الصناعة تكتسب الاهمية بعد الزراعة، وبالتالى يتم الاهتمام بها بجل شعوب العالم وللدول المتقدمة منها الصناعة من بين الأولويات.
قد يكون من المهم إلقاء نظرة عامة على التطور الحاصل في الصناعة منذ نشأتها في الازمنة السابقة، فالعالم قسم الصناعة الى مراحل او موجات والاغلب اطلق عليها ثورات، وصلت في الوقت الحالى الى اربعة وقريبا ستكون خمسة:
فالاولى شهدت ظهور المكننة التى حلت محل الزراعة لتكون الصناعة كأساس للهيكل الاقتصادي للمجتمع، وخلالها تم استخراج الفحم واختراع المحرك البخاري وتطوير السكك الحديدية وتشكيل المعادن ووضع مخططات المصانع والمدن، وتم استخدام الماء والبخار لميكنة الإنتاج.
الثانية منها بدأت فيها التطورات التكنولوجية الجديدة، في ظهور مصادر جديدة للطاقة من الكهرباء والغاز والنفط، وتطوير محرك الاحتراق الداخلى، وبدأت صناعة الحديد والصلب في التطور والنمو وكذلك الامر بصناعة النسيج والأصباغ والأسمدة، وتطورت أساليب الاتصال مع اختراع التلغراف والهاتف، وكذلك كانت طرق النقل ومع ظهور السيارات والطائرات، وتم استخدام الطاقة الكهربائية للإنتاج الضخم.
الثالثة منها كانت مع ظهور نوع جديد من الطاقة المتمثلة فى الطاقة النووية وصعود الإلكترونيات والتى اهمها الترانزستور والمعالج الدقيق، وارتفاع الاتصالات وأجهزة الحاسوب وتم إنتاج مواد مصغرة ساهمت في أبحاث الفضاء والتكنولوجيا الحيوية، ودخول عصر الأتمتة عالية المستوى في الإنتاج بفضل اختراعين رئيسيين هما وحدات التحكم المنطقية القابلة للبرمجة والروبوتات، وتم استخدام الإلكترونيات وتكنولوجيا المعلومات لأتمتة الإنتاج.
الرابعة منها وهى الاحدث:
- تتميز بالتوسع الهائل بدمج التكنولوجيا ذات الخطوط الفاصلة بين المجالات الفيزيائية والرقمية والبيولوجية.
- انتشار الانترنت وأجهزة الاستشعار التي لديها القدرة على جمع البيانات التي يمكن استخدامها من قبل الشركات المصنعة والمنتجين، وانترنت الاشياء وانترنت الاشياء الصناعية ومن الالة الى الالة.
- الصيانة التنبؤية.
- التطورات فى البيانات الضخمة والتحليلات القوية لها بالأنظمة التى يمكنها المرور عبر مجموعات ضخمة من البيانات وإنتاج أفكار يمكن التعامل معها بسرعة.
- تحسين عملية صنع القرار في الوقت الفعلي.
- المخزون القائم على الإنتاج.
- التنسيق المحسن بين الوظائف.
- التوجه الى الاستخدام الذكى للطاقة الشمسية والطاقة الحرارية الأرضية والطاقات المتجددة الاخرى.
كل ذلك لمساعدة المصنعين والمستهلكين على حد سواء في توفير المزيد من الأتمتة وتحسين الاتصال والرصد، إلى جانب التشخيص الذاتي والمستويات الجديدة من التحليل لتوفير مستقبل منتج حقيقي.
وستصبح المصانع آلية وبمراقبة ذاتية بشكل متزايد، حيث يتم منح الآلات داخلها القدرة على التحليل والتواصل مع بعضها البعض ومع زملائها في العمل من البشر، مما يمنح الشركات عمليات أكثر سلاسة بكثير حيث يوجه العمال لمهام أخرى.
البنية التحتية للاتصالات التي تدعم كل ذلك آمنة بما يكفي لاستخدامها في جل الصناعات، حيث سوف تأخذ المصانع الذكية التي ستكون في قلب الصناعة 4.0 المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات من أجل التطور في سلسلة التوريد وخطوط الإنتاج الذي يجلب مستوى أعلى بكثير من كل من أتمتة ورقمنة، مما يعني ذلك الآلات التي تستخدم التحسين الذاتي والتهيئة الذاتية وحتى الذكاء الاصطناعي لإكمال المهام المعقدة في المجال لتحقيق كفاءة فائقة في التكاليف وسلع أو خدمات أفضل جودة.
اترك تعليقاً