أفادت تقارير صحفية بتخلي حكام دولة الإمارات والنظام المصري عن خليفة حفتر، بسبب فشله في السيطرة على العاصمة طرابلس، وخسائره الأخيرة بما في ذلك أهم قاعدة عسكرية في المنطقة الغربية، قاعدة الوطية الجوية.
وبحسب التقارير الصحفية، فإن رهان الإمارات ومصر على خليفة حفتر بات في حكم المؤكد خاسر بكلّ المقاييس بعد الخسائر الفادحة التي تلقتها قواته مؤخراً على يد قوات بركان الغضب.
وفي سياقِ ذي صلة، نشر موقع “مدى مصر” مقالاً بعنوان “الإمارات ومصر تستعدان للتخلي عن حفتر بعد خسارة قاعدة الوطية الجوية”.
ونقل المقال عن مسؤولين ليبيين ومصريين قولهم، إن مصر والإمارات وهما من الداعمين الرئيسيين لعدوان حفتر على طرابلس، قررتا التخلي عنه بعد أكثر من عام على الحملة العسكرية الفاشلة للاستيلاء على العاصمة طرابلس.
وقال مصدر سياسي ليبي مقرب من خليفة حفتر، للموقع يوم الثلاثاء، إن مصر والإمارات توصلتا إلى قناعة بأن حفتر “في طريقه للخروج”.
من جانبه أكد مسؤول مصري للصحيفة، رواية المصدر السياسي الليبي، وقال: “السؤال اليوم للتحالف المصري الإماراتي الفرنسي الذي دعم حفتر حتى هذه اللحظة هو اتخاذ قرار بشأن الخطوة التالية في ضوء هزيمة حفتر”.
وأشار المصدر إلى أنه “لا يمكن لأحد أن يراهن على حفتر مرة أخرى”.
ولفت موقع “مدى مصر” إلى أن تلك الخطوة تأتي في الوقت الذي يخسر فيه حفتر دعما داخليا أيضا بتخليه عن القبائل القوية والحلفاء السياسيين في ليبيا.
ونوه الموقع بأن خسارة قاعدة الوطية الجوية هي أسوأ انتكاسة يتلقاها حفتر منذ شنه العدوان على طرابلس في أبريل 2019 بدعم من فرنسا والإمارات ومصر والأردن وروسيا.
وأشار إلى أن مسار العمليات بدأ يتحول لصالح حكومة الوفاق نتيجة الدعم الذي تقدمه لها تركيا منذ بداية العام، خاصة الطائرات المُسيَّرة التي جعلت حكومة الوفاق تسيطر على المجال وتوجه سلسلة من الانتكاسات لقوات حفتر منذ بداية أبريل الماضي، بحسب الموقع.
وظهرت الانتكاسة جلية في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء عندما عقد الناطق باسم قوات حفتر أحمد المسماري مؤتمرا صحفيا للإعلان عن “إعادة تمركز القوات في بعض محاور طرابلس.
وفي هذا الصدد، أشار الموقع إلى أن المسماري حاول عدم ربط القرار بخسارة قاعدة الوطية قائلا إن حفتر أصدر أمر “إعادة التمركز” قبل شهور بناء على تقرير من رئيس المنطقة العسكرية الغربية للجيش الوطني الليبي.
وذكر الموقع أن استيلاء حكومة الوفاق الوطني على القاعدة حدث فجأة صباح الاثنين بعد حملة جوية مكثفة للطائرات المسيرة التركية على مدى أسابيع.
ونقل الموقع عن مصدر عسكري رفيع المستوى في حكومة الوفاق الوطني مُقرب من آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة جويلي، والي قاد هجوم قوات بركان الغضب على قاعدة الوطية يوم الاثنين، إن الهجوم نفذ بالتنسيق مع قوات الزنتان المتحالفة مع حفتر داخل القاعدة الجوية.
وأقنع جويلي مجموعتين رئيسيتين داخل القاعدة بالانسحاب قبل أن تتقدم قوات بركان الغضب، بحسب المصدر الذي أشار إلى التفوق الجوي لحكومة الوفاق الوطني في تنفيذ أكثر من 60 غارة جوية الشهر الماضي كعامل رئيسي في استنزاف القوات داخل القاعدة.
وقال المصدر إن ما وصفه بـ”الانشقاق” في الوطية يظهر فقدان الثقة بين الجماعات المسلحة الموالية لحفتر وقدرته على تغيير الوضع على الأرض.
وعلق المسؤول المصري بأن الروس ليسوا مسرورين على الإطلاق ببعض الصور التي نشرت لقوات بركان الغضب وهي تستولي على الأسلحة الروسية.
وأضاف موقع “مدى مصر” أن قوات بركان الغضب واصلت تقدمها في وقت لاحق، منتزعة بلدات جوش وبدر وتيجي في جبل نفوسة، من قبضة عناصر حفتر.
وأشار الموقع إلى أن التطورات قد لا تكون على الخطوط الأمامية أكبر مشكلة لحفتر بعد الآن، إذ يقول المصدر السياسي الليبي المُقرب من حفتر، إن الإمارات بعد التشاور مع مصر دعت بريطانيا إلى التدخل لدعم خريطة الطريق السياسية التي قدمها رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح، الذي كان مؤيدا قويا لحفتر في السابق ولكنه يتنافس الآن على حصة أكبر في المشهد السياسي ويتحرك ضد حفتر، وفقاً للموقع.
ولفت الموقع إلى أن خريطة طريق صالح ترتكز على إعادة هيكلة وانتخاب مجلس رئاسي جديد من شأنه أن يشكل حكومة جديدة، لكن المصدر السياسي الليبي يقول إنه من غير الواضح ما إذا كان رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فائز السراج سيوافق على التحدث إلى حفتر الآن.
وألمح موقع “مدى مصر” إلى أن وضع خليط حفتر العسكري من ضباط القوات المسلحة الليبية السابقين والمرتزقة الأجانب والمليشيات المحلية والإسلاميين سيزداد تعقيدا إذا لم يجد الداعمون الأجانب بديلا مناسبا له.
اترك تعليقاً