بسم الله الرحم الرحيم
يقول الله فى كتابه العزيز (سورة الأنعام)
﴿كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ﴾
الحمد لله الذى جعل الحق يعلوا ولا يُعلى عليه ، والحمد لله الذى جعل فى أمته من يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، والحمد لله الذى جعل فى كل أمة من يتصدّون للظلم ويواجهون الطُغاة علناً وفى عقر دارهم ، والحمد لله الذى منح القوة لأناس يُحبهم لا يخافون فيه لومة لائم ، والحمد لله الذى بيده كل شئ العلى القدير رافع السموات من غير عمد ، والحمد لله الذى وضع الحياة والموت بيده، والحمد لله الذى يرزق من يشاء بغير حساب ، والحمد لله الذى يعلم خائنة الأعين وما تُخفى الصدور ولولا كل ذلك لتحول البشر إلى طغاة ينهشون بعضهم البعض.
إننى أستغرب من البعض وهم يتشدقون بقول (أهداف ثورة فبراير) وأندهش من أين أتوا بهذه العبارة ونحن شهود على أيامها الأولى بل ساعاتها وحتى لحظاتها ، تظاهرة فبراير لم يُخطط لها أحد وليس لأحد الفضل فى تفجيرها فهى بدأت بتظاهرة سليمة ترفع شعارات رفع الظلم والمطالبة بالحياة الكريمه والإصلاح ورد المظالم هكذا كانت إرهاصاتها الأولى وحسب مُطالبات من بالخارج من التكنوقراك وما يسمى المعارضة وكما جاء فى بيانهم المؤرخ فى 11/2/2011م وما هى إلا ساعات حتى توسّعت الدائرة وبدأ ظهور لافتات أخرى من الثوار والوطنيين وسجناء الرأى ومن ظلموا بالداخل تُطالب بإسقاط النظام الأمر الذى جعل من الأجهزة الأمنيه ترد على المتظاهرين بالعنف وإطلاق الرصاص الحى فى بنغازى والبيضاء وشحات ودرنه وطبرق ومن هنا تحولت التظاهرة من سلمية إلى تظاهرة سال فيها الدم وزُهقت فيها الأرواح فتحولت إلى إنتفاضة مُسلّحة سقط فيها الكثير من أبناء المنطقة الشرقية التى ذكرتها وما هى إلا 72 ساعة حتى تدخلت القدرة الإلهية وجعلت منها ثورة عارمة تُطالب برأس النظام وأتباعه وذلك بعد السيطرة على المعسكرات ومقار الأجهزة الأمنية وهروب كل من كان فيها من ضباط وجنود فكانت الفرصة الثمينة للثوار من الإستيلاء على السلاح الثقيل والخفيف مما أدى إلى تفاعل أهالى المنطقة الغربية وخصوصاً الزنتان والزاوية ومصراته لتصبح التظاهرة السلمية ثورة شعبية مُسلحة بما تعنيه الكلمة.
ما أود قوله أن التظاهرة السلمية تحولت إلى ثورة شعب عارمة ولا يمكن لأحد أى كان أو مجموعة أو حزب خفى أو شلة من أصحاب المصالح أن يقول أننى خطت للثورة أو يقولون نحن من خطط لها أو كنا السبب في إنطلاقتها ، فهم أفاقون ولا مصداقية لديهم . وهنا لزاماً على ّ أن أشير إلى كل من تواجد داخل الوطن منذ إنطلاق التظاهرة فى 16/2/2011م وتفاعل معها من أجل حرية الوطن بأن يُمكنه أن يرفع صوته إلى السماء حتى ولو لم يتواجد فى الساحات العامة أو لم يحمل سلاحاً ولكنه كان متواجداً داخل الوطن بإرادته علماً بأن الأمر كان مُتاحاً لكل جبان متخاذل كان ينوى الهروب ، وللأسف كان هناك البعض ممن يتواجدون على حدود الوطن يقيمون فى الفنادق خمسة نجوم والشاليهات والمصائف على كورنيش مطروح وغيرها يسترقون السمع ويُتابعون الفضائيات لكى يقررون إما الدخول والمشاركة أو الإنتظار وكما يقول المثل (ياكلوا ويقيّسوا) ومنهم من يرفع شعار المثل الشعبى (إللى أتخطاك خير من إللى أتصيدك) وكل ساعه أبفرجها !! وهم من ترون البعض منهم اليوم فى المؤتمر الوطنى وحكومة بنى زيدان يخططون للشعب الليبى كيف يصنع مستقبله وكيف توزع السلطة والثروة . وهنا راودتنى غناوة علم تقول (مالك مبادئ فيه *** العدل يا مؤتمر راك تجهله).
