تزامنت زيارة رئيس الوزراء البريطاني للامارات مع زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الى السعودية في مؤشر على الاهتمام الغربي بأهمية ضمان سلامة المنطقة في مواجهة التصعيد الايراني.
وذكرت وكالة الانباء الاماراتية ان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي استقبل بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني الزائر والوفد المرافق.
وأجرى الطرفان مباحثات حول سبل تعزيز علاقات الصداقة و التعاون بين البلدين لتشمل مجالات أوسع تعود بالخير والنفع المشترك على الشعبين الصديقين.
وتناولت المباحثات أوضاع الجالية البريطانية في الامارات، إذ شكر رئيس الوزراء البريطاني نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي على ما توليه قيادة الإمارات والجهات الرسمية والشعبية للشركات البريطانية العاملة في الدولة و كافة أفراد الجالية الذين يعملون في مواقع مختلفة اقتصادية ومالية وغيرها مما يشعرهم بالراحة و الاستقرار الاجتماعي في كنف مجتمع متنوع.
مشيرا إلى أنه التقى في وقت سابق في فندق ميدان في دبي رجال الأعمال البريطانيين وأصحاب الشركات البريطانية العاملة في الدولة إذ اطمأن إلى أحوالهم العملية وظروفهم المعيشية المستقرة.
كما تطرق الحديث إلى الأوضاع السياسية والأمنية الراهنة على مستوى المنطقة و الشرق الأوسط في ضوء ما يشهده العالم العربي من تطورات سياسية، حسب وكالة الانباء الاماراتية “وام”.
في وقت ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمل بزيادة التعاون الدفاعي مع الإمارات بما في ذلك خطط طوارئ لنشر مقاتلات بريطانية بحال اندلاع أزمة مع ايران، بعد وصوله الاثنين إلى دبي في اطار جولة تقوده إلى السعودية.
وقالت “إن بريطانيا تسعى لبيع مقاتلات تايفون للإمارات والسعودية، وتجري مناقشت حالياً لتطوير قاعدة جوية قرب دبي وتحويلها إلى قاعدة استراتيجية للجيش البريطاني”.
وتاتي زيارة كاميرون في وقت تقوم بعض وسائل الاعلام البريطانية للترويج لحلقات من الاخوان المسلمين في الامارات عبر نشر تقارير صحفية اثارت استياء الاوساط الاماراتية.
وتُعد الزيارة الثانية من نوعها يقوم بها كاميرون إلى أبوظبي والرياض منذ توليه منصبه عام 2010.
ونسبت “بي بي سي” إلى مكتب رئاسة الحكومة البريطانية “10 داوننغ ستريت”، قوله إن المملكة المتحدة “تتطلع لبيع نحو 100 مقاتلة تايفون للإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى بناء علاقات أوثق في الدفاع والأمن”.
واعلن داوننغ ستريت، أن كاميرون “يزور الامارات والسعودية لتمكين بريطانيا من النجاح في السباق العالمي من خلال تعزيز العلاقات مع منطقة الخليج.. ويزور هذين البلدين للمرة الثانية لتأكيد التزامه بدعم شراكات طويلة الأجل معهما كونهما يمثلان اثنين من حلفاء بريطانيا الاستراتيجيين الأكثر أهمية في منطقة الخليج”.
وقال إن رئيس الوزراء كاميرون يأمل من خلال الزيارة “أن يبدأ الفصل التالي في العلاقة واقامة شراكة استراتيجية حقيقية في مجال الدفاع، تشكل فرصة لتعزيز صناعة الدفاع البريطانية بشكل كبير.. وسيستخدم جولته تحديداً للترويج لمقاتلات تايفون السريعة لدى زعماء الدولتين”.
وكانت تقارير صحافية كشفت الأسبوع الماضي أن بريطانيا تدرس نشر مقاتلات في الخليج مع تصاعد حدة التوتر في المنطقة جراء اشتداد المواجهة مع ايران بشأن برنامجها النووي.
