشي عدوى جدري القرود في مختلف أنحاء العالم في الفترة الأخيرة.
وذكرت الصحيفة أمس الجمعة، أن المنظمة عقدت اجتماعا لمجموعة من الخبراء الرائدين لمناقشة تفشي العدوى، مرجحة أن يركز الاجتماع على مناقشة طرق انتشار الفيروس والنسبة المرتفعة للرجال المثليين وذوي الميول الجنسية المزدوجة بين المصابين الجدد وكذلك مسألة التلقيح.
وأوضحت الصحيفة أن أحد الخيارات المطروحة على النقاش قد يكمن في إمكانية استخدام لقاح “جينيوس” ضد الجدري وجدري القرود، لتطعيم الأشخاص الذين خالطوا حالات إصابة مؤكدة.
ويأتي ذلك على خلفية رصد إصابات بجدري القرود في عدد من الدول منذ مطلع مايو الجاري، منها بريطانيا وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا والسويد وإيطاليا والبرتغال وأستراليا وكندا.
وجدري القردة فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، ورصد لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب إفريقيا خلال العقد الماضي.
وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم.
وتعد القوارض المستودع الرئيسي للفيروس، لكن يمكن أن يصاب البشر بجدري القرود من خلال الاتصال الوثيق مع المصابين، وعادة ما تكون العدوى خفيفة ويتعافى معظم الناس في غضون أسابيع قليلة.
والجدير بالإشارة إلى أن جدري القرود هو مرض نادر، وهو جزء من نفس عائلة الجدري، على الرغم من أنه عادة ما يكون أقل حدة.
ويحدث الفيروس بشكل عام في الأجزاء النائية من وسط وغرب إفريقيا، وقد تم تسجيل أول حالة بشرية في عام 1970، ومنذ ذلك الحين، تم الإبلاغ عن حالات متفرقة في 10 دول أفريقية، بما في ذلك نيجيريا، التي شهدت في عام 2017 أكبر تفشي موثق، مع 172 حالة مشتبه بها و 61 حالة مؤكدة.
تاريخياً، كانت الحالات خارج أفريقيا أقل شيوعًا، وكانت مرتبطة عادةً بالسفر الدولي أو الحيوانات المستوردة.
وتم الإبلاغ عن حالات سابقة في المملكة المتحدة وسنغافورة والولايات المتحدة، والتي أبلغت في عام 2003 عن 81 حالة مرتبطة بكلاب البراري المصابة بالحيوانات المستوردة.
كيف ينتشر جدرى القرود؟
ينتشر جدري القرود عندما يكون شخص ما على اتصال وثيق مع شخص آخر أو حيوان أو مادة مصابة بالفيروس.
ويمكن للفيروس أن يدخل الجسم عن طريق الجلد أو الجهاز التنفسي أو من خلال الأنف والفم.
ويحدث انتقال العدوى من إنسان إلى آخر بشكل شائع من خلال الرذاذ التنفسي، على الرغم من أنه يتطلب عادةً الاتصال وجهاً لوجه لفترة طويلة.
وفي الوقت نفسه، قد يحدث انتقال العدوى من حيوان إلى إنسان عن طريق عضة أو خدش.
ما هي الأعراض؟
تشمل الأعراض الأولية لجدري القرود الحمى والصداع وآلام العضلات والتورم وآلام الظهر.
وعادةً ما يصاب المرضى بطفح جلدي بعد يوم إلى ثلاثة أيام من ظهور الحمى، وغالبًا ما يبدأ على الوجه وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل اليدين وباطن القدمين.
الطفح الجلدي، الذي يمكن أن يسبب حكة شديدة، يمر بعدة مراحل قبل أن تتقشر الجحافل وتسقط.
تستمر العدوى عادةً من أسبوعين إلى أربعة أسابيع، وعادةً ما تختفي من تلقاء نفسها.
العلاج واللقاح
لا توجد حاليًا علاجات مؤكدة وآمنة لجدري القرود، على الرغم من أن معظم الحالات خفيفة.
وقد يتم عزل الأشخاص المشتبه في إصابتهم بالفيروس في غرفة، ومراقبتهم من قبل متخصصي الرعاية الصحية باستخدام معدات الحماية الشخصية.
ومع ذلك، فقد أثبتت لقاحات الجدري فعاليتها إلى حد كبير في منع انتشار الفيروس.
ما مدى خطورة ذلك؟
يمكن أن تكون حالات جدري القرود في بعض الأحيان أكثر حدة، حيث تم الإبلاغ عن بعض الوفيات في غرب أفريقيا.
ومع ذلك، تؤكد السلطات الصحية في أميركا أننا لسنا على شفا تفشي خطير وأن المخاطر التي يتعرض لها عامة الناس لا تزال منخفضة للغاية.
وقال كولين براون، مدير العدوى السريرية في UKHSA: “بينما تظل التحقيقات جارية لتحديد مصدر العدوى، من المهم التأكيد على أنها لا تنتشر بسهولة بين الناس وتتطلب اتصالًا شخصيًا وثيقًا بشخص مصاب تظهر عليه الأعراض”.
وحثت السلطات الصحية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا الأشخاص الذين يعانون من طفح جلدي جديد أو قلقون بشأن جدرى القردة على الاتصال بمقدم الرعاية الصحية الخاص بهم.
اترك تعليقاً