أقول … لقد كان الشرفاء يتحركون من تلقاء أنفسهم فالثورة ثورة شعب ولا تنتظر أمراً من أحد فقد كنا من خلال أول جمعية يتم إعتمادها فى المنطقة الشرقية بإسم جمعية عمر المختار من قبل المجلس الإنتقالى .. حيث كان العديد من الوطنين يواصلون الليل بالنهار من أجل تنظيم الكثير من الأمور لصالح الثورة، وهنا علمنا أن أحد أتباع النظام والذى كان مسؤولاً كبيراً فى مدينة بنغازى يحاول تأليب قبائل الصحراء الغربية فى مصر محاولاُ إثارة مواقف تاريخيه أكل عليها الدهر وشرب ، فقبائل أولاد على ينحدرون من أصول ليبيه عريقة ولهذا تحركنا بسرعة حيث كان نداؤنا وتحذيرنا له من إذاعة ليبيا الحرة بمدينة البيضاء والتى كانت تُسمع فى ليبيا وخارجها حيث طالبناه بالإبتعاد عن مدينة مطروح أو تحمل مسؤولية ذلك حيث كان (كارساً) أى مختبئاً فى أحد الفنادق يحمل معه الملايين لشراء الذمم ولكن هيهات له أن يخترق تلك القبائل الأصيلة التى رفضت ذلك بل وقدمت المساعدات والدعم اللوجستى اللامحدود لإخوانها فى الوطن .
أيها السادة .. ما يؤسفنى هو من كانوا على حدود الوطن ترتعد فرائصهم من الخوف أصبحوا اليوم فى مقدمة الصفوف بينما من كانوا مُعرّضين للخطر فى حالة لا قدر الله عدم نجاح الثورة فماذا يكون مصيرهم ؟؟ !! أما من فى الخارج فقد يضمنون حياتهم وحياة عائلاتهم !! … سألت ذات مرة فى الأيام الأولى للثورة الشيخ مصطفى عبدالجليل لو أن نظام القذافى قد لا يمكن إسقاطه وربما يُدعم من الغرب أو من أى جهة كانت .. فرد علىّ بقوله جهزوا أرواحهم وكل من وقف مع الإنتفاضة أو تفاعل معها ، والله ما يقعد منكم واحد (إعدام فى الميادين ألا تعرفون كيف يفكر هذا النظام) وفعلاً تأكدنا فى تلك الأيام أن قوائم من ظهروا على الشاشة أو ذُكرت أسمائهم فهناك من يقوم بإحالتها أول بأول وتباعاً إلى الأجهزة الأمنيه وخصوصاً على الحدود الليبية التونسية أما الحدود المصرية فقد كانت تحت سيطرة الثوار.
لا أود الخوض كثيراً فى هذا الشأن ، ولكننى أقول أن فى الساعات والأيام والأشهر الأولى حتى التحرير لم نشاهد لافتات ما يُسمون أنفسهم اليوم بالكيانات أو الأحزاب وخصوصاً من يُطلق عليهم (الإخونجيا) بل لم نسمع عن أتباع هذه الكيانات التى خرجت علينا دون سابق إنذار بأنهم قاتلوا على الجبهات وشاركوا مع الليبيين بل كانت عائلاتهم أمنة مطمئنة فى دول يحملون جنسياتها وهم نشاهدهم بين وقت وآخر تتم إستضافتهم على الفضائيات ببدل وكرفتات وميكياجات لا تشعر بأنهم مواطنون ليبيون إلا من خلال لهجتهم ، وهذا بفضل الدعم من بعض الدول عربية أوغربية وقد إستشعرنا منذ تلك الأيام بأن ورائهم أمور تُدار فى الخفاء حتى إتضحت الرؤية وقفزوا على الكراسى وتغلغلوا بين المواطنيين البسطاء وإستمالوا الكثير منهم يستخدمون الدين كوسيلة للهيمنة على الليبيين البسطاء وفى النهاية نهبوا حق الثوار فى المشاركة الحقيقية فى الإطاحة بالنظام وهى مسألة أخلاقية لا يقدم عليها إلا الإنتهازيون والبرجماتيون وأصحاب صحة الوجه كما يقال..ومن على شاكلتهم.
