ليبيا والسودان يسعيان لفتح «صفحة جديدة»

1414537053711573900خالد محمود – الشرق الأوسط

في زيارته الأولى إلى العاصمة السودانية الخرطوم، سعى رئيس الوزراء الليبي إلى حلحلة المسائل العالقة مع السلطة السودانية وفتح صفحة جديدة في العلاقة بين طرابلس والخرطوم، وعلمت «الشرق الأوسط» أن السودان طلب رسميا من السلطات الليبية تسلميه 4 سودانيين اعتقلهم الجيش الليبي أخيرا في مدينة بنغازي بشرق ليبيا، خلال المعارك التي يخوضها ضد الجماعات الإرهابية هناك.

وقال مصدر رفيع المستوى في الحكومة الليبية لـ«الشرق الأوسط» إن الطلب السوداني تم تقديمه رسميا خلال اللقاء الذي عقده أمس الرئيس السوداني عمر البشير مع عبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا الذي ينهي اليوم زيارة عمل رسمية لمدة 3 أيام إلى العاصمة السودانية الخرطوم.

وقال المصدر الذي طلب عدم تعريفه: «السلطات السودانية طالبتنا بتسليم 4 سودانيين قبضت عليهم قوات الجيش في بنغازي وهم يقاتلون مع تنظيم (أنصار الشريعة المتطرف)»، لكنه امتنع عن تأكيد ما إذا كانت السلطات الليبية ستقوم بالفعل بالاستجابة للطلب السوداني أم لا. وتابع أن «الاستجابة ستكون على شكل ضغط على السودان للابتعاد عن تمويل الجماعات المتطرفة»، لافتا إلى أن السلطات الليبية تعتزم الضغط بكل الوسائل الممكنة على الخرطوم في هذا الاتجاه.

وأضاف المصدر أن «الثني ذكر السودان بأن العلاقات الاقتصادية الممتازة مع ليبيا وغيرها من دول الجوار الجغرافي أمر يفيد السودان، وأن السودان يمكنه الاعتماد على ليبيا من الناحية الاقتصادية لأن موقعها ثابت لا يمكن تغييره، وليس كعلاقاتها مع دول بعيدة مثل قطر يمكن أن تتركه لوحده في أي لحظة».

واعتبر المسؤول الليبي أن «شعور الثني بأهمية العلاقات مع السودان جعله يعالجها بحكمة لفتح صفحة جديدة من احترام السودان للسيادة الليبية والتعاون المشترك، وعدم الانجرار وراء سياسات الإخوان المسلمين التي تضر السودان أكثر مما تضر ليبيا».

وعلى صعيد ذي صلة، قال مسؤولون في الجيش الليبي لـ«الشرق الأوسط» إن كثيرين من حملة الجنسيات العربية والأجنبية يقتلون ضمن صفوف الجماعات المتطرفة المناوئة للجيش في عدة مدن ليبية، أبرزها بنغازي ودرنة، التي تعتبر المعقل الرئيسي للجماعات الإرهابية في ليبيا.

وأكد أعضاء من مجلس النواب الليبي زاروا مدينة بنغازي أول من أمس أن منطقة بنينة والمطار أصبحت منطقة آمنة بالكامل بعد أن تم تطهيرها من الجماعات المسلحة الخارجة عن الشرعية، وأن الجيش الوطني بالتعاون مع الأهالي وشباب بنغازي يقوم حاليا بتطهير بعض أحياء المدينة من آخر جيوب الخارجين عن الشرعية.

من جهته، قال مصدر مرافق للثني إن وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبد الرحيم حسين أكد رسميا للثني أن السودان ﻻ يمكن أن يتعامل مع أي جهة غير شرعية في ليبيا أو يتدخل في شؤون ليبيا الداخلية، مشيرا إلى أن السودان أكد على دعم الحكومة الليبية المنبثقة عن مجلس النواب، وأن السودان سيعمل على مساندة ودعم الاستقرار في ليبيا ورعاية الحوار بين الأطراف الليبية المختلفة.

ونقل المصدر عن المسؤول السوداني قوله إن «أمن ليبيا واستقرارها هو أمن السودان».

وكان الرئيس السوداني عمر البشير قد التقى الثني أمس ببيت الضيافة بالخرطوم، حيث أجريا، وفقا لوكالة الأنباء السودانية الرسمية، مباحثات ثنائية تناولت المصالح والقضايا ذات الاهتمام المشترك التي تصب في صالح تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيز التعاون بما يحقق مصالح الشعبين بجانب الاتفاقات العسكرية الموقعة بين البلدين.

إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريحات صحافية عقب المباحثات عن تبني السودان خطة واضحة ومحورية من دول الجوار لحل الأزمة في ليبيا أمن عليها الطرفان وأنه سيتم طرحها في إطار أوسع، معتبرا أنه تم إنجاز توافق وسط دول الجوار الليبي يقوم على أن المنهج المطلوب اتباعه هو منهج المصالحة والجمع بين الأطراف الليبية المختلفة.

وأكد كرتي أن المباحثات تعمقت في الموضوعات المطروحة بين البلدين، موضحا أن ما وصفها بالمعلومات المغلوطة التي كانت تدور في الوسط الإعلامي بأن السودان له موقف من الحكومة الليبية، قد أجمع الجانبان على عدم صحتها.

في المقابل، أعرب وزير الخارجية الليبي محمد الدايري عن تقدير الحكومة الليبية للسودان حكومة وشعبا لدعمه ليبيا في حرب التحرير عام 2011، وتوقع أن يتعاظم دور السودان في الأيام المقبلة في إطار دول الجوار الليبي.

وأوضح الدايري أن زيارة الثني جاءت تلبية لدعوة من البشير، وقال إن «ليبيا تتطلع إلى آفاق جديدة في علاقة وطيدة بين الشعبين والحكومتين السودانية والليبية، خاصة أن الخرطوم تستضيف اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي المقبل لبحث الأزمة الليبية».

وأضاف أن ليبيا تسعى إلى تطوير علاقاتها الاستثمارية مع السودان، وعلاقات التعاون العسكري مع السودان وعدد من الدول العربية لبناء جيش وطني موحد يحمي المصالح الاستراتيجية والقومية العليا لدولة ليبيا.

يشار إلى أن الثني والوفد المرافق له قد وصلوا إلى العاصمة السودانية الخرطوم أول من أمس في زيارة رسمية، تلبية لدعوة من البشير الذي كان على رأس مستقبليه بمطار الخرطوم الدولي.

اقترح تصحيحاً

اترك تعليقاً