اختتم المنتدى الثقافي العربي موسمه الثقافي لهذا العام بمحاضرة تلاها حوار مع د. محمد المفتي، أقيمت في قاعة المحاضرات في فندق نورفولك بلازا بوسط لندن، وذلك بمشاركة نخبة من المهتمين والإعلاميين.
قدم للأمسية الإعلامي عبد الله الكبير وسرد موجزا للطبيب والكاتب والباحث في مجال التاريخ الاجتماعي الليبي الحديث الدكتور محمد المفتي، وذكر بعض مؤلفاته العلمية والأدبية والتاريخية الصادرة بالعربية والانجليزية، وقدم المفتي قراءة موجزة للمشهد الليبي من عدة جوانب ثم أجاب على الكثير من تساؤلات الحضور.
أستهل الأمسية رئيس المنتدى د. رمضان بن زير بكلمة رحب فيها بالحضور مذكراً بدور المنتدى الذي احتضن العديد من الفعليات الثقافية والسياسية، وأشاد بالدور الهام لمثقفي الجالية الذين جعلوا من منبر المنتدى ساحة ثقافية وسياسية مفتوحة للجميع بغض النظر عن التوجهات الفكرية أو الدينية أو الأثنية، وترحم على روح الفقيد رجل الأعمال الليبي عمر المطاوع الذي افتقدته الجالية مؤخراً وهو راعي نشاطات صالة المنتدى.
كما رحب د. بن زير بالمحاضر د. محمد المفتي مؤكداً على أهمية هذا اللقاء مع شخصية مرموقة وعلم من أعلام ليبيا حيث جمع بين الطب والتأليف، خصوصاً براعته في كتابة التاريخ الليبي، ولقد سبق له أن تقدم بالترشح لشغل منصب رئيس الوزراء في ليبيا ولم يحالفه الحظ لعدم انتمائه لأي حزب من الحزبين المتنافسين آنذاك العدالة والتحالف.
وناشد د. بن زير من على منبر المنتدى السلطات البريطانية لتمنح الدكتور أحمد ابراهيم الفقيه تأشيرة دخول الى بريطانيا لغرض العلاج باعتبار أديباً وعضو غير عامل بالمنتدى.
من جهته قدم د. المفتي عرضاً موجزاً تناول فيه أهم ملامح المشهد الليبي وأكد على انه لا خلاف بين غالبية الليبيين الذين اطلق عليهم تسمية الأغلبية الصامتة، وأسهب في توضيح حالة الانسجام بين العرب والأمازيغ في ليبيا مستشهدا بالعديد من الحالات موضحا حالة اللحمة الوطنية خصوصا لغير الليبيين، وقال:
“أنني لا زلت ليبيا وأنني على قناعة بما تؤمن به الأغلبية الصامتة في ليبيا والأغلبية الصامتة تزيد عن 95 % وهؤلاء الناس لم يتورطوا في استخدام السلاح ضد بعضهم بعضا أو ضد أحد ولذلك عندما أقول أنا ليبي لا أعترف بالأفكار الجهوية أو القبلية أو العنصرية في ليبيا، لأنه لا وجود لهذه التصنيفات عند المواطن العادي”.
هذا وتحدث عن سرعة انهيار نظام الاستبداد، الذي فقد السيطرة على الأرض منذ الأيام الاولى لانطلاقة الثورة وقبل تدخل حلف الناتو في 20 فبراير 2011 وذلك بسبب عدم وجود حاضنة شعبية حقيقية لنظام القذافي فتخلى عنه الجميع، وقال:
“هذا التحول الذي حدث في الثورة الليبية على عكس تونس وعلى عكس مصر قاد الى انهيار كل القوات المسلحة، أدوات حفظ الأمن بشكل عام”.
كما أشار بأن التدخل الأجنبي كان محدودا حسب وجهة نظرة ولم يشكل حجر عثرة أساسية في الوضع الليبي.
وقال أن تدخل البعثة الأممية والأمم المتحدة والمجتمع الدولي يبدو أنه وضع في خلال الشهور الماضية فيتو على أي اقتتال داخل طرابلس نفسها، وأضاف بالقول أن المجتمع الدولي متلكئ ولا يريد التدخل بهذا المعنى فعلا الدول الكبرى لا تريد التدخل وقد صرحوا بهذا آخر مرة.
كما أشار أيضاً إلى أهمية دور مصراته في ليبيا والتي يعتبرها سدة الوطن التي وحدت بين الليبيين مذكرا بأنه ألّف كتابا تحت هذا العنوان سنة 2007.
وتناول موضوع القضاء مذكراً الحضور بأن هذا الجهاز مازال موحداً بالرغم من وجود حكومتين في ليبيا حسب قوله وهذا يصدق على القضاء نفس الشيء وإن كان حتى الآن استطاع أن يحتفظ في مكانته القضاء الليبي ولكن فعاليته غير موجودة، لم يتدخل فيهم أحد ولم يعتد عليهم أحد إلا في حالة أو اثنين.
تحدث أيضاً عن ضرورة فك كل المليشيات وإيجاد أماكن عمل لأفرادها مثل إنشاء بعض المشاريع الفردية او اعادة توزيعهم بعد تدريبهم على الوحدات العسكرية والشرطية الرسمية وختم بالقول:
“على مستوى الأرض على المستوى الحقيقي ما دام هناك سلاح لن يكون هناك سلام في ليبيا”.
اترك تعليقاً