قتلى وجرحى في لبنان.. ومخاوف أمريكية من استمرار الخروقات الإسرائيلية

بعد أسبوع على قرار وقف إطلاق النار في لبنان، تواصلت الخروقات الإسرائيلية طيلة يوم الاثنين، وطالت الخروقات العمق اللبناني، وحذر الجيش الإسرائيلي مجددا المواطنين الجنوبيين من الانتقال إلى جنوب نهر الليطاني أو العودة إلى قرى الحد الأمامي.

كما أغارت مسيرة إسرائيلية بـ 3 صواريخ على مركز للجيش اللبناني في بلدة حوش السيد علي بقضاء الهرمل في البقاع، وجنوبا أسفرت غارة ليلا على بلدة طلوسة عن سقوط قتلى وجريحين، كما شن الطيران الإسرائيلي غارة على بلدة ياطر، وكذلك على حاريص وعلى منطقة جبل الريحان وسجد والقطراني وجباع وجبشيت والمنطقة الواقعة بين عين قانا وكفرفيلا، وبين اللويزة وجبل صافي ومليخ.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية “أن ستة أشخاص قتلوا جراء القصف الإسرائيلي أمس على بلدة حاريص جنوب لبنان”.

ونقلت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع للوزارة قوله: “إن حصيلة محدثة لضحايا غارة العدو الإسرائيلي على بلدة حاريص في قضاء بنت جبيل بمحافظة النبطية تفيد بسقوط ستة شهداء إضافة إلى مصابين اثنين”.

إلى ذلك استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي بمسيرة معادية بلدة بيت ليف في محافظة صور صباح اليوم.

وشن العدو الإسرائيلي غارة على المنطقة الواقعة بين سجد ومليخ في منطقة إقليم التفاح في النبطية جنوب لبنان.

وخرق العدو اتفاق وقف إطلاق النار في قضاءي صور وبنت جبيل، فشن طيرانه الحربي سلسلة من الاعتداءات على عدد من القرى والبلدات في القضاءين، وعاد قبيل الفجر لإطلاق القنابل المضيئة والبالونات الحرارية فوق عيتا الشعب.

وشهدت منطقة كفرحتى نزوحا باتجاه مدينة صيدا وسجلت حركة مسيرات ليلاً فوق بيروت والضاحية الجنوبية على علو منخفض.

ووفق مصدر عسكري، فإن الخروقات الإسرائيلية بلغت أكثر من 75 خرقاً حتى بعد ظهر يوم الإثنين، وهي لا تقتصر على القرى الحدودية، بل تستهدف بلدات في العمق اللبناني، مع ما يترافق من قصف طال عناصر من الجيش اللبناني وأمن الدولة.

وزير الدفاع الإسرائيلي يوجه تحذيرا إلى الدولة اللبنانية

حذر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أنه “إذا عدنا للقتال مرة أخرى ضد “حزب الله” فإن دولة لبنان لن تكون معفية من هذه الضربات”.

وخلال جولة تفقدية على الحدود الشمالية بعد هجمات الجيش الإسرائيلي في لبنان ورد “حزب الله” باستهداف موقع للجيش الإسرائيلي في تلال كفرشوبا اللبنانية، قال كاتس: “سنتحرك بكل ما أوتينا من قوة لتطبيق كافة تفاهمات اتفاق وقف إطلاق النار، وسيكون لدينا أقصى قدر من الرد وعدم التسامح مطلقا”.

وحذر من أنه “إذا عدنا إلى الحرب وللقتال مرة أخرى سنضرب بقوة، وسنتعمق أكثر”، مضيفا: “أهم ما يجب أن يعرفوه هو أنه لن يكون هناك المزيد من الإعفاءات لدولة لبنان”.

بدورها، أعربت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، الاثنين، عن قلقها من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، واصفة إياه بالهش، بعد تصاعد التوتر بين إسرائيل و”حزب الله” اللبناني، خلال الأيام التي أعقبت دخول الاتفاق حيز التنفيذ، بحسب ما ذكره مسؤولون أميركيون لموقع “أكسيوس”.

وأفاد الموقع بأن الإدارة أعربت للمسؤولين الإسرائيليين عن قلقها، ونقلت عن مسؤول أميركي لم تسمه، قوله: “الإسرائيليون يلعبون لعبة خطيرة في الأيام الأخيرة”.

لكن المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، قال للصحافيين، الاثنين، إن “الضربات المتقطعة التي تم شنها في الأيام الأخيرة كانت مُتوقَعة”.

وأضاف: “شهدنا انخفاضاً كبيراً في العنف، إلا أن آلية المراقبة تعمل بكامل قوتها.. وبشكل عام، وقف إطلاق النار مازال صامداً”.

وقال مسؤولون أميركيون للموقع، إن مستشار الرئيس بايدن آموس هوكستين، الذي توسط في وقف إطلاق النار، تحدث إلى مسؤولين إسرائيليين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأعرب عن قلقه بشأن الضربات المستمرة في لبنان.

وأضاف المسؤولون أن هوكستين أبلغ الإسرائيليين، أنه يجب عليهم إفساح المجال لآلية مراقبة وقف إطلاق النار لتبدأ في العمل.

وأوضح مسؤول إسرائيلي أن مبعوث بايدن إلى لبنان نقل إليهم رسالة مفادها أن تل أبيب تنفذ وقف إطلاق النار “بشكل عدواني للغاية”.

ونفذت القوات الإسرائيلية عدة ضربات جوية، خلال الأيام الماضية، ضد عناصر من “حزب الله” في جنوب لبنان، كما حلقت مسيرات إسرائيلية، الأحد، فوق بيروت لأول مرة منذ إعلان وقف إطلاق النار.

وقال الإسرائيليون إن الضربات استهدفت مناطق انتهك فيها “حزب الله” وقف إطلاق النار عن طريق نقل الأسلحة، مشيرين إلى أن تل أبيب أبلغت الولايات المتحدة مسبقاً ببعض هذه الضربات.

بالمقابل رد “حزب الله” بإطلاق، الإثنين، قذيفتين هاون باتجاه مواقع القوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، وهو ما رد عليه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بقوله إن “إسرائيل ملتزمة بالتحرك ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار من قبل (حزب الله)، وسيتم الرد على الهجوم بشكل قاسٍ”.

وذكر مسؤولون إسرائيليون للموقع أن تل أبيب ستنفذ هجوماً أوسع.

وأعلنت القيادة المركزية الأميركية سينتكوم ، في بيان، وصول الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، إلى العاصمة اللبنانية الأسبوع الماضي، لتولي الرئاسة المشاركة لآلية تنفيذ ومراقبة وقف إطلاق النار، والتي تضم أيضاً ضباطاً عسكريين فرنسيين وممثلين عن القوات المسلحة اللبنانية، والجيش الإسرائيلي وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

ومن المقرر أن يلتقي وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر مع زير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، في واشنطن العاصمة.

يذكر أن “وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بعد أشهر من تصعيد عسكري كبير، وتم الاتفاق بوساطة أمريكية وفرنسية ويهدف إلى تهدئة الأوضاع في جنوب لبنان وإسرائيل لمدة مبدئية تبلغ 60 يوما”.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً