تسمع كثيرا من التصريحات خاصة من قائد ما يسمى بالجيش بأنهم يستعدون لدخول طرابلس، أنهم سيدخلون طرابلس وأنهم دخلوا طرابلس وقبل هذا تتفاجأ بضربات جوية وجهت وتوجه لطرابلس وزواره وصبراته ومصراته وغيرها من مدن الغرب التي لا توافق سعادة العسكري وأمثاله على جل ما قاموا ويقومون به!!!
لا يختلف اثنان على أهمية تكوين الجيش ومن قبله الشرطة لبسط الأمن في ربوع الوطن ولحماية سيادته ومواطنيه ولكن الذي يُختلف فيه هو طريقة ومنهج تكوين الشرطة والجيش ثم ولائهما ؟؟؟ ونأتي إلى جيشنا فنقول: لقد حُيّد وغُيّب الجيش المهني المؤهل كاملا عن المشهد وأُضعف شأنه ونزع سلاحه في العهد السابق ربما لأن تأسيسه وولائه كان مختلفا ومخيفا لما أراد النظام وعُوّض عنه بكتائب تأسست على موالاة وحماية النظام يترأسها أبناء الرئيس فكان كل ولائها للرئيس وليس للوطن ولا المواطن ! فلم يكن للجيش دور كبير في التحرير لقلة إمكانياته بل إنعدامها.
برزت في حرب التحرير كتائب شبابية خاضت حربا ضروسا فاكتسبت خبرة مع إرادة قتالية عالية كان من المفترض أن يرجع هؤلآء الشباب إلى أعمالهم أو ينسّبوا إلى أعمال أو ينضمون تحت جيش وحكومة وطنية تراعي وتضع نصب أعينها تحقيق الأهداف التي من أجلها قاتل هؤلآء الشباب وقدّموا أنفسهم ولكن للأسف وإلى وقتنا هذا لم يتحقق ذلك الحلم وسارت الأوضاع في غير ما يشتهي ويتمنى ويطمح إليه الشباب وكل الليبيين؟؟؟ أخذت البلاد منحنى خطير كشّر فيه كل مصلحي وقبلي وانفصالي وانتهازي عن أنيابه وبرز ثلةٌ من السياسيين الإنتهازيين ومؤيديهم همهم هو الوصول للحكم وضرب المبادئ التي من أجلها قام الليبيون وخاصة الشباب؟؟؟ وفي عدم تقدير المصلحة العامة وتقديم المصالح الشخصية والجهوية والقبلية اتسعت الهوة بين ممن لازال يدافع عن المصالح والأهداف العامة وبين أؤلئك وكثيرٌ من العامة الذين أنهكهم القتال الدائر منذ سنوات وأضحوا يبحثون عن الإستقرار ولو على حساب حريتهم وكرامتهم ومبادئهم.
وفي ظل هذا الصراع المتشعب وتبعا للإنقسام السياسي يشكل أحد رفاق الرئيس السابق وضابط من ضباط الجيش ما يسميه جيشا ويدّعي محاربة الإرهاب ووكّل نفسه عن العالم في هذه المهمة كما قال ويشن حربا مشبوهة بدأها على معسكرات الثوار في مدن الشرق الليبي وخاصة بنغازي لينصّب بعدها رسميا من قبل البرلمان فيزيد المشهد دمويةً ولتصبح مدينة بنغازي مسرحا لقتال عشوائي ينظمُّ فيه كثير من المجرمين الذين تتداخل مصالحهم مع أهداف رئيس الجيش في القضاء على الثوار لكونهم عقبة في طريق تجار المخدرات والخمور كما هم عقبة في طريق إشباع رغبات ضابط الجيش وغيره في الحصول على منصب مرموق في أسوء الإحتمالات، لتشهد مدينة بنغازي حربا طائفية تُهدّم فيها بيوتا على ساكنيها ويقتل فيها كثير من حفظة كتاب الله والوعّاظ ؟؟؟ ويرحل فيها كثير من الناس على أسس جهوية لا يقوم بها إلا المجرمون الذين انظمّوا لما يسمى بالجيش ولتصبح بنغازي مدمّرة تذكرنا بما يحدث في دمشق ؟؟؟ فأي جيش وطني هذا ؟
يحاول هذا القائد أن ينقل الحرب والدمار والقتل والتشريد والتفكك الإجتماعي الذي أحدثه في بنغازي إلى مدن غرب ليبيا متوعدا كما توعد واتهم معارضيه بتخليص العاصمة من الإرهاب !!! ولا أرى في هذه الحرب القدرة التي يخوضها تعريفا لما يسميه الإرهاب إلا اتهام كل من يعارضه ويقف في طريق تحقيق أهدافه بالإرهابي لأنه المصطلح السائد في هذه الأيام، عجبٌ أمرهم. أعتقد أن ما يقوم به من احتكام للقوة وتدمير واتهام مدن كاملة بالإرهاب هو الإرهاب بعينه ؟! لم تشهد العاصمة ولا مدن الغرب الإستقرار النوعي التي تنعم به إلا في عهد سيطرة من يتهمهم بالإرهاب وإخراج من يؤيدونه من العاصمة، وما نراه من تفجير أو قتل ومحاولة زعزعة الأمن في العاصمة غالبا لا يقوم به إلا مؤيدوا هذا القائد المغوار الذي يحارب الإرهاب بزعمه؟؟؟
إن كان هذا القائد أو من ورائه يريدون الأمن والإستقرار لسلكوا سُبلاً كثيرةً عن سبيل التدمير والتفجير والتهجير !!!؟؟؟ ولكن فاقد الشئ لا يعطيه والتدمير والهجوم بالطيران ودك المساكن بالدبابات أمر أسهل بكثير ولا يحتاج جهدا مثل سبيل السلام من تفاوض وتواصل وجنوح للسلم وتغليب للمصلحة وحقن الدماء والحفاظ على الأرواح، كل ذلك يحتاج إلى صبر واتساع صدر للمخالف وجهد مضن ومثابرة دائمة قد لا يتحملها إلا ذو حكمة وصبر عظيم وهيهات هيهات أن يمتلك هذا القائد ومن على شاكلته تلك الصفات القيادية ؟؟؟ فالأمن والسلم لا يأتي عن طريق المدفعية،قال تعالى: “فَأَمَّا عَادٌ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً “، فصلت: 15، فهل من متعظ ؟؟؟
هذا المقال لايعبر سوى عن رأي كاتبه كما أنه لا يعبر بالضرورة عن عين ليبيا
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
لا تعليق سوي ان صاحبكم لا يريد الا ان تبقي ليبيا تحت حكم المليشيات وان تغرق في بحور الاغتيالات والتصفيه لكن من هو معارض او من يحمل رتبة جندي وليس من ينضم اليهم .سياسة معنا او تموت اليست هذة مقولة معمر ايها الكاتب احكمكم او اقتلكم لكي الله يا ليبيا ان كانوا هوءلاء كتابك وحسبنىء الله ونعم الوكيل
السلام عليكم
لدى تعليق بسيط على تاريخ الجيش الليبي مند ان بدات اعرف معترك هذه الحياة
فى بداية السبعينات كان الليبيين ينظمون الى وحدات الجيش طوعية لا ادرى هل هى حب فى الوطن او للحصول على لقمة عيش الذى نعرفه كل من ضاقت عليه الدينا ولا يجد عمل ينظم الى الجيش ، فى منتصف السبعنيات بداء عزف الليبيين للانظمام الى المنظومة العسكرية بدأت بعدها التجنيد الالزامى والتنجنيد الاجبارى 6/6 و 7/7 والبطقات الملونة وذلك نوجيه طلبة شهادتى الثانوية والاعدادية الى الكليات والثانويات العسكرية حتى حرب تشاد التى شارك فيها العسكرين المنظمين تحت الالزامى او الاجبارى وبعد نهاية حرب تشاد اصدر قرار لمن اراد ان يستقيل من الجيش فليستقيل خرج 80% من العسكرين الرسمين الذين إلتحقوا بطلب كتابى (كان البعض يعرونهن بارجوا قبولى) والذين ادخلوا الخدمة السكرية اجباراً وبعده خرجت علينا الاكتائب الامنية (اعتقد انهم اضطرالنظام السبق الى ذلك والمناوبة الشعبية لسد الفارع الذى تركه العسكرين المستقليين
نريد احدكم ان يشرح لى كيف همش النظام السابق المنظومة العسكري إذا كان الليبيين يعرون من التحق بالخدمة العسكرية بأرجوا قوبولى .