بالتأكيد أن أحداث فبراير لم يكن مخطط لإنطلاقها، إنما كانت حالة انفجار شعبي، ساعد عليها نظام انتهت صلاحيته، ولا أعتقد أن أحدا ينكر أن من تسببوا في انطلاقها كانت أهدافهم بالتأكيد وطنية، ونواياهم أيضا وطنية، ولكن كانت تصرفاتهم عاطفية، فهم ثلة من الوطنيين البسطاء، ومنهم عدد من المحامين الشباب المتحمسين، لم يكن لديهم ما يؤهلهم لقيادة التغيير، فأكثرهم لايدركون من الواقع الاجتماعي شيء، ولا من السياسة حتى اسمها، وانطلقت الثورة، واستمرت بزخم حر، وتركت الساحة مفتوحة، للتعبير وللتصرف وللهرج والمرج دون التدخل الدولي، ولا أعتقد أن ذلك تجاوز أسبوعا واحدا، وبعدها بدأت تظهر التدخلات الدولية، عن طريق الوكلاء فمع أول تلفون من الأمير، لوزير العدل المنشق يرسم له المسار، بدأت كارثة ليبيا، وسبقه ظهور متوازي بقناة الجزيرة، من قطب التيار الاسلامي قدس الله سره، وقطب التيار العلماني، زعيم الإعلاميين، وعضو إدارة قناة الجزيرة، يمجدان للأمير مساره، وبذلك بدأت السلاسل تقيد رقبة الثورة، وبدأت الدوحة هي عاصمة الثورة، ومن أراد أن يصنع الأحداث فليذهب إلى الدوحة، فهي عقل الثورة، وبوصلتها، وأصبحت قناة الجزيرة هي من يصنع الأبطال، والأشاوس، ولم تتخيل الدوحة يوما أن يكون لها بليبيا أكثر من سفارة، تعلم أن المخابرات الليبية تدرك كل ما يدور داخلها بدقة، فلقد كانت الدوحة في ذهول، جعلها كالطفل الذي تحصل على هدية دون نجاح.
لقد صنع القذافي بتفرده و بظلمه ، شعبا على استعداد للتحالف مع الشيطان ضده ، فلم يترك لهم في اربعين عاما ، مناسبة الا واستذلهم ، واستعبدهم ، واستهان بهم ، حتى كانوا مستعدين لخيانة انفسهم ، والتآمر على وطنهم والحقيقة التى غابت عن عقولنا، نحن اهل فبراير ، وكانت تمثل سذاجة وعدم وعي حقيقيين ، ان الدول خاصة الهامشية ، والتى تفرح بأي دور ولو كان قذرا ، ليست جمعيات خيرية ، وانها اما ان تكون مواقفها لمصالحها ، او انها تقدم خدمة لغيرها ، كما حدث بالمشهد الليبي ، فدول الخليج انما تقوم بدور الخادم للدول الكبري فى المشهد الليبي ، ولن يعتقد احد مطلقا ، ان دور دول الجوار هو اكثر طهارة ، او اكثر نبلا ، فقد استغلت مأساة الليبيين باقصي مايمكن ، وجعلت للاسف مبدأ الاخوة كلمات تاريخية لاقيمة لها.
لابد لنا اليوم ، ونحن في المحرقة ، ان نفكر كيف يمكن ان نخرج منها ، فلم يعد الوقت كافيا للعبث ، ولابد من تقييم المواقف ، فدول الخليج هي اقل قدرة سياسيا ، وحتى اخلاقيا ، من مساعدتنا فهي اكثر تخلفا من ان نسمع لها ، او حتي ان نحترمها ، فلن تحل المشكلة الا بالمزيد من التعقل والحكمة ، وادراك ان هناك اثمان مستحقة ، وفقا للسياسة الدولية القائمة حاليا ، ولابد من دفعها ، وان هناك شخصيات سواء كانت تمسك بالمسابح ، او تلعق المحرمات من بني جلدتنا ، هم خونة ولصوص ، ويجب ان نكتبهم في سجل الخونة ، وان نرفض اي دور لهم ، ويجب ان نتمسك بالوطن وليس بحزب الوطن ، وليس بمن يكتبون لنا ، او يبثون من قنواتهم ، ودورهم الاخبارية ، بالتمويل الخليجي ، سواءا من ادعياء الصوفية ، او الذين نفخ الخمر كروشهم واذهب عقولهم عن الوطن.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته أيها الإخوة و الأشقاء الليبيين الأعزاء هذه ليبيا الإسلام عليكم أن تحموها و تحافظوا عليها و تصونها و تعملوا على النهوض بها و تطويرها في مختلف المجالات السياسية و الإقتصادية و الرياضية و الثقافية و العلمية و غيرها و إلى مزيد من التقدم و الإزدهار لليبيا في مختلف المجالات السياسية و الإقتصادية و الرياضية و الثقافية و العلمية و غيرها و شكراً لسعة صدركم و شكراً