المعارضة السورية تعلن عن مقتل 260 بقصف أحياء سكنية، عشية تصويت أممي ومشاورات لاسترضاء روسيا لتمرير القرار.
بيروت – اعلن المجلس الوطني السوري السبت ان قصف الجيش السوري لمدينة حمص ليل الجمعة السبت ادى الى سقوط 260 قتيلا ومئات الجرحى، داعيا روسيا الى ادانة نظام الرئيس بشار الاسد.
وتأتي هذه التطورات بينما يفترض ان تصوت الدول الـ15 الاعضاء في مجلس الامن الدولي اليوم السبت على مشروع قرار يدين القمع في سوريا لكنه يتضمن تنازلات كبيرة لروسيا حليفة دمشق.
وقال المجلس في بيان ان “النظام السوري ارتكب واحدة من ابشع جرائمه منذ بداية ثورة الكرامة وقام بقصف عشوائي على الاحياء المدنية في حمص (…) راح ضحيته ما يزيد عن 260 شهيدا ومئات الجرحى”.
ودعا المجلس الذي يضم الجزء الاكبر من المعارضة السورية “العالم الى الخروج عن صمته المخجل والتحرك من اجل ايقاف نزيف الدم السوري الذي بات من المستحيل تحمله أكثر من ذلك”.
وطالب روسيا خصوصا التي تمنع تبني قرار ضد سوريا في مجلس الامن الدولي الى “الابتعاد عن موقفها المتعنت والمخزي امام مجازر النظام وادانته النظام بشكل واضح وتحمل مسؤولياتها لايقاف المذابح في سوريا والانتقال بشعبها نحو نظام ديموقراطي يضمن الحرية والكرامة”.
وجاء موقف المجلس بينما تحدثت انباء عن اقتحام الجيش السوري لمدينة حمص (وسط) وقصفها ليل الجمعة السبت.
ونفى التلفزيون السوري الرسمي السبت ان يكون الجيش السوري قصف مدينة حمص او دخلها، معتبرا ان بث مثل هذه الانباء يندرج في اطار تصعيد “للتأثير على مواقف بعض الدول في مجلس الامن الدولي”.
ولم يتمكن مجلس الامن من تبني اي قرار ضد سوريا بعد عشرة اشهر من اعمال العنف التي اسفرت عن سقوط ستة آلاف قتيل على الاقل حسب ناشطين.
ومنع استخدام روسيا والصين لحق النقض (الفيتو) اقرار نص في تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
واكد دبلوماسي ان نتائج الاجتماع الذي سيبدأ في الساعة العاشرة بتوقيت نيويورك (15:00 تغ) ليست اكيدة.
وقال ان “كل طرف يجب ان يتحمل مسؤولياته وسنرى ما اذا كانت روسيا ستستخدم الفيتو بعد سقوط اكثر من مئتي قتيل في حمص”.
وستصوت الدول الـ15 على نص تمت صياغته الخميس و”يدعم بالكامل” القرارات التي اتخذتها الجامعة العربية في كانون الثاني/يناير من اجل عملية انتقالية الى الديموقراطية في سوريا.
لكن طرق تحقيق ذلك وخصوصا نقل السلطات من الرئيس السوري بشار الاسد الى نائبه تركت جانبا لتجنب اثارة غضب موسكو.
ومن التنازلات الاخرى التي قدمت لروسيا، ان النص لا يشير الى العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الجامعة العربية على سوريا في تشرين الثاني/نوفمبر ولا بيع اسلحة روسية الى دمشق.
واخيرا يؤكد مجلس الامن في النص انه يريد “تسوية الازمة السياسية الحالية في سوريا بشكل سلمي” لازالة اي تشابه مع القضية الليبية.
ويدين المجلس في النص “العنف ايا كان مصدره (…) ويطالب ان تكف كل الاطراف في سوريا بما فيها المجموعات المسلحة (التابعة للمعارضة) عن اي اعمال عنف او اعمال انتقامية فورا”.
ويؤكد مشروع القرار ان مجلس الامن سيقيم الوضع من جديد خلال ثلاثة اسابيع “وفي حال عدم احترام” القرار “سيفكر باجراءات اخرى” لم تحدد.
وقال دبلوماسيون ان روسيا لم تعلن نواياها بشكل واضح اي ما اذا كانت ستتبنى النص او تستخدم الفيتو لمنع تبنيه او تمتنع عن التصويت.
واوضحوا انها لم تطلب تعديلات على النص الذي نشر مساء الخميس.
وقبل ساعات من دعوة المجلس الى الاجتماع، طالب مسؤول روسي كبير بتنازلات اضافية.
لكن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تحدثت بعد ذلك الى نظيرها الروسي سيرغي لافروف بينما استمرت المشاورات بين السفراء في نيويورك.
كما يتوقع ان تعقد كلينتون ولافروف اجتماعا السبت قبل التصويت.
اترك تعليقاً