لكل شعب خصوصيته وشعوب المنطقة العربية في مجملها مجتمعات بدائية كل ما تطمح اليه هو العيش بأمان وعزة وكرامة مع شيء من الحرية. لقد وضعنا الغرب والسائرون في فلكه في مثلث أخطر من مثلث برمودا إنه مثلث الفقر، الامية او لنقل الجهل بما يحيط بنا والتعصب الديني او القبلي.
لقد رفعت الجماهير شعار الديمقراطية بديلا عن الاستبداد الذي استمر لعقود لكن تحقيق ذلك الشعار يبدو انه صعب التحقيق بفعل تنامي التعصب الطائفي في معظم البلدان بمعنى ان التحرر من عبودية الفرد توقعنا في فخ الطائفية السياسية (الاقطاع السياسي) ولنا في لبنان اسوة حسنة، هذا الجزء من العالم العربي الذي اقتطعته فرنسا من سوريا الكبرى بحجة ان تلك البقعة تحوي مجموعات عرقية واثنيه متعددة، أرادوا ان يجعلوه (هونغ كونغ) شرق اوسطية، فهي اول دولة عربية تتمتع بالديمقراطية او لنقل انها واحة الديمقراطية لكنها في الجانب الاخر وكر الفساد ولا يستطيع احدا ان يفعل شيئا فالولاء للطائفة اولى من الولاء للوطن لأن الطائفة تحميه ولا نستطيع ان نطلق عليها دولة فهي دولة اكثر علمانية من أي دولة وقانون الاحوال الشخصية يتم التلاعب به من خلال ابرام العقود في قبرص المجاورة ومن ثم يتم تسجيله وكأنما طرفي العقد ليسا لبنانيان على من يضحكون؟ لقد استردت الصين السيطرة على هونغ كونغ بعد قرن من التيه فهل تستطيع سوريا والوطنيون اللبنانيون ان يسترجعوا البلد الى الام سوريا الكبرى.
ان الحرية غاية والوصول اليها ليس سهلا بل عبر طريق وعرة محفوفة بالمخاطر ومهمة التغيير عسيرة وهنا يجب اعادة صياغة العقد الاجتماعي بعد الثورات بما يساعد على درأ الفتن وبناء دول عصرية حديثة وذلك بإنشاء المؤسسات الضامنة لمشاركة كافة شرائح المجتمع وتحديد العلاقة بين الافراد والمؤسسات بما يضمن الحصول على الحقوق وأداء الواجبات على أحسن وجه. مع مراعاة عدم الانجرار وراء التعصب القبلي او الطائفي او الفكري (الايديولوجي) الذي قد يقود البلاد الى العنف.
ان ما حدث ويحدث على الساحة العربية لم يتبين ما إذا كان ثورة او انقلابا (والأيام القادمة ستثبت ذلك)، لا أحد بالتأكيد يتمنى بقاء الظلم ولكن المواطن العادي يسال نفسه من الذي استفاد مما حدث، والجواب: الغرب هم الذين استفادوا من هذه الثورات واظهر ان العرب حكاما ومحكومين لا يحسنون الحكم فكل دولة كان بها حاكم ديكتاتور اصبحت اليوم تحوي عددا كبيرا من الطواغيت وآلاف الفاسدين وهدر كميات كبيرة من الاموال دونما حسيب او رقيب. بحجة انها ثورة شعبية وان الامور ستستقيم عاجلا ام آجلا فقط شيء من الصبر. نخلص الى القول بان كل ثورة (يركبها) كل من هب ودب لتحقيق مصالحه او لتخوين غيره ليست ثورة بل اعصار سياسي وانقلاب جماهيري مختل ومحتل فكريا.
ولكن التاريخ اثبت أن مسار التحرر كثيراً ما يؤدي إلى نتائج مناقضة للغايات التي بدأت الثورات من أجلها. ولعل أعتى الديكتاتوريات انبثقت من حركات شعبية كانت قد دفعت ضريبة الدم من أجل الحرية، فهل سيتم الاخذ بمبدأ تداول السلطات (التشريعية والتنفيذية) لفترات محدودة ام سيكون هناك اقطاع سياسي فيبقى النائب مدى الحياة بل يورّثها لأبنائه من بعده ولا تبنى مؤسسات الدولة التي من شانها وضع اسس لخدمة الجماهير. ام ان حياتنا ستبقى بلا ملامح فكل ليلة هي نهاية يوم مثل سابقه وكل صباح بداية رحلة كالأسد وعندما ينقضي اليوم فثمة سؤال واحد في تفكير كل فرد، هل يمكن امرارنا (القطيع) عبر الممر الذي يريدون!!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً