قام رئيس مجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله ، رفقة أعضاء مجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط، ورؤساء شركات القطاع والمعاهد، والمدراء العموم ومدراء الإدارات بالمؤسسة، بزيارة ميدانية لمقر ومواقع شركة “سرت” لإنتاج وتصنيع النفط والغاز بمرسى البريقة، اليوم السبت.
وأفادت مؤسسة النفط في منشور عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك، بأن الزيارة تأتي في إطار حرص المؤسسة الوطنية للنفط على المتابعة الدورية لأعمال ونشاطات الشركات التابعة لها.
وكان في استقبال الوفد رئيس وأعضاء مجلس الإدارة بشركة “سرت” لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، والمدراء العموم ومدراء الإدارت والمستشارين، كما كان في استقبالهم عميد بلدية البريقة ورئيس مجلس الحكماء والأعيان بمدينة البريقة والمناطق المجاورة لها.
وفي مستهّل الزيارة قام صنع الله والوفد المرافق له بجولة تفقّدية للمصفاة والوحدات الصناعية التابعة للشركة، والتي التقى خلالها بالعديد من مستخدمي الشركة.
وقال صنع الله في كلمة ألقاها أثناء لقائه بالمستخدمين : “أنا سعيد وفخور جداً بأن أكون موجود هنا اليوم في هذا الصرح العظيم ونحن اليوم نسطّر التاريخ كون هذه المصفاة هي الأولى التي أُنشِئت في ليبيا، والجميع يعلم انه بفضل خبرات هذه الشركة والذين عملوا بها، هم أصحاب الفضل في إنشاء المصافي الموجودة في ليبيا، كمصفاة الزاوية ورأس لانوف، وغيرها، وكانوا اللبِنة الأولى في مجال التكرير في قطاع النفط كما كانت شركة سرت هي الأولى في إنتاج وتصدير النفط الليبي منذ سنة 1961، وبعدها بخمس سنوات تم إنشاء هذه المصفاة العريقة والتي هي نقطة الانطلاقة وأساس بداية قطاع التصنيع والتكرير بالدولة الليبية، والتي لا زالت تعمل حتى يومنا هذا بفضل مستخدمي الشركة الأكفاء والمخلصين، الذين أثبتوا ولاءهم لقطاع النفط ولوطنهم، ولازالت هذه المصفاة إلى يومنا هذا تُخرّج الفنيين ذوي المهارات العالية في مجال التكرير، وهي مهمة جداً لهذه المنطقة، فهي توفر المحروقات لها وللمناطق المجاورة، وتحتاج إلى الاهتمام والقيام بالعمرات وأعمال الصيانة اللازمة لإطالة عمرها وفترة عملها لأهميتها لهذه المنطقة، ويجب المحافظة عليها، فهي تُمثل رمز صناعة التكرير في ليبيا، ونحن كمجلس إدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط، سنقدّم كل الدعم الممكن لهذه الشركة الوطنية بامتياز، بالرغم من شح الميزانيات المالية المطلوبة لتسيير أعمال القطاع، ونعلم جميعاً الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع النفط بصفة خاصة، والدولة الليبية بصفة عامة، وعلينا جميعاً في هذه المرحلة بأن نتحلى بالصبر وروح التفاؤل والأمل، فباستقرار قطاع النفط والحفاظ على وحدته، ستستقر وتبقى ليبيا واحدة موحدة بإذن الله”.
وتلى ذلك اجتماع رئيس وأعضاء مجلس الإدارة بالمؤسسة برؤساء الشركات والمعاهد التابعة، واستهل صنع الله كلمته بتأكيده: “يجب أن لا نلتفت إلى الماضي وما خلفته الإغلاقات بل ننظر إلى المستقبل بعين التفاؤل وآن الأوان إلى جلب الاستثمار الأجنبي في مشاريع زيادة القدرة الإنتاجية”.
كما تم مناقشة كل التحديات والصعوبات التي يواجهها القطاع، والتي أبرزها حاجة المؤسسة الوطنية للنفط الماسة للميزانيات لحماية شركاتها الخدمية من الانهيار بسبب عدم تسييل الميزانيات المطلوبة لسداد المرتبات والديون المستحقة وتوفير الخدمات التموينية و النقل وغيرها، كما تم مناقشة الآثار السلبية الناجمة عن عدم تسييل الميزانيات من تأخر مرتبات الشركة الخدمية وتوقف برامج التأمين الطبي والتدريب لكل الشركات والمعاهد التابعة للمؤسسة، وأيضاً القيام بأعمال الصيانة اللازمة، وإجراء العمرات الضرورية للمصافي، وإنجاز المشاريع المتوقفة.
وفي هذا الصدد، أشارت مؤسسة النفط إلى أنه تم لإنجاز العديد من دراسات الهندسة التفصيلية للمشاريع ولزيادة القدرة الإنتاجية.
وأضافت المؤسسة: “وأضحت عملية التمويل ضرورة قصوى لانتهاج طريقة (المسار السريع) البعيد عن التعقيدات البيروقراطية لأننا نعتبر تعطيل هذه المشروعات هو فرص بيعية ضائعة فعلى سبيل المثال بالإمكان مضاعفة إنتاج شركة الواحة من 300 ألف برميل إلى 600 ألف برميل في زمن قياسي الأمر الذي سيدر على الدولة مليارات وبما يدعم الاقتصاد الوطني ويوفر الحياة الكريمة لجميع الليبيين والأجيال القادمة”.
واجتمع بعد ذلك رئيس وأعضاء مجلس الإدارة بالمؤسسة الوطنية للنفط برئيس وأعضاء مجلس الإدارة بشركة “سرت” لإنتاج وتصنيع النفط والغاز، وذلك بالمقر الرئيسي للشركة بمرسى البريقة، وقد أثنى رئيس مجلس الإدارة على جهود الشركة و تمكنها من تنفيذ عدة مشاريع ساهمت في زيادة قدرة الشركة الإنتاجية من 55 ألف برميل إلى ما يزيد عن 81 ألف برميل من النفط يوميا ومن المتوقع الوصول إلى 100 ألف برميا قبل نهاية العام الحالي وإلى 130 برميل العام القادم، وزيادة إنتاج الغاز من حقل الرشاد بحوالي 40 مليون قدم مكعب بداية العام القادم مما سيساهم في استقرار إنتاج الكهرباء و سيتم وضع حقل LPD 3 على الإنتاج بداية العام القادم إذا ما توفرت الميزانيات المطلوبة.
وتم أيضاً خلال هذا الاجتماع التطرق لجميع أنشطة الشركة المختلفة، والمختنقات المالية التي تُعاني منها الشركة، وكيفية حلحلتها.
واستكمالاً للاجتماعات المبرمجة ضمن هذه الزيارة، اجتمع مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط بلجنة إدارة شركة البريقة لتسويق النفط، حيث ناقش الحضور سير عملياتها، في توفير المحروقات بمختلف ربوع ليبيا، والتحديات التي تواجهها، وخططها المستقبلية لتحسين خدماتها ولضمان إيصال المحروقات ومشتقاتها لكل المناطق ودون استثناء، مع التأكيد على توفر الوقود ومناشدة كل الجهات الأمنية في ليبيا لتأمين الطرقات حتى يتم إيصال الوقود إلى كل مستحقيه في البلاد.
كما تم عقد اجتماع مع عميد بلدية البريقة ناصر عطية وفرج بو وازنة رئيس مجلس الحكماء بالبريقة.
وأكد رئيس مجلس الإدارة على حرص المؤسسة الوطنية للنفط على تقديم الخدمات الضرورية لمنطقة البريقة وما جاورها في إطار المسؤولية الاجتماعية وسياسة الجار الطيب ومؤكدا أن استقرار هذه المنطقة أمر حيوي وأولوية قصوى للمؤسسة لإجل توفير البيئة المناسبة للرفع من القدرة الإنتاجية والمحافظة على المتاح منها.
وفي ختام الزيارة عقد مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط اجتماعه العادي الدوري رقم 16 لعام 2020 لمناقشة المواضيع المحالة من الشركات والإدارات التابعة للمؤسسة لمناقشتها وإصدار التوجيه اللازم بشأنها.
وفي وقت سابق، أعلن رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله، بلوغ إنتاج ليبيا 800 ألف برميل، وتوقع أن يبلغ مليونا في الشهر المقبل.
وقال في تصريحات له، إن المؤسسة تستهدف بلوغ 1.3 مليون في بداية العام المقبل و1.6 مليون في نهايته إذا تحصلت على الموارد اللازمة من وزارة المالية.
اترك تعليقاً