إستميحكم عذراً فقد إبتعدت عن الموضوع الذى أردت الكتابة عنه .. لأقول لكم وبكل صراحة وشفافية أن ليبيا أختطفت مرة أخرى مع سابق الإصرار والترصد ، ولكن كطائرة متهالكة وكأنها من خطوط طيران إحدى دول أوروبا الشرقية فى زمان مضى ففى مقدمة الطائرة يجلس من كان سفيرنا فى الهند وهنا الكثير مما يقال عنه وهو محسوب على المنطقة الشرقية وعلى يمينه محامى لا يشق له غبار فى خدمة الأسياد كان مقرباً من أبناء النظام ومحسوب على المنطقة الغربية ومدعوم من مدينة تكاد أن تصبح دولة فى دولة !! وآخر على يساره محسوب على المنطقة الجنوبيه والكثير يقال !! … أليس هذا توزيعاً عادلاً ؟؟!! فبغض النظر عن سيرتهم الذاتيه وقربهم من النظام فى السابق إلا أنهم لا زالوا يُحلقون بالطائرة بأجنحة منتهية الصلاحية (إخونجيا وتحالف) أما الكيانات القزمية التى ترفع شعار (أمعاكم أمعاكم عليكم عليكم) أحياناً نشاهدها تحت جناح الإخونجيا وأحياناً أخرى تحت جناح تحالف القوى العامله !! عفواً الوطنية ، المهم مهمتهم الرئيسية يبحثون عن من هو (الغالب) وهناك البعض الذين ضحكوا علينا ورفعوا شعار المستقلين فهولاء لم يعد لهم مكان فقد ذابوا كما يذوب الملح فى الماء وإندثروا ولم يعد يذكرهم أحد ولكن التاريخ لن ينسى فعلتهم المُشينة والمُخزية وخيانتهم للأمانة وعهدهم للشعب الليبى حيث سلّموا أنفسهم طواعية لهذا الكيان أو ذاك والتاريخ كفيل بهم ، أقولها فى ألم وحسرة لأننى أعرف البعض أو كنت أعرف وتربطنى صداقة مع بعضهم فمنهم من أكدوا للجميع عندما نجحوا فى الإنتخابات فى مناطقهم وخصوصاً بنغازى والبيضاء ومصراته بأنهم لن يخذلوا الشعب وسيبذلون قصارى جهدهم فى خدمة الوطن ولكن العوض على ألله بيده ، ففى هذه الأيام أحاول جاهداً الإتصال بهم دون جدوى لعلى أسقط فى آذانهم ما كانوا يرددونه عن الوطن والوطنية فهواتفهم أصبحت خارج نطاق التغطية أو صامته كما هم أصبحوا خارج نطاق الإنتماء الوطنى.
أما حكومة بنى زيدان !! فهى تجلس فى مؤخرة الطائرة حيث الأبواب الخلفية التى لم تعد صالحة ميكانيكياً ولا كهربائياً فهى رُبما تُفتح فى أى وقت لتقذف بوزير أو وكيل وزارة أو سفير (متشعبط) خلف الطائرة لأن رُبان الطائرة ومساعديه بدأوا يعيدون حساباتهم ويعترفون من وقت لآخر بأخطائهم وحكومة بنى زيدان تحاول جاهدة الإستفراد بقراراتها وتُلوح بذلك رافضة تدخل ركاب الطائرة المئاتين فى صلاحياتها أو رفض قراراتها خوفاً من سقوطها المفاجئ الذى سيعيد ليبيا وشعبها إلى المربع الأول وكأنك يا بوزيد ما غزيت.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
سلمت اخى فتح الله … لقد بانت الصورة الان فى ليبيا …. فى الخارج يخططون ( امريكا , قطر , فرنسا, ايطاليا ) و فى الداخل ينفدون ( الاخوان المفلسين , جبهة الخراب ) و الاممعات و التوافه ( المستقلون ) ينجرون و يهرولون وراءهم … و بقية الشعب ( الراقد , الدايخ ) يتفرجون …… و النتيجة ضاعت الثورة و على قولتك اخى كأنك يا بو زيد ما غزيت……لكى الله يا ليبيا و لكم الله يا ليبيين