قال مدير مكتب شؤون جهاز دعم الاستقرار العقيد عبد السلام المسعودي، إن ليبيا هي بلد المقصد والعبور للمهاجرين بسبب فرص العمل المتوقعة والموقع الجغرافي، مشيراً إلى أن عدد المهاجرين غير القانونيين في ليبيا بلغ 700 ألف نهاية العام الماضي.
وفي لقاء خاص مع موقع “ليبيان إكسبريس” الناطق بالإنجليزية، أوضح المسعودي أن ليبيا أصبحت في السنوات الأخيرة إحدى نقاط العبور المهمة إلى أوروبا بالنسبة للمهاجرين الأفارقة غير القانونيين الفارين من الفقر والصراعات، وتُشير المنظمات غير الحكومية ونشطاء حقوق الإنسان في كثير من الأحيان إلى أن معظم المعاناة والوفيات على طول المسار وسط البحر الأبيض المتوسط يمكن تفاديها.
وفيما يلي النص الكامل للقاء الذي ترجمته “عين ليبيا”:
- حدثونا عن جهاز دعم الاستقرار.. مكوناته.. صلاحياته.. وأبرز أعماله
جهاز دعم الاستقرار هو جهاز أمني شامل، تأسس عام 2021 بقرار من المجلس الرئاسي، وتبعية الجهاز المباشرة له. يضم الجهاز العديد من الإدارات والمكاتب، لتحقيق الأهداف التي أنشأ من أجلها، وتقديم الخدمات الأمنية للدولة والمواطنين على أكمل وجه، على سبيل المثال لا الحصر، إدارة التدريب والعمليات الخاصة، مكتب التحقيق والتحري والقبض، وإدارة مكافحة التوطين والهجرة غير القانونية. وللجهاز صلاحيات على كامل التراب الليبي.
ومن أبرز أعمال الجهاز، تأمين مؤسسات الدولة والفعاليات الرسمية والشعبية، ومكافحة ظاهرة الهجرة غير القانونية خاصة في المنطقة الغربية، وضبط الخارجين عن القانون، وفض الاشتباكات.
- يعتقد البعض أن جهاز دعم الاستقرار هو مجموعة من القادة الأمنيين والأفراد والآليات.. حدثونا عن الجانب الإداري والتنظيمي للجهاز
يعمل جهاز دعم الاستقرار وفق هيكل تنظيمي معتمد محدد فيه الاختصاصات والمهام الموكلة له، وهو ما يتيح للجهاز القدرة على أداء عمله بكل احترافية وفق الضوابط الإدارية والقانونية ضمن القوانين والتشريعات النافذة.
ويحتوي بالإضافة إلى الإدارات والمكاتب خمس فروع وهي طرابلس، والشرقية، والغربية، والوسطى والجنوبية.
- نظراً لوجود عدة إدارات تابعة للجهاز باختصاصات مختلفة.. هل يعتبر جهاز دعم الاستقرار جهازاً أمنياً هجيناً أم يتعبراً جهازاً أمنياً شاملاً؟
لا يمكن وصف جهاز دعم الاستقرار بالجهاز الهجين، لأنه يعتمد على كوادر ذات الاختصاص كل في مجال عمله، إلا أن تنوع المهام والمسؤوليات الموكلة إليه، فإنه يعتبر جهازاً أمنياً شاملاً، تغطي أعماله عبر إداراته المختلف معظم المتطلبات الأمنية للدولة والمواطنين.
- كيف تتعاملون مع مسألة تداخل الصلاحيات مع الأجهزة الأمنية الأخرى، سواء من ناحية المهام أو من ناحية التوزيع الجغرافي؟
نظراً لطبيعة الطيف الواسع للمهام التي ينفذها جهاز دعم الاستقرار والتي هي من صلب اختصاصه، يقوم الجهاز بالتنسيق والتعاون مع العديد من الأجهزة الأمنية الفاعلة حسب ما تقتضيه الحاجة، سواء من ناحية التنسيق المعلوماتي أو من الجانب العملياتي.
- تتلقى بعض الأجهزة الأمنية في ليبيا دعماً مادياً من قوى خارجية.. كيف يتعامل الجهاز مع هذه النقطة الشائكة؟
من منطلق عمل الجهاز الوطني وولاءه المطلق لله ثم الوطن، ينأى جهاز دعم الاستقرار عن تلقي أي دعم خارجي تحت أي مسمى، حرصاً على الأمن القومي لليبيا. ونتوجه هنا إلى كافة الأجهزة الأمنية أن تحذو خذونا، وتفك ارتباطها بأي جهة خارجية تقوم بدعمها تحت أي ذريعة كانت.
- ما خطورة الهجرة غير القانونية على الأمن القومي الليبي وكيف يتم التعامل مع هذه الظاهرة وخاصة في ظل تقاعس المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية؟
من أكثر الملفات الشائكة والمعقدة التي يتعامل معها الجهاز، هو الهجرة غير القانونية، كونه ملف تتداخل فيه أطراف داخلية وخارجية، وتقف وراءه مؤسسات ودول وليس أفرادا فقط. ولهذا يولي الجهاز اهتماما كبيراً بهذا الملف ويسخر له كل إمكانياته، رغم عدم التعاون من قبل المنظمات الدولية والدول ذات الاهتمام.
وما يُخاف منه بسبب تنامي هذه الظاهرة ومحاولة العديد من القوى الدولية توطين المهاجرين في ليبيا، هو التغيير الديموغرافي الذي يتهدد البناء الاجتماعي والتركيبة السكانية الليبية وبالتالي التهديد المباشر للأمن القومي الليبي.
- كيف تتعاملون مع الانتقادات الموجهة ضدكم فيما يخص مسائل حقوق الإنسان؟
نحن جهاز أمني حكومي، يعمل بشكل مهني وفق القوانين الليبية، وهذا ما تبلور عنه تعاونا الدائم والمتواصل مع المنظومة القضائية، مثل مكتب النائب العام وغيره من الأجهزة القضائية.
ونحن حريصون كل الحرص على التقيد بمبادئ حقوق الإنسان والعمل على تطبيقها في كافة أعمالنا، وتطبيق نظام رقابة صارم لضبط ومحاسبة أي مخالفات قد تصدر عن أي من منسبي الجهاز، وهذا ما أشادت به وزيرة العدل في أكثر من مناسبة.
ونحن لا نلتفت للأصوات الشاذة التي تحاول عرقلة مسيرتنا في تحقيق الأمن والاستقرار، خاصة إذا كانت لهذه الأصوات دوافع سياسية أو أيديولوجية.
- كيف تتعاملون مع قضية ممارسة صلاحياتكم في بعض مناطق ليبيا، خاصة الشرقية في ظل عدم بلورة خريطة أمنية وعسكرية موحدة؟
رغم الانقسام الذي طال المؤسسات الأمنية والعسكرية، يوفر جهاز دعم الاستقرار خدماته الأمنية في كافة ربوع ليبيا، خاصة وأن تبعية الجهاز للمجلس الرئاسي مباشرة، والجهاز لم يدخل كطرف صراع وإنما كان وسيظل مؤسسة أمنية تفرض سلطة القانون، كما أن الجهاز في طور افتتاح فرع له بالمنطقة الشرقية.
- هل هنالك برامج تدريب حالية أو مستقبلية خاصة بالمنتسبين للجهاز في مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي؟
يعتزم الجهاز إطلاق دورات تدريبية لمنتسبيه، في عدة مجالات ومن بينها مجال حقوق الإنسان والقانون الدولي، كما يعتزم الجهاز إقامة عدد من الندوات سواء في مجال حقوق الإنسان أو في مجال الهجرة غير القانونية، وذلك لما لهذه القضايا من أهمية بالغة على الصعيدين المحلي والدولي.
- ما هي رؤى الجهاز المستقبلية خاصة وأن ليبيا تسعى للتوجه رويداً نحو مرحلة من الاستقرار السياسي والأمني؟
يعتبر جهاز دعم الاستقرار المثال الأبرز للجهاز الأمني الشامل المبني على الكفاءات وذوي الاختصاصات المختلفة، والمؤسس على قواعد علمية. ونرى أنه نموذج ناجح يكوّن نواة متينة للقطاع الأمني في ليبيا.
وبتركيبته الفريدة وتسع مدى صلاحياته ومهامه، يشكل جهاز دعم الاستقرار أهم مؤسسة أمنية يمكن الاعتماد عليها، على المديين القريب والبعيد، باعتبارها أحد ركائز الأمن القومي الليبي.
اترك تعليقاً