ما علاقة 9 أغسطس بتحرك جيش حفتر اليوم؟ - عين ليبيا
من إعداد: أ.د. فتحي أبوزخار
بالتأكيد أن تأسيس الجيش الليبي في 9 أغسطس 1940 جاء لاستكمال مشوار محاربة الغزو الإيطالي لليبيا، بالتعاون مع الحكومة الإنجليزية، وطرده من البلاد. ولقد حاول الملك أدريس محمد السنوسي قراءة الوضع الدولي واستغلاله لتأسيس الجيش وطرد الغزاة واستقلال ليبيا. أما جيش 1969، والذي في معظمه هو خريج الكلية العسكرية الملكية المؤسسة في 1957، فهو انقلابي احنث بالقسم الذي أقسمه لرعاية الشعب الليبي وأرضه وحماية الملك. بل ومن ترأس الانقلاب عمل على تفكيك الجيش الليبي و اقحامه في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وأجهز عليه بعد تحويله إلى كتائب أمنية تحمي قائد “الفاتح” متجاهل باقي الشعب. ومن بقايا الجيش والمتمردين على القائد كانت نواة الجيش في الغرب إلا أن سيطرة المجموعات المسلحة والتي أطلق عليها “بالثوار”. وهنا يجب الإشارة إلى أن الكثير لا يؤمنون بشعارات فبراير المنادية بالدولة المدنية والحرية بمسؤولية والمواطنة والعدالة الاجتماعية. وكان أيضا جيش الانقلاب على فبراير المتحالف مع مؤيدي سبتمبر وهو مجموعات مسلحة مع بعض الضباط القدامى. في هذه المقالة سيحاول الكاتب، وبدون خوض في التفاصيل، الإجابة عن السؤال ما علاقة جيش اليوم الاحتفال بتأسيس الجيش الليبي؟
من يفاوض قطاعات الجيش المتناثرة؟
ونحن نعيش ذكرى تأسيس الجيش الليبي الواضح قد تبدو فرصة لبعض الأطراف كمصر وروسيا أن تحقق بعض المكاسب في ليبيا بتحريك حفتر على الأرض وتوسيع دائرة نفوذه بليبيا لتكسب مصر وروسيا على طاولة التفاوض بعض الأوراق مع أمريكا وخاصة وأنها منشغلة بالانتخابات الرئاسية انتخابات، كما وأن ترأس السيد/ محمد السنوار قيادة المجلس السياسي والعسكري المقاوم لغزة يصعب من الوضع في الشرق الأوسط، وخاصة عن حماة أسرائيل.
لماذا اختيار 9 أغسطس لدخول طرابلس؟
لا نتوقع أن تاريخ 9 أغسطس جاء محض صدفة فلا نستغرب أن اختيار التاريخ كان لدعم تحرك حفتر ومباغتة لطرابلس مرة أخرى بإيهام الجميع أن الهدف هو التحرك نحو غدامس ، أو حسب ما يدعيه المسماري بتأمين الحدود التي تصل 700 كيلومتر بمنطقة التوتر التي تشهدها مالي والنيجر. حسب رؤية الكاتب فربما كان اختيار 9 أغسطس لتحقيق هدفين:
السيناريو المتوقع حسب قراءة الكاتب!
بالتأكيد التخطيط للسيطرة على طرابلس لن يكون بدون عنصر المباغتة الذي كان ولم يكن في 2019 حيث لم يكن في الأصل مباغتة مع اقتراب قوات حفتر من حدود غريان في أبريل 2019 وغياب معلومة وجود عناصر الفاغنر مع قوات حفتر، أعطيت لقوات حفتر اليوم، وتحت عباءتها قوات الفاغنر، المبررات للتحرك نحو غدامس بحجة اضطرابات في مالي والنيجر ومنع تسلل الإرهابين والسلاح والمخدرات عبر الحدود، وهذا السبب الذي يعطي بالتأكيد المبرر لوجود الفاغنر معه والتي تكبدت خسائر في مالي من قبل حركة أزواد. التحرك نحو غدامس قد يبعده عن توقعات دخوله طرابلس إلا أن استراتيجية المبنية على سياسة التوسع وقضم إجزاء من الأرض الليبية لتعزيز موقف حفتر على طاولة المفاوضات حسب ما يطرحه السيد أشرف الشح على قناة ليبيا الأحرار والكاتب يرى في أنه تعزيز لموقف روسيا التفاوضي في أوكرانيا مع أمريكا.
محاولة اغتيال السيد/ بشير “البقرة” ونشوب مناوشات بالأسلحة المتوسطة قبل معرفة هوية الجناة ودوافعهم، إضافة إلى ادعاء اللواء الجويلي بانضمام قوات الردع التابعة للسيد عبدالرؤوف كارة لقوات حفتر، والكاتب يشك في ذلك، لأن الغاية والهدف هو زعزعة صف القوات المدافعة عن طرابلس. قد يكون مخطط حفتر قيام اللواء الجويلي بالتنسيق مع قوات الأمازيغ بجبل نفوسه من خلال مدينة جادو والآمر السابق للقوة المتحركة، الدخول لطرابلس بعد فتح الطريق من نالوت لقوات حفتر المحتلة لغدامس.
تداعيات تحرك حفتر نحو غدامس!
بالتأكيد حسابات حفتر الوصول لسدة الحكم ولو كان ذلك على جثث وجماجم الشعب الليبي، على حد تعبير أحمد حسين الكرامي الملقب بالتهامي، قد يكون السيناريو الذي رسمه له الأخرون بالتحرك نحو غدامس من قاعدة تامنهنت رفقة قوات فاغنر على أمل أن يتم أقناع الأمازيغ، من خلال جادو وتحديد أمر القوات المتحركة السيد سعيد قوجيل، الذين رفضوا أي حرب في طرابلس والمنطقة الغربية. هذه المحاولة رافقتها محاولة اغتيال السيد بشير خلف الله آمر كتيبة رحبة الردع الملقب بالبقرة”، بهدف شق الجبهة الداخلية بطرابلس وما يصرح به أسامة الجويلي بأن عندهم تنسيق مع الردع، ليس بالضرورة صحيحا ويرى الكاتب، كما وأنه يوجد اقتتال بين كتيبة الشهيدة صبرية بسبب محاولة اغتيال “بشير البقرة” قائد كتيبة الرحبة ردع. فالكتيبتان تدينان بالولاء للمفتي د. الصادق الغرياني إلا أن هناك من عنده مصلحة في تفكيك الجبهة الداخلية لطرابلس لإنجاح اقتحام طرابلس من قبل قوات حفتر عن طريق أسامة الجويلي والضرب على وتر السيطرة في تاجوراء هو الأداة الفاعلة في التفكيك ولنا عبرة في النواصي وغيرها من المجموعات المسلحة بطرابلس المختفية.
الخاتمة:
فد نقرأ مما تقدم بأن ما يحصل في طرابلس والتحرك نحو غدامس الملاحظات الآتية:
الخلاصة:
سيبقى الوضع كما هو عليه إلى أن تنتهي انتخابات أمريكا، وتسريع الحل في ليبيا تحكمه معطيات تلك الفترة المقبلة، وما يحصل فيها من تقلبات ونتائج وخاصة نتائج معارك المقاومة الفلسطينية في غزة، وحلفائها، ضد الدولة الصهيونية في إسرائيل. اللهم أنصر أهل الحق، وأجعل كيد أهل الباطل في نحورهم .. وأحفظ ليبيا من كل شر.
جميع الحقوق محفوظة © 2025 عين ليبيا