لقد مضى على اندلاع ثورة فبراير المجيدة عقد من الزمن ولكنها لازالت تقاوم بعد أن تمكنت من إسقاط نظام الخيمة والناقة فقد ضيع علينا عقودا من حياتنا وهدم القيم والأخلاق وزرع الفتن ومزق النسيج الاجتماعي وعزز مفاهيم القبلية ونشر الفوضى في العقول وجعل ليبيا دولة في آخر قائمة الدول في جميع المجالات خطف وسجن وشنق دون محاكم إضافة إلى نشر الإرهاب الدولي ونشر الفتن وتآمر على كل الدول العربية وساعد إيران الفارسية على بغداد عاصمة العروبة والإسلام والتي كانت تقصف بصواريخ القذافي وساعد حزب الكتائب المسيحي لقتل الفلسطينيين والمسلمين من أهل لبنان ونشر الفتن بين المنظمات الفلسطينية وما تقسيم السودان منا ببعيد.
لقد كانت نهايته كما انتهى فرعون.
تسامح أهل فبراير ولم يعتذر أحد من اتباع النظام وزبانيته على كل الجرائم الذي اقترفت في حق الليبيين وبسبب هذا التسامح بدأ صوت الباطل يعود وكأنهم لا يفقهون ولا يسمعون ولا يرون ما حدث من نتائج دعمهم لنظام خرب البلاد والعباد ولم يبصروا الدول وهي تتقدم وتصنع الرفاهية لشعوبها وهؤلاء لازالوا يتغنون بتفاهات وترهات نظام صار مقبورا غير مأسوف عليه ولكن صدق الله العظيم في قوله ((لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ)).
عُقِدت الاجتماعات وفُتِحت القلوب لإيجاد حلول لبناء دولة القانون والمؤسسات وألُغِيَ قانون العزل السياسي واستبشر الجميع خيرا لفتح صفحة جديد وعاد الهاربون وتم تعيينهم بالوظائف بل سيطر بعضهم على الأجهزة الأمنية وصاروا خدما لبعض الدول الخارجية كعادتهم بالتبعية يقبضون على ثوار فبراير وينشرون الحقد والكراهية.
عادت مصراتة قوية وصوتها عالي ترفع لواء الثورة من جديد وهو صوت فبراير الذي ظهر واضحا من خلال بيان المجلس البلدي وبيان ثورها كان بلسما لكل القلوب التي هتفت لفبراير وصوت مصراتة هو الصوت الذي أسقط مؤامرة عودة النظام العسكري فدفعت الرجال مع ثوار الزاوية الشرفاء للدفاع عن العاصمة وعن فبراير وهي صوت العقل الذي يرحب بالمصالحة وبناء دستور يحفظ الحقوق والحريات التي مات من أجلها الشهداء وهي جبر كل ضرر وقع على كل ليبي ولكنها وثوار فبراير جميعا يعلمون أنه إذا ما تم ضمان صك براءة لهؤلاء عن جرائمهم فسيعودون ومعهم حقد دفين لذبح الثورة وأهلها وما قصة العلم الوطني إلا جس لنبض الثورة.
معا بقيادة مصراتة إلى فبراير جديدة معا لجمع الصفوف في مؤتمر جامع في مصراتة لحسم الأمور وبناء طريق الثورة فمن أراد أن يحمي الوطن ويبني الدولة فأهلا به ومن أراد خزعبلات القذافي فلن نسمح له بل ولن نسمع له.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً