يكتب التاريخ حكما وأحكاما أبدية تذكرنا بها الأحداث التي نعيشها ويؤكد صدقها واقعنا ولا شك أن التاريخ يُعيد نفسه دائما وبشكل دائم ومتكرر، ولعل من أهم دروس التاريخ أن الأمم تقوم بأبنائها الذين يحملون مشاعلها وراياتها ويقدمون على المخاطر بل ويستهينون بها ولا تحدثهم أنفسهم بطلب المغانم لأنفسهم والوزارات فأولئك الرجال وحدهم من يؤسسون الدول والحضارات ويفرضون هيبتهم على أعدائهم وأيضا على أصدقائهم، ولعل شواهد التاريخ الإسلامي وكيف قامت الحضارة الإسلامية وكيف هابها العالم قرون متلاحقة خير شاهد ربما قرئنا صحائفها ونسيناها وكذلك كل الدول التي نشأت مثل ألمانيا وفرنسا وغيرها فالتاريخ قوالبه وآليته ثابتة.
واليوم نرى العالم يتصارع من حولنا ونحن غنيمة مستسلمة له كأنما شرع الله لنا أن نكون غنيمة لأعدائنا وكأننا خارج النواميس فحركة طالبان قد نختلف على وصفها فمن يدرك حقيقة الشعب الأفغاني المسلم يعلم أنها جهادية ضد المستعمرين فهي لم تطلق رصاصة واحدة خارج أفغانستان وإن كانت علاقتها بالقاعدة قد أساءت لها وجعلت فريقا آخر يتهمها بالإرهاب ولكنها اليوم بجهاد رجالها والذين بالمناسبة لا يمتلكون شقق فاخرة في إسطنبول ولا في مدريد أو القاهرة ولكنها اليوم جعلت أكبر قوة عسكرية في العالم تركع وتسمع صوتها وتجد صعوبة في التفاوض معها بل وتطلب تدخل دولا أخرى لإقناعها بالسلم واستلام البلاد ويحاول العم سام أن يكتب شروطا ليست للتنفيذ ولكنها لحفظ ماء الوجه الذي مرغته طالبان أولئك الرجال الصادقين والذين لم تستهويهم فنادق الصخيرات وجنيف وبرلين وهي ليست استثناءا فقد طردت حركة التحرر في الصومال العم سام وجنوده وحرمت عليهم دخولها ومن قبلهم جميعا فيتنام.
إن التاريخ والعزة يصنعها الرجال الذين يطوون الصخر على بطونهم جوعا والذين تنفطر قلوبهم لأهلهم المشردين ولدماء شهدائهم أما انتظار التلفونات من العم سام والتنجيم هل العم سام راض عنا أم أنه مع عملائه الذين ترعرعوا في كنفه بل والعرض عليه واسترضائه واستجدائه ليستعمرنا مجددا فذلك عار لا يرتضيه من يمتلك دينا أو له وطن يخاف عليه.
من أراد أن يحرر ليبيا اليوم لابد أن يحرق السفن والطائرات التي تقوده إلى أحضان أعدائنا وأن يشهر سلاحه بقوة ويرفع رايته عاليا وأن يتيقن أنه صاحب الحق وصاحب الوطن ولا يلتفت لأحد وأن يترك سراب المفاوضات والفنادق الفاخرة فهي لن تجلب إلا الخراب والخنوع ولتسل السيوف الحامية في كل الوطن ولنبدأ بتوحيد المقاتلين وبناء منظومة تضمهم ولنبني علاقة قوية مع حلفائنا تضمن لنا دوام سلاحنا وأن نحرق الهواتف وأن نترك لبس الحرير بأموال الحرام وأول الغيث طرد بعثة المصائب المتحدة فلا مجال لها للعمل بيننا وصناعة الوهن والخوف في عقول السياسيين والمقاتلين ولنتجه بقوة إلى معركة حاسمة وحامية الوطيس فإما حقا شامخا ترفرف عليه رايات العزة أو موتا مشرفا يقهر الأعداء فالحوار مع المجرمين لن يؤدي إلا إلى التنازل عن الثوابت وإعادة الحكم الدكتاتوري العسكري مجددا وربما استعمار يذهب بالدين والوطن.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً