وصل النائب بالمجلس الرئاسي السيد موسى الكون، الاثنين، عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل، على رأس وفد رفيع المستوى.
وأفاد المكتب الإعلامي بالمجلس، بأن الزيارة تأتي لمناقشة حزمة من الأولويات المتعلقة برسم خارطة الطريق للشراكة مع الإتحاد الأوروبي للتصدي لأهم الإشكاليات التي تؤسس لقلق مشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها اشكالية تدفق الهجرة غير الشرعية وتداعيات ذلك على الأمن والاقتصاد الليبي، واشكاليات الإرهاب والجرائم العابرة للحدود وتداعيات ذلك على ليبيا وعلى الاتحاد الاوروبي الشريك الاقرب، والأهم في هذا الصدد.
وباشر الكوني جدول اجتماعاته ذات الأهمية النوعية بجلسة عمل مع مفوض الهجرة والشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي ايفا جوهانسن، التي اعتبرت هذا اللقاء نقطة تحول نوعية في سياق مناقشة اشكاليات الهجرة وتداعياتها على ليبيا وعلى الاتحاد الأوروبي، وفق الصراحة النوعية التي تميز بها النقاش مع السيد موسى الكوني.
و شدد السيد النائب بأنه قد كان الوقت لأوروبا لأن تترجم التعاون إلى أفعال افعال واضحة على الارض، وان يتم بلورة شراكة واضحة المعالم وفي مدة زمنية محددة لمساعدة ليبيا على حماية حدودها الجنوبية. حيث لا يجب الانتظار لان يصل المهاجر للبحر حتى يتم ارجاعه لمراكز الإيواء في انتظار ترحيله مرة أخرى لوطنه الأم.
واعتبر معالجة اشكاليات الهجرة من جذورها بالاهتمام بتوفير سوق العمل والتنمية المستدامة في البلدان الأم، يشكل الخطوة الأولى والأهم للتصدي للهجرة غير الشرعية. لان ما يدفع المهاجر لترك وطنه هو الحاجة للبحث عن حياة أفضل، و مساعدة ليبيا في تنفيذ مشاريع التنمية في مناطق الجنوب والاهتمام بتحسين الأوضاع لسكان هذه المناطق، سيكون له أثره المهم للحد من تدفق الهجرة.
واعتبر الكوني إن تداعيات ما يجري في دول الجوار ستدفع ليبيا ثمنه الأكبر، حيث سيترك الآهالي اوطانهم في ظل القلاقل التي تعصف بهم، الى المكان الأقرب، وحيث فرص العمل.
على ان القرار الذي صدر في النيجر بخصوص إلغاء قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية سيخلق تداعيات كبيرة جدا على ليبيا، وعلى الجنوب الليبي بالذات، بكل ما يمثله ذلك من تهديد لتسرب بعض المجرمين او أفراد التشكيلات الإرهابية،
وقال ان أوروبا الآن أمام خيار أن تساعد ليبيا دون تأخير، للتصدي لكل ذلك، او أن تترك ليبيا وحدها وحتى يخرج الوضع عن السيطرة.
واعتبر الكوني أن أفضل آلية للتعاون المشترك أن تتم الاتفاقيات والشراكات المستقبلية مباشرة بين الدولة الليبية والاتحاد الأوروبي، دون الحاجة للمرور بوسيط ثالث، حيث أثبتت التجربة فشل ذلك.
واعتبر الكوني أن تهديد المرتزقة وخاصة فاغنر يشكل خطرا ليس فقط على ليبيا بل على منطقة الصحراء الكبرى، والتي وان بدت كدول عدة إلا أنها فضاء استراتيجي وانساني واقتصادي واحد، ما يمس أي جزء منه يترك آثاره على كامل المنطقة.
وانتقد الكوني صمت الاتحاد الأوروبي أمام ما يتعرض له سكان شمال مالي من ترويع وتصفيات على يد جماعات فاغنر وقوات نظام باماكو، ودون أن يتم انتقاد ذلك أو تجريم ما يحدث والذي يكاد يرتقي لمستوى الابادة. من طرف الاتحاد الأوروبي.
وشدد أنه يستغرب مثل هذا الصمت أمام فداحة ما يحدث في شمال مالي سيكون له تدعيات على ليبيا انه قد سبب وسيسبب في هجرة اعداد كبيرة من سكان المنطقة نحو الجزائر و ليبيا. وهذا يعني المزيد من التداعيات على ليبياوخاصة الجنوب.
واختتم الكوني حديثه مع مفوض الهجرة والشوون الداخلية السيدة ايفا جوهانسن، وهي بمثابة وزيرة الداخلية للإتحاد الأوروبي، بأن التعاون المشترك المباشر، وتكوين فرق عمل مشتركة تتتابع ما نصل إليه من اتفاقيات او برامج مستقبلية سيشكل الخطوة الأهم في سياق ما نسعى إليه من تعاون باتجاه خلق أرضية صلبة للاستقرار والأمن في ليبيا وفي الحوض المتوسط.
وقد وافقت السيد المفوض لشؤون الهجرة والشوون الداخلية على هذه المقترحات العملية مشددة على أن الحوار المستمر والتعاون المشترك سيكون الباب الأهم لرسم خارطة الطريق باتجاه التعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي ودولة ليبيا.
اترك تعليقاً