عقد مجلس النواب الليبي بطرابلس، اليوم الاثنين، جلسة تشاورية، في مقر ديوان مجلس النواب في العاصمة طرابلس.
ودارت هذه الجلسة حول مستجدات الحوار السياسي المنعقد في تونس، وتداعياته على المرحلة القادمة سياسياً ودستورياً وأمنياً، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي بالمجلس.
وتم مناقشة دور مجلس النواب في المرحلة الانتقالية المزمع صياغتها، والآليات العملية المنوط بالمجلس وضعها في المسار الدستوري للوصول إلى إجراء انتخابات، والاستفتاء على الدستور.
كذلك تم مناقشة المسائل ذات الأولوية في المرحلة المقبلة ومنها:
- ضرورة أن يتضمن أي اتفاق آلية واضحة ومحدّدة لتوحيد الجيش
- آلية اعتماد السلطة التنفيذية؛ أن يكون ذلك من اختصاص مجلس النواب دون سواه، ورفض استحداث أي جسم تشريعي دون انتخابه من الشعب الليبي
كما تم مناقشة الإعداد لاجتماع باللجنة الأمنية والاطلاع منها على آخر مستجدات المسار الأمني والعسكري.
وانطلقت اليوم الاثنين، أعمال الملتقى السياسي الليبي في العاصمة التونسية، بحضور 75 شخصية من الأطراف الليبية المختلفة، بهدف توحيد ليبيا تحت سلطة حكومة واحدة وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات.
وافتُتِح الملتقى الذي يحمل شعار “ليبيا أولا”، بكلمة من المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة بالإنابة ستيفاني وليامز، التي أكدت أن الملتقى لم يكن ليتم لولا توقيع اتفاق وقف إطلاق النار الدائم، الموقع بين طرفي النزاع في جنيف في 23 أكتوبر الماضي.
وقالت وليامز إن الطريق إلى الملتقى “لم يكن مفروشًا بالورود، ولم يكن سهلًا”.
وشدّدت على ضرورة أن يعمل الليبيون من أجل ليبيا الجديدة بعد سنوات من الانقسام والحروب والدمار والأزمات المتعددة.
وعبرت وليامز عن تفاءلها وقالت: “إننا نخطو للأمام بخطوات واثقة في المسارات المتعددة التي تيسرها بعثة الأمم المتحدة، معتمدين على عزيمة الليبيين، ونستند بقوة إلى إرادة الشعب الليبي وحقه في حماية وطنه وسيادته وثروات بلاده”.
من جهته أكد الرئيس التونسي قيس سعيّد، في كلمته الافتتاحية للملتقى، أن التوافق يمكن أن يتحقق بشرط ألا تتدخل قوى من الخارج، مشددا على التزام من يقود المرحلة الانتقالية بعدم الترشح مستقبلا للانتخابات، ووضع دستور موقت ومواعيد انتخابية قادمة.
ونوه سعيّد إلى ضرورة أن تكون ليبيا موحدة لأن التقسيم خطر على المنطقة وسيكون مقدمة لتقسيم دول مجاورة أخرى.
وأضاف رئيس تونس: “الآمال التي تحدونا مع الليبين لا شك أنها واحدة. إننا شعب واحد وأشقاء لن يقدر على شق أخوتنا قوى تعمل على التقسيم”.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، في كلمة مسجلة، مخاطبا المشاركين:
كلمة مسجلة للأمين العام للأمم المتحدة السيد انتونيو غوتيراش، تم عرضها في حفل افتتاح #ملتقى_الحوار_السياسي_الليبي صباح اليوم.@antonioguterres pic.twitter.com/kRvUjvmOXk
— UNSMIL (@UNSMILibya) November 9, 2020
وأفادت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز، بأن ملتقى الحوار السياسي الليبي المزمع عقده يوم غد الاثنين في تونس، بمثابة الفرضة الأخيرة التي لا يجب خسارتها.
وقالت وليامز خلال مؤتمر صحفي عقدته مساء أمس الأحد، من المركز الإعلامي التابع لملتقى الحوار السياسي الليبي، حول التحضيرات والاستعدادات لانطلاق فعاليات الملتقى: “ما كلفنا به هو إطلاق مسار ليبي ليبي للسلام والمصالحة”.
وأشارت إلى أن عمل البعثة للتحضير لهذا الملتقى كانت وفق مخرجات مؤتمر برلين التي اعتمدها مجلس الأمن الدولي.
ولفتت إلى أن مخرجات برلين والاتفاق السياسي يجب أن تكون الإطار السياسي لهذه المحادثات.
وتابعت وليامز: “أشكر تونس على توفير المُقام الآمن والصحي لنا لعقد هذا الملتقى”.
وأردفت تقول: “نعقد هذا الملتقى بعد مشاورات شملت أكثر من 1000 شخص والعديد من اللقاءات”.
ونوهت إلى أن قرار مجلس الأمن يأتي وفق احتياجات الليبيين للخروج بفاعلية أكثر لحكومة تُمثل كل الليبيين.
وأشارت إلى أنه “خلال 6 أيام سنقوم بجملة من القرارات التي يجب احترامها لرسم خارطة الطريق”.
وأوضحت المبعوثة الأممية بالإنابة أن كل مداولات الملتقى والآراء سيتم تسجيلها ونشرها للجميع.
وقالت وليامز: “نحن هنا من أجل وضع حد للمراحل الانتقالية في ليبيا”.
وأضافت: “شعرنا برغبة في التوافق والتنازل من أجل ليبيا من طرف جميع المشاركين”.
واستطردت قائلة: “سنشدد على العمل الجماعي المنظم لبلوغ الحلول الجماعية وذكّرت المشاركين في الملتقى بالمسؤولية الواقعة على عاتقهم”.
وبيّنت أن الفرقاء لديهم استعداد لتقديم تنازلات للوصول إلى توافق، وقالت: “أكدت للمشاركين دعم الأمم المتحدة لهم وأن رقم 75 لعددهم هو رقم ميلاد الأمم المتحدة”.
وأوضحت تقول :”نسعى للخروج بقرار يُغلّب المنفعة الجماعية على المنفعة الشخصية لسياسة ليبيا وشفافية مؤسساتها”.
وبحسب وليامز، سيتم العمل خلال أيام الحوار على تحديد خارطة طريق نحو إجراء الانتخابات.
وأردفت وليامز تقول: “أخبرت المشاركين بما وضعته على عاتقهم اللجنة العسكرية بتوافقاتها الكبيرة”.
وأضافت: “استبشرنا بعودة الخطوط الجوية للجنوب وعودة النفط وبلوغه المليون برميل يوميا”.
اترك تعليقاً