المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة المصرية خالد مجاهد، مساء الجمعة، حسم الجدل بشأن استخدام “المسحة الشرجية” لاكتشاف فيروس كورونا المستجد ومدى إمكانية استخدامها في مصر.
وأكد مجاهد خلال تصريحات تليفزيونية لوسائل إعلام مصرية أن “هذه المسحة ليست لكل المصابين بفيروس كورونا المستجد، لكنها تخص المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض الجهاز التنفسي”.
وأشار إلى وجود دراسات بشأن مرضى “كورونا المستجد”، الذين يعانون من أعراض في الجهاز الهضمي فقط دون الجهاز التنفسي، حيث تظهر المسحة الخاصة بهم سلبية بسبب ذلك، وبالتالي يتطلب الأمر استخدام المسحة الشرجية.
وشدد المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية على أن هذه الحالات نادرة الحدوث في البلاد وأنها قد تمثل حالة ضمن 10 آلاف حالة، حسبما أكدت اللجنة الطبية لمواجهة فيروس كورونا.
وذكر أن “من يصابون بالفيروس في الجهاز الهضمي يتخلصون من الأعراض في 5 أيام فقط ويحصلون على برتوكول العلاج الخاص بجميع الحالات ويزيد عليهم بعض المضادات الحيوية للجهاز الهضمي وكذلك بعض المطهرات المعوية”، مشيرًا أنه يٌنصح بعزله منزليًا لحين زوال الأعراض رغم أنه لا يكون معديًا.
وأكد مجاهد على أن “مصر لن تستخدم المسحة الشرجية لصعوبة استخدامها وأن الحالات المصابة بأعراض الجهاز الهضمي لا تحتاج لحجزها في المستشفيات”. وفقا لما ذكرت شبكة “سكاي نيوز”.
وسجلت وزارة الصحة المصرية، الجمعة، 589 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد و48 وفاة وذلك مقابل 521 إصابة و54 وفاة أمس.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية في بيان “إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الجمعة هو 164871 حالة من ضمنهم 128800 حالة تم شفاؤها و9217 حالة وفاة”.
وكانت مصر قد استهلت، الأحد، حملة تطعيم من فيروس كورونا بالعاملين في المجال الطبي مستخدمة لقاحا أنتجته المجموعة الصينية الوطنية للأدوية “سينوفارم”.
وفي سياق متصل، أوضحت صحيفة “واشنطن بوست” سابقاً، أن الجدل في خصوص المسحة الشرجية، ظهر إلى السطح بعد أن تحدثت وسائل إعلام حكومية في الصين عن برتوكول جديد لمكافحة وعلاج فيروس كورونا يتضمن أخذ مسحة من الشرج.
وقال أطباء صينيون إن هذه المسحة تعطي نتائج أكثر دقة للتأكد من تعافي المرض من وباء كورونا المستجد، مشيرين إلى أن بعض التجارب أثبتت أن مسحة الأنف قد تكون سلبية، وعند أخذ مسحة من الشرج تظهر النتائج أن المريض لا يزال يحمل الفيروس.
ولكن حتى الأطباء الذين يدعمون الاختبارات الجديدة قالوا إنها طريقة مزعجة، وبالتالي ينبغي استخدامها بشكل محدود وموضحين أنها قد تكون جيدة التطبيق في مراكز العزل الصحي للتأكد من خلو الأشخاص هناك من فيروس كورونا.
ويأتي إقرار الاختبار الجديد متزامنا مع اقتراب عطلة رأس الصينية التي توصف إعلاميا بأنها أكبر هجرة سنوية للبشر في العالم، حيث يقدر عدد الرحلات داخل البلاد في موسم العطلة بأكثر من 3 مليارات رحلة.
وتسعى الصين إلى تطعيم 50 مليون شخص قبل بدء العطلة، لكن هذا يمثل أقل من 4% من سكانها، وهو معدل منخفض جدًا لمنع انتشار العدوى بشكل جماعي.
ومع استمرار ظهور الإصابات قبل العطلة ، وافقت الحكومة على توسيع استخدام اختبار المسحة الشرجية بعد أن كانت قد سمحت بإجراء تجارب على مجموعات صغيرة في العام الماضي.
وأما بالنسبة لكيفية إجراء الاختبار ، فقد نشر المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها تعليمات في مارس الماضي، أوضح فيها أنه يجب أخذ عينة من البراز من المرضى، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا، فعندئذ يتم إدخال سلك بلاستيكي مزود بقطنة في فتحة الشرج لمسافة 3 إلى 5 سنتيمترات داخل المستقيم.
وكانت صحيفة “غلوبال تايمز” الحكومية قد أشارت إلى أن الاختبار مثير للجدل حيث يقول بعض الخبراء أن مسحات الأنف أكثر فعالية لأن فيروس كورونا هو عدوى تنفسية.
وأفاد التلفزيون الصيني الرسمي أن المسؤولين أجروا “مسحات شرجية” لمواطنين ممن ظهرت لديهم حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في بكين الأسبوع الماضي.
ووفقا للتلفزيون الصيني أيضا، فقد خضع مصابون موجودون في مرافق الحجر الصحي المخصصة للاختبارات نفسها، بحسب ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
قال الطبيب في مستشفى “يوان” في بكين، لي تونغزنغ، لقناة “سي سي تي في” إن طريقة المسحة الشرجية يمكن أن تزيد من معدل اكتشاف الأشخاص المصابين” لأن آثار الفيروس تبقى لفترة أطول في فتحة الشرج مقارنة بالجهاز التنفسي.
غير أن القناة التلفزيونية الصينية أشارت، الأحد الماض، إلى أن المسحات الشرجية لن تستخدم على نطاق واسع مثل الطرق الأخرى، لأن التقنية “غير ملائمة”.
اترك تعليقاً