كنت احاول ان اقول في جزئه الاول من تحت هذا العنوان . بانه قد يكون البديل الانتخابي . ذو جدوة عن غيره . في امكانية تخطى هذا التأزم . والشروع في تفكيك هذا الذى يعصف بالواقع الليبيى . من خلال الذهاب الى انتخابات برلمانية . يُنظّمها ويضّبطها قانون انتخابي صارم . يسمح بالمرور وفقط , الى داخل قاعة البرلمان . لذى الكفاءة والنضج , والسلوك الوطني المسؤول , المتسلّح باجتيازه مرحلة التعليم العالي . ويجب – في تقديرى – ان يُسند ويُدعم كل ذلك . بإعادة النظر في توزيع الجغرافية الليبية الى دوائر انتخابية . تَبَّتعد بمخرجاتها عن القبلية والجهويّة والمناطقية .
ولكن اعتقد . سيكون كل ما فات ذكره غير ذى جدوة . اذا لم يوازى هذا التوجّه . ويُدعمه في آنْ . مُجاهرة الهيئة الاممية . قولا وسلوكا . بانها لن تتعاطى مع تأزم الشأن الليبي . الا من خلال الواقع الموضوعي . للجغرافية الليبية . التى تضع ليبيا من مفردات جغرافية شمال غرب افريقيا . وان الجغرافى الديمغرافي الثقافي الليبي . يشدّها وبقوة الى الفضاء المغاربي المتوسطي . وهى ايضا مكوّن هام على الضفة الجنوبية بحوض المتوسط الغربى . وفى تقديرى ايضا . ومن الطبيعي . ان تذهب الهيئة الاممية . وباعتبارها الراعي المسئول . لمعالجة المعّضل الليبيى . نحو الزام كل من يتعاطى مع هذا الشأن . بعدم تخطى او تجاهل . هذا الواقع الموضوعي . الذى يُشكل وتتشكل منه الجغرافيا الليبية . لسببين أساسيين . نستطيع حصرهما . في ان استدراج الامن والاستقرار الدائم – اللازمتين لكل بناء ونهوض – الى الجغرافيا الليبية , وتعميمه على امتداد محيطها . لا يتم الا بالتعاطي الإيجابي البناء مع جمّلة المفردات السالفة الذكر . فهى من يتشكل منها المجال الحيوي الليبي . وثانيهما . ففي هذا التعاطي ايضا . بداية التأسيس والتأطير الفعّلي , للوعاء الوطني الليبي . بمفردات الجغرافيات الليبية . الذى كان غيابه –في تقديري – السبب الرئيسي . في كل ما عانته ليبيا . خلال العقود الماضية .
اما تجاهل هذا الواقع الموضوعي والقفز من فوقه . فهو لا يعدو عن كونه اعادة لإنتاج الماضي البغيض . الذى انتفض الليبيون مع بداية 2011 م . لاقتلاعه . وهو في واقع الامر . لا يزيد في شيئي عن . المحافظة على اجتثاث للجغرافيا الليبية من اقليمها الطبيعي . وجعلها جغرافية تابعة . تسّتنزف فيها مواردها الطبيعية والبشرية وكل ما تضمه وتحتويه . لتوظف في صالح وخدمة جغرافيا اخرى متّبوعة . والشواهد كثيرة . منها على سبيل المتال لا الحصر . . اولا . هذا الاستتباع هو من جعل ليبيا على مدار اربعة عقود من الزمان . رغم ارداتها البترولية الهائلة . شبه خالية من ابجدية التأسيس الفعّلي لِبُنى تحّتية . تُسهل وتيسر الحياة على الناس . وتكون متكي فعّلى . لا مكانية نهوض مأمول . وهذا الاستتباع ايضا , كان من وراء استخدام وتوّظف الموارد البشرية الليبية . في خوض حروب عدة . لخدمة تلك الجغرافية المتبوعة . ولم تكن ذات نفع على ليبيا . بل كانت ذات ضرر كبير . وكل هذا . شكّلَ واحدة من الدوافع الاساسية . التي استنّهضت الناس بليبيا مع نهاية شتاء 2011 م . ليًوقفوا ويقفوا في وجه هذا العبث . واعتقد . بان تجاهل هذا الواقع الليبي . الموضوعي والملموس . اتنا التعاطي مع الازمة الليبية . واغماض العقل والعين عنه . سيُحّرج الهيئة الاممية . لأنه وبمختصر القول لا يتوافق مع توجهاتها , ولا يخدم مراميي الهيئة في الاستقرار والسلم العالميين . وفى تقديري . لن تسمح بتجاهله . ولن تقبل بتمريره من تحت مضلتها .
ولو ذهبنا الى ابعد من ذلك . وتناولنا وتعاملنا مع الشأن الليبي . كواحدة من المفردات الاساسية . التي يتشكل منها هذا الاعصار . الذى يرمى الى اعادة تشكيل المنطقة – شرق المتوسط وشمال افريقيا – بصيغة جديدة ووجه جديد . نجد بان التعاطي مع الشأن الليبي . من على ارضية الواقع الموضوعي . الذى يتشكّل من مفرداتها . وبالسياق الذى تناولناها بها سلفا . سيصب في صالح التوجه الأممي الساعي الى تجفيف ومحاصرة منابع الارهاب . فهذا التعاطي مع الجغرافية الليبية على هذا النحو . يشدها ويعزلها بعيدا عن هذا . الذى يعصف بشرق المتوسط والشمال الأفريقي . بعد ما تبين للمتابع المهتم . بان المفردة الليبية كانت تقوم بمهمة . احد مراكز الامداد اللوجستي الهامة – مال . سلاح . تدريب – لتغّذية هذا المشروع . الذى يُخَط ويُرّسم على ارض الواقع الجغرافي . بمِداد من بارود .
وفى الخاتمة . اعود لا قول . بان هذه الاجسام وتوابعها . التى جاءت مُتنافرة بعد مخاض عسير بمؤتمر الصخيرات . وتسعى كل الجهود في وقتنا هذا . للموائمة بينها . وتتعامل معها . كمكّمن للداء بالجسم الليبي . ما هى في واقع الامر . الا عارض من اعراض الداء . وليس الداء نفسه . وتجاهل هذه الحقيقة . سيكون له مردود غير حسن . لأنه سيجدّر بل ويسرّمد المعاناة . داخل الجغرافية الليبية . ومحيطها الجغرافى . وحوض المتوسط . والجنوب الاوربى
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً