لا يتفوق على الازمة الليبية الا عدد المبادرات التي تطرح لحلها …بتنا حقل تجارب للأسف …المبادرة الاماراتية والمساندة الروسية لها تأتي بعد مبادرة دول الجوار العربي وكأن هذه المبادرة الاماراتية هي محاولة لإجهاض تلك الجهود او تكملتها؟ بالرغم من وجود مصر في مبادرة دول الجوار وايضا هي حليف رئيسي للإمارات.
بعد الصخيرات والحمامات وما اتفق عليه الجيران الجزائريين والمصريين صحبة التونسيين بضرورة ايجاد حل للمشكل الليبي.. دخلت الامارات بموافقة روسية هذه المرة على الخط في محاولة للجمع بين حفتر والسراج وعقيلة ولعل زيارة السراج المرتقبة لروسيا تذهب في هذا الاتجاه.
الروس يريدون الدخول للازمة الليبية بطريقة مغايرة لتلك التي كانت في سوريا وهذا التدخل ربما يأتي مدفوعا بالشعور بالذنب على تلك الموافقة التي حدثت في مجلس الامن وكيف خدعها الغرب في 2011 ولكنه ايضا يأتي على وقع الخبرة التي اكتسبتها روسيا من خلال الملف السوري.. الروس سيكون دورهم توفيقي تقريبي بين الافرقاء ولن يكون عسكريا كما يتوهم البعض.. ويرسخ هذا الاتجاه وضع ليبيا الحساس بالنسبة لجيرانها الاوروبيين.. فالأوروبيون متضررون من استفحال الازمة في ليبيا وهدوء الاوضاع واستقرارها يصب في مصلحتهم وروسيا تدرك ذلك وتدرك ايضا ان لهيب ازمة الهجرة الغير شرعية في نهاية المطاف سيصلها وسيهددها هي ايضا.
الاشكالية الحقيقية تكمن في بيتنا فوضع متصدري المشهد الليبي يرثى له وضعيف وبالتالي لن يكون لهم صوت مسموع في قضيتهم بعد ان طحنتهم الاختلافات والخلافات و حضورهم واجتماعهم سواء في روسيا او الامارات لن يختلف عن باقي الاجتماعات التي حدثت في الصخيرات او الحمامات ولن يكون ذا جدوى الا اذا استوعبوا حجم الكارثة وان ليبيا اكبر منهم جميعا وان عليهم التنازل لا لبعضهم البعض بل للوطن فهم سبب الازمة وقصورهم السياسي وتناولهم المخجل وتعاطيهم مع الاوضاع يجعل منهم العقبة الرئيسية امام انطلاق القاطرة الليبية نحو الوفاق والاتفاق .
من يطيح بخصمه اولا هذه هي استراتيجية الافرقاء الليبيين تغذيها أطراف خارجية وضغائن داخلية بينما مصلحة الوطن تكمن في ابعادهم واستبعادهم جميعا ولاستحالة حدوث هذا الامر بسبب تداخل المصالح فعلى القوى الوطنية تشكيل وفدها هي ايضا لحضور أي اجتماع مرتقب وطرح رؤيتها ومقترحاتها بخصوص الحل خاصة دور المؤسسة العسكرية وما يجب على الادارة السياسية وعدم ترك ذلك حكرا على من سيجتمع ويتفق.. مناقشة دور العسكر مهم ومهم جدا في دولة كانت محكومة بالصرامة والجدية والانفلات الحاصل لا يصب في مصلحة أحد.. الخوف كل الخوف ان يكون هدف هذه المبادرات والتدخلات على المدى البعيد هو التقسيم الفيدرالي.
تأخر البرلمان وعدم قدرته على الالتئام لتغيير الرئاسة فيه دليل على تحكم قوى تلعب بالمصير الوطني وتؤطر لنهج سياسي محدد لهدف مرسوم بعناية.
المؤسسة العسكرية بطبيعتها وحدوية وبالتالي هي الضامن الوحيد لتماسك الوطن امام التقسيم فلا امل للفيدرالية في وجودها حتى وان تظاهرا بالانسجام او الاتفاق فهو مؤقت.
وجود المؤسسة العسكرية القوية لا يعني الحكم العسكري بقدر ما يعني اعطاءها مساحة اوسع ولو مؤقتا للمساهمة في تنقية الاجواء وترتيب الاوضاع فالمحيط والاقليم ايضا له تأثيراته على وضع أي بلد داخليا ومن ثم لا يمكن لدولة مثل ليبيا تحيط بها دول عسكرية ان تتمكن من صيانة نفسها دون ان تجيد مخاطبة محيطها باللغة التي تفهمها.. عدم ذلك يجعل منها العوبة ومطية لهم.
الاجتماع أي اجتماع يجب ان يناقش الضمانات التي على المؤسسات منحها كي لا تتضارب وتتنازع وتنتج الخلافات.
لا يمكن لأي دولة ان تنهض في ظل انتشار ترسانات الاسلحة العشوائية في ربوعها ومن ثم ضرورة جمعها عبر المؤسسة العسكرية الرسمية وحل كافة المليشيات قبل أي عمل اخر…ان انتشار السلاح والمليشيات يجعل ليبيا دولة عسكرية غصبا عنها وتجاهل هذا الامر فيه سذاجة …جمع السلاح وتسريح المليشيات والقبض على مرتكبي الجرائم ومحاربة الفساد لا يمكن ان تقوم به مؤسسة سياسية مدنية اذا ما علمنا ان هذه المؤسسة هي الراعي الرسمي لهذه المخازي وبالتالي المؤسسة العسكرية المبنية على قواعد وطنية جامعة وتخضع للقانون ولا تتعداه هي التي ستكون احدى علامات الاستقرار للداخل والخارج.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً