أكد الإعلامي”أحمد الدوفاني”أن عدد السيارات التي كانت تقل المسلحين الذين كانوا ينوون هدم ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر في زليتن يوم أمس الجمعة يقدر بنحو ثلاثمائة سيارة قدمت من مختلف أنحاء ليبيا محملة بأنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة.
وقال الدوفاني إن أحد قادة هؤلاء المسلحين يدعى الشيخ”صلاح الككلي”يرجح أنه من منطقة ككلة.مضيفا أن مجموعات منهم تمركزت من جهة الغرب بالخمس ومن جهة الشرق بمنطقة الهيشة،وهناك أنباء عن وجود انقسامات بين صفوف ثوار مصراتة من حيث التأييد والرفض للتدخل في عملية منع هدم الضريح.
وفي سياق متصل وصف الدوفاني هذه المجموعات المسلحة بأنها تتمتع بقدر كبير من الحماسة وتتحدث عن ثقتها في نيلها الشهادة إن قتل أفرادها في سبيل تدمير مقام الشيخ”عبد السلام الأسمر”بعد أن تحصلوا على فتوى من أحد علماء المملكة العربية السعودية وهو الشيخ اللحيدان.
حالة تحفز
وتحدث أنه كانت هناك نية لهؤلاء المسلحين في أن يكون هجومهم على ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر بعد صلاة فجر اليوم السبت مباشرة.مضيفا أن الأوضاع الأمنية داخل زليتن وصلت إلى أعلى حالات التحفز حيث ينتشر السلاح الثقيل حول المدينة وفي وسطها وينتشر القناصة على المباني المطلة على ضريح الشيخ الأسمر.
وفي اتصال هاتفي لاحق ليلة البارحة أكد الدوفاني أن وفداً من المجالس المحلية في مدن زليتن ومصراتة ومسلاتة والخمس قام بالتفاوض مع هؤلاء المسلحين حيث أسفرت المفاوضات على الحصول على الموافقة على طلبهم إغلاق ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر الذي يسميه مريدوه”المقام”ومنع الزيارات والأنشطة المقامة في محيطه وإلى جواره.
كما تم الاتفاق على منع دخول المريدين من المدينة وخارجها إلى منطقة الضريح على أن تشكل لجنة للإشراف على هذا البند،إضافة إلى تشكيل وفد مشترك للقاء رئيس المجلس الوطني الانتقالي”مصطفى عبد الجليل”ما جعل عددا من هؤلاء المسلحين المهاجمين من المناطق القريبة ينسحبون إليها وسط توقعات بانسحاب الآخرين القادمين من مدن ومناطق أخرى بعيدة صباح اليوم السبت.
قرار نهائي
وأكد الدوفاني أن التوتر الأمني قد انخفض داخل المدينة بعد إتمام عملية المفاوضات التي قال إنها”تمت لأجل حقن الدماء”.مشيرا إلى أن عددا من هؤلاء المسلحين أصر على موقفه الذي قال إنه يتمثل في تصريحهم أن”ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر والأنشطة المقامة في نطاقه تندرج تحت”الشرك بالله”وأنه لا رجعة لهم في قرارهم بهدمه.
وقال إن وزير الداخلية”فوزي عبد العال”ووزير الدفاع”أسامة الجويلي”لم يكن لهما أي دور يذكر في عملية المفاوضات أو احتواء الموقف خلافا لما صرح به البعض.ونافيا في الوقت نفسه وجود أي دور للجيش الوطني في المفاوضات أو التمركز الأمني بين الطرفين لاحتواء أي اشتباك محتمل.
وكانت مصادر صحفية من مدينة زليتن قد ذكرت في وقت سابق يوم أمس أن جموعا ممن وصفتهم”الشباب السلفي”من زليتن وغيرها من المدن الأخرى يريدون إزالة ما أسموه مظاهر الشرك والكفر في كل مكان.كاشفين أنهم”لا يريدون سفك الدم أو إثارة أي فتن،وإنما يريدون تأدية ما اعتبروه واجبا شرعيا بالطرق السلمية أذا لم يعترضهم أحد.
وقف التبرعات
ونوهت إلى أن أعدادا من المهاجمين توقفوا بين الخمس وزليتن وبعثوا موفدين عنهم لإخطار المسؤولين داخل زليتن أن هدفهم يتمثل فيما وصفوه”اقتلاع صناديق التبرعات الموجودة في نطاق الضريح وداخله”.
وأشارت إلى أن أعدادا كبيرة من المسلحين داخل زليتن صرحوا أنه لا أحد له السلطة ليفعل ما يشاء خارج نطاق الدولة والقانون.معتبرين أن هذه الفئة باغية ولا تحترم القوانين الإلهية والوضعية ومن الواجب قتالها.بحسب تعبيرهم.
وذكرت وكالة الشرق الأوسط للأنباء في وقت سابق أن متحدثا باسم ما قالت أنه “تجمع ثوار ليبيا قال إنه”تم رصد تحرك 200 آلية وأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل مما يسمى ب”لواء ثوار ليبيا”تنضوي تحت لوائه تشكيلات عسكرية للسلفيين من مختلف مناطق ليبيا باتجاه مدينة”زليتن”لهدم ضريح الشيخ عبد السلام الأسمر الموجود فيه.
فتوى بالمنع
وأضاف المتحدث للوكالة أن تعزيزات عسكرية تابعة ل”تجمع الثوار”تحركت من مدينة مصراتة لدعم ثوار مدينة زليتن.
وفي الوقت نفسه أوضحت مصادر لوكالة أنباء الشرق الأوسط أن هناك نشاطا للساعدي القذافي لدعم بعض الاتجاهات السلفية من خلال قيادته لتنظيم سلفي بالنيجر التي هرب إليها عقب سقوط نظام أبيه وتحرير العاصمة طرابلس في شهر أغسطس الماضي.
وكان المفتي العام في ليبيا الشيخ الدكتور”الصادق الغرياني”قد أفتى في درسه الأسبوعي يوم أمس الجمعة بمسجد مراد آغا بتاجوراء بضواحي طرابلس قائلا”إن الاعتداء على الأضرحة لا يجوز إلا بأمر ولي الأمر، فإذا أراد ولي الأمر أن يفعل ذلك فله ذلك،وإذا منع ذلك فيجب أن يمتنع من أراد هدم القبور والأضرحة ونبشها ولا يجوز نبش هذه القبور بأي حال من الأحوال”
اترك تعليقاً