جميل أن نرى وجوه جديدة في المشهد السياسي في بلادي في الانتخابات التي جرت مؤخرا وجميل أيضا أن نرى فشل القوائم الانتخابية التي ترأستها الوجوه القديمة التي تقلدت المناصب ولازالت وفي المجمل وأقول في المجمل حتى لا أظلم أحدا من المخلصين الذين كان من وراء عدم تحقيقهم لنجاح يذكر هو وجودهم في بيئة سياسية واجتماعية موبوءة أي مملوءة بالفيروسات وكذلك الحشرات التي تلوث جو البلاد السياسي والاجتماعي فلا هي اشتغلت ولا هي أفسحت المجال للوطنيين المخلصين ليشتغلوا فكانت نتائج الاختيار منصفة في توضيح فشل السياسيين الذين في المشهد الآن ورفضهم من قبل الكثير فهل يستحوا ويتركوا الساحة لغيرهم فلا مجال لرد فشلهم وترنحهم ولا مجال للنجاح معهم!.
نريد أن نهمس في أذن كل من له بنت شفة في إعانة رئيس الحكومة الجديد بالدرجة الأولى وكذلك المجلس الرئاسي أن لا يدّخر جهدا في تقديم المعونة بكل ما يتعلق بإنجاح رئيس الحكومة الجديد لتحقيق مهامه وحلحلة المشاكل المتراكمة والمترامية وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات لسلطة دائمة مستقرة.
على الجميع أن ينبذ أفكار المحاصصة وسياسة القبيلة فتلكما لن تبنيا دولة ولا مجتمع مترابط متماسك تلك الأفكار تبني قبيلة أو مدينة ولكنها حتما لن ترقى إلى مستوى بناء دولة يسكنها من ليس له قبيلة ويسكنها من قبيلته صغيرة جنبا لجنب مع من له قبيلة كبيرة ففي الدولة يعيش الجميع تحت سقف المساواة والعدالة ونيل الحقوق دون تفريق ودون النظر إلى أي قبيلة ينتمي هذا المواطن أو ذاك بل ينظر لجميع الليبيين بأنهم مواطنون لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات كلٌ حسب موقعه ومهامه ودوره المكلف بالقيام به.
إني أرى في الأفق شبح فساد الأولين وهم يحاولون بطرق شتّى لوضع العراقيل أمام رئيس الحكومة الجديد والقيادات الجديدة متخذين شعار أنا ومن بعدي الطوفان شعار هدّام قاله من كان قبلكم فلا ليبيا مهمة عندكم ولا الليبيون يستحقون وطن آمن مزدهر يعيشون فيه ويتنفسون الصعداء بعد التعب والجهد والشقاء.
يا من تدّعون أو تقفون وراء المحاصصة القبلية أو غيرها ألم تكفكم أكثر من عشر عجاف كالحات سوداء كعقولكم وأفكاركم البالية التي هي في الحقيقة من أوصلت بلادنا إلى الويلات التي عشناها ونعيشها نتيجة لدعواتكم الجاهلية المتخلفة بل المتعفنة النتنة والغريب أن تجد من بين هؤلاء الدعاة متعلمين ودكاترة ولكن قد تكون متعلما في تخصصك أو حاملا لشهادة عليا دون محتوى وما أكثر هؤلاء وتكون أيضا جاهلا لا تفقه شيئا في كيفية سياسة المجتمع والدولة أو تكون حبيس أفكار قبيلة ولو تعلمت في أمريكا أو كندا أو غيرهما فأفكار الجاهلية متغلغلة في عقول هؤلاء فكم من متعلم جاهل ولا ينبّئك مثل خبير!.
أقول دعوا الدولة لرجال دولة واقبعوا داخل أقبيتكم القبلية التي لا تسمن الدولة ولا تغني الليبيون من جوع ولا تنتشلهم من تخلف وإن كان الحال كذلك ماذا تقولوا لقبائل هي أكبر منكم عددا فالمحاصصة وحصة قبيلتي ومدينتي تضعف ولا تقوّي وتفرق ولا تجمع فلا تُشتتوا جهد رئيس الحكومة الجديد في مثل هذه الأشياء التي نحن في أمس الحاجة لتجاوزها وغض الطرف عنها والاهتمام بما هو أهم منها لنا ولمستقبلنا، فهل أنتم تعقلون فتنتهوا؟.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً