ربما.. تضع الاحتمالات.. تضع الخيارات في التفكير، ربما ينجح هؤلاء في إصلاح ما أفسدوه طيلة ستة أعوام وبعض السابعة.. وربما لا.. ربما يستيقظ هؤلاء من سيطرة الغفلة عليهم.. وربما لا.. ربما.. وربما.. وربما.. تضع الاحتمالات.. تضع الخيارات في التفكير.
في ماذا تفكرون عندما تضعون الاحتمالات؟ فهي على كل حال احتمالات لم تحدث بعد، ولكن انتبهوا جيدا فما تفكرون به مهم جدا.. جدا مهم.. فلا تجعلوا عقولكم رهينة المعطيات فقط فتفكروا بالمعطيات فتضعوا احتمالا سلبيا بالنفي للنتيجة إن كانت المعطيات سلبية، فهناك قوة اسمها حسن الظن وهذه قوة تكتسح معطيات الأزمات السيئة فتغيرها لنرى نتائج حسنة.. أجل إن حسن الظن قوة وأقول ذلك عن تجربة والتجربة خير برهان.. حسن الظن بالله بأن نفكر جميعا في نتيجة حسنة حتى ولو كانت المعطيات الحالية سيئة فالمعطيات تتغير.. أجل المعطيات تتغير.. الأشخاص أيضا تتغير.. أجل الأشخاص تتغير.. فدوام الحال من المحال ولا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
يجب أن يفكر المرء منا في النتيجة قبل التفاصيل.. بأن يعرف ما يريد؟.. قبل أن يفكر كيف يحقق ما يريد؟.. بأن يعرف إلى أين ذاهب؟.. قبل أن يفكر بوسيلة تنقله.. بأن يحدد وجهته، إن ما تراه من تناقض بخارجك من صراع الخير والشر يجب أن لا يوجد بداخلك.. انتبه.. يجب أن تكون الغلبة بداخلك للخير لتقتنع بالخير فتفكر في الخير فتقول الخير وتفعل الخير فترى الخير بخارجك.
عندما تضعون: (ربما).. في ماذا تفكرون بعد وضع الاحتمالات؟.. أتفكرون في النفي أم الإثبات.. في السلب أم الإيجاب.. دعوني أقول لكم وأنا معكم أيضا كقارئ لمقالي هذا: أن من السطحية أن نفكر في النفي والسلب ما دامت هي احتمالات لم تحدث بعد.. يجب أن لا ننسى أن كل ما نفكر به قد يصبح جزءا من الواقع.. فلنفكر في الإيجاب ونضع احتمال الإثبات.. نأمل ذلك في القريب العاجل.. أليس هذا من حسن الظن بالله؟ أجل فهنا تخرس ربما التي تحمل احتمالين ليأتي الإثبات والإيجاب ويتلاشى النفي والسلب.. فلنفكر في الخير إن حسن الظن بالله لا يخيب بتاتا.
نستيقظ غداً فنجد بلداننا مزهرة آمنة مستقرة متزنة متحدة في الخير بكل من فيها.. أجل ومن يدري.. نستيقظ على واقع أفضل بكثير مما كنا نصبو إليه.. نستيقظ بصلاح حالنا وأحوالنا وأرضنا.. نأمل من الله ذلك وما ذلك على الله ببعيد.. لم ينتهي المقال بعد.. فهو ليس مقالي فقط.. هو مقالنا جميعا.. ونأمل من الله أن يكون حالنا الخير والسلام.. أحسنوا الظن بالله وصلوا على الحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. دمتم في خير وسلام.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً