قال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، تميم خلاف، “إن سفارة بلاده في العاصمة السورية دمشق “لم تغلق”، وذلك بعد تعليقات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي بهذا الشأن.
وصرح خلاف خلال مداخلة على قناة “ON” المحلية، الإثنين: “لدينا قائم بالأعمال في السفارة، وهي لم تغلق، وتقوم بأدوار مهمة في مساعدة الأشقاء السوريين، مثلما حدث في إيصال المساعدات”.
كما أكدت المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير تميم خلاف أن اجتماع الرياض بشأن غزة والذي عقد اليوم بمشاركة وزير الخارجية المصري كان فرصة لتأكيد مصر على رفضها لعدم السماح بأن تكون سوريا مركزًا للجماعات الإرهابية التي تهدد أمن المنطقة.
وأضاف أن “مصر لا ترغب في أن تصبح سوريا نقطة أو مصدرًا لتهديد دول المنطقة”. ونوه إلى أنه لا توجد أي ترتيبات في المرحلة الحالية لزيارة مصرية إلى دمشق للقاء الإدارة السورية الجديدة.
وأوضح أن حديث وزير الخارجية المصري عن هذه النقطة الهامة في اجتماع الرياض كان بمثابة محددات للموقف المصري في سوريا والذي يرتكز على أربعة عناصر رئيسية في مقدمتها ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضي السورية والحفاظ على سلامتها، ودعم المؤسسات الوطنية السورية حتى ترتقي بقدراتها للقيام بأدوارها لخدمة الشعب السوري.
وأشار إلى أنه من بين مرتكزات الموقف المصري هو ضرورة تبني عملية سياسية شاملة بملكية سورية من كافة مكونات الشعب السوري وأطرافه دون إقصاء لأي طرف لضمان نجاح العملية الانتقالية، وحتى تكون هذه العملية السياسية انعكاسًا للتنوع الديني والطائفي في سوريا.
وشدد على حرص مصر “ألا تمثل سوريا الشقيقة تهديدًا لدول المنطقة أو حاضنة للإرهاب” وأن القاهرة مستمرة في متابعة الأوضاع ومتابعة ما يحدث في سوريا من تحول سياسي كبير، خاصة وأن “الدولة السورية تمر بمفترق تاريخي والشهور المقبلة ستكون كاشفة للمسار الذي يختاره السوريون لمستقبلهم”.
ونوه بأن مصر تتابع التصريحات التي تصدر عن الإدارة السورية وأنه “تبقى العبرة بالأفعال وليست الأقوال خاصة وأن الطريق ما زال طويلًا حيث لا زلنا في مرحلة مبكرة من التغيرات التي تشهدها سوريا”.
وتطرق إلى أن “العناصر في المشهد السوري معقدة ومركبة ومتغيرة بشكل سريع، وبالتالي مخطئ من يظن أن هناك تصورا مبسطا للوضع في سوريا”.
وفسر خلاف توصيف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للإدارة السورية الجديدة بـ”سلطة الأمر الواقع”.
وقال خلاف خلال حوار تلفزيوني إن “هذا المصطلح يتم استخدامه في حالات ومواقف سياسية تشهد فيها أي دولة انهيارا كاملا للسلطة التنفيذية وقياداتها في فترة سريعة، وينتج عن ذلك فراغ بالمشهد السياسي وتفكك لمؤسسات الدولة”.
وأضاف أن “هذا الفراغ يتم ملؤه من عناصر أو جهات أو أفراد تقرر أن تأخذ بزمام الأمور، لكن هذه العناصر تكون غير منتخبة في ذلك الوقت نظرا لظروف المرحلة الاستثنائية”.
وأكد أن هذا “التوصيف يوثق الواقع الفعلي في سوريا ويعكس طبيعة ظروف المرحلة الانتقالية الاستثنائية هناك التي تمر بها سوريا في الوقت الحالي”.
ولفت إلى أن “هناك تأويلات كثيرة لهذا الأمر، لكنه توصيف للواقع، وأن هناك حالات مشابهة في دول كثيرة شهدت انهيارا في سلطتها التنفيذية وظهرت مجموعات من تلقاء نفسها وتولت الأمور فيها وتم توصيفها بسلطة الأمر الواقع”.
وشدد على أن “أي أمر يصب في مصلحة الشعب السوري سيتم وضعه في الاعتبار بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية”. لافتا إلى وصول طائرة مساعدات مصرية محملة بـ15 طنا من المساعدات، في محاولة لدعم السوريين في هذه الفترة.
وتواصلت مصر مع الإدارة السورية الجديدة لأول مرة بشكل رسمي معلن، من خلال اتصال هاتفي بين وزيري الخارجية في 31 ديسمبر الماضي.
وأثار المخاوف المصرية، ظهور محمود فتحي، المطلوب المدان بجريمة قتل النائب العام الأسبق في مصر هشام بركات، عام 2015، إلى جوار قائد “هيئة تحرير الشام” أحمد الشرع، الملقب بأبي محمد الجولاني.
وجاءت الصورة بعد 10 أيام من سقوط نظام الأسد، وكان بجوار الثنائي ياسين أقطاي، مستشار حزب العدالة والتنمية التركي.
اترك تعليقاً