وقالت إن النشر المحتمل لمقاتلات بريطانية من طراز يوروفايتر، المعروفة أيضاً باسم تايفون، جاء عقب محادثات مع دولة الإمارات العربية المتحدة لتعزيز الوجود البريطاني بالمنطقة وفي وقت تهدد فيه اسرائيل بتوجيه ضربات عسكرية ضد ايران، وتشهد فيه معظم دول الشرق الأوسط اضطرابات جراء تبعات “الربيع العربي” والأزمة في سوريا.
وتهدف زيارة كاميرون خصوصا لتعزيز فرص بيع دول الخليج مقاتلات تايفون يوروفايتر واجراء محادثات حول الازمات الاقليمية، حسبما افادت السفارة البريطانية في الامارات.
وذكرت السفارة عبر تويتر ان كاميرون وصل الى الامارات من اجل اجراء “سلسلة من اللقاءات”.
كما اشارت الى ان كاميرون تناول طعام الفطور مع القوات البريطانية التي مقرها قاعدة عسكرية في الامارات.
والتقى كاميرون في دبي نائب رئيس الدولة رئيس الوزراء وحاكم دبي الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم وولي عهد ابوظبي الذي يشغل منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد ال نهيان.
ويجري كاميرون محادثات مع محمد بن راشد ومحمد بن زايد حول الجيل المقبل من معدات الطيران، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني.
وبحسب البيان، فان كاميرون سيعاين خلال زيارته مع مجموعة من كبار المسؤولين الاماراتيين طائرات تايفون الموجودة في قاعدة اماراتية في اطار مهمة تدريبية.
وبعد الامارات، سيتوجه كاميرون الى السعودية وذلك في “مؤشر على التزام رئيس الوزراء بتعزيز العلاقات القديمة مع اثنين من شركاء بريطانيا الاكثر استراتيجية في الخليج”، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء.
وذكر البيان انه يفترض ان يقوم كاميرون خلال زيارته الى المنطقة بالترويج للصناعات الدفاعية البريطانية و”خصوصا الترويج لمقاتلة تايفون امام القادة الخليجيين”.
وكانت الامارات اعربت عن اهتمامها بشراء 60 مقاتلة يوروفايتر تايفون لاستبدال مقاتلات رافال الفرنسية المتقادمة التي تملكها.
ويتجه كاميرون الى السعودية الثلاثاء ثم يتابع جولته في المنطقة، الا ان برنامج ما تبقى من هذه الجولة لم يعلن لاسباب امنية.
وكان كاميرون زار الامارات في 2010 والسعودية في كانون الثاني/يناير 2012.
وتحاول بريطانيا تعزيز مبيعاتها الدفاعية لمنطقة الخليج الغنية بالنفط والتي تعد من ابرز حلفائها، وذلك في ظل جو اقليمي يتسم بالتوتر مع ايران فضلا عن الاضطرابات الشديدة الناجمة عن الازمة السورية.
وقد ابدت السعودية بدورها اهتماما بالتقدم بطلبية “مهمة” جديدة تضاف الى صفقة ال72 طائرة تايفون التي ابرمتها الرياض، فيما اعربت سلطنة عمان بدورها عن اهتمامها بشراء 12 مقاتلة، بحسب بيان مكتب رئيس الوزراء البريطاني.
ويوروفايتر تايفون هي مشروع مشترك بين المجموعة الدفاعية البريطانية “بي ايه اي سيستمز” وشركات المانية وايطالية واسبانية.
وتأتي هذه الزيارة بعد شهر من الضربة الموجعة التي تلقاها قطاع الصناعة الدفاعية في بريطانيا الذي تبلغ قيمة صادراته 5,4 مليار جنيه استرليني سنويا ويوظف 54 الف شخص، مع انهيار مشروع الاتحاد بين “بي ايه اي سيستمز” والعملاق الاوروبي “اي ايه دي اس”.
كما تاتي الزيارة في خضم توتر بين ضفتي الخليج، خصوصا مع تفاقم الازمة في سوريا التي تعد طهران الداعم الرئيسي للنظام فيها.
وقال بيان مكتب رئيس الوزراء ان الامارات والسعودية وبريطانيا “تتشاطر التزاما مشتركا ازاء الامن والاستقرار وازاء التغلب على المخاطر التي نواجهها في المنطقة”.
اترك تعليقاً