“لا تدع المال يؤثر على زواجك” ليس مجرد شعار، بل هو دعوة لتعلم كيفية إدارة الشؤون المالية بشكل مشترك، وإيجاد التوازن بين الإنفاق والادخار، مما يسهم في تعزيز الترابط والتفاهم بين الزوجين بعيدًا عن الضغوط المالية.
وفي ظل التحديات الاقتصادية التي يواجهها الكثيرون، يصبح من السهل أن تتحول النقاشات حول الميزانية أو الإنفاق إلى صدامات تؤثر سلبًا على العلاقة. لكن إدارة المال بذكاء وشفافية يمكن أن تجعل هذه الأوقات العصيبة فرصة للتعاون وبناء تفاهم أعمق بين الزوجين.
وفي هذا السياق، يشير تقرير لمنصة “إيكونوميك تايمز”، إلى أنه قد تسوء الأمور كثيراً إذا لم تكن تعرف شريكك جيداً. لذلك ينصح قبل عقد القران، أن يتحدث الزوجان المال إضافة للأشياء الكثيرة التي يتم مناقشتها.
وبحسب التقرير، “الاختلاف الكبير في العادات المالية، حيث يكون أحد الشريكين مدخرًا مجتهدًا، بينما يستمتع الآخر بالإنفاق، يمكن أن يؤدي إلى الاحتكاك، وبعض الاختلافات من السهل إدارتها، لكن الخلافات الأكبر يمكن أن تكون مصدرًا دائمًا للتوتر”.
ونقل التقرير عن نائب الرئيس التنفيذي لشركة أناند راثي ويلث، فيروز عزيز، قوله: “من الضروري تثقيف بعضنا البعض بشأن الأمور المالية، بحيث يتم اتخاذ القرارات بشكل متبادل، مما يمنع الضغط على العلاقة”.
ويضيف: إن مفتاح منع الصراعات المالية بعد الزواج هو التواصل المفتوح. يجب أن يشعر كلا الشريكين بالراحة في مناقشة الأمور المالية دون خوف من حكم الطرف الآخر.
بدورها نصحت مديرة شركة Finsafe، ميرين أجراوال، قائلة: “يتردد العديد من الأزواج في الحديث عن الأمور المالية، خوفًا من أن يبدو الأمر وكأنهم مهتمون بالمال أو مسيطرون”، مضيفة: “ومع ذلك، فإن القضايا المالية تشكل سببًا رئيسيًا للطلاق، لذا من المهم عدم تجنب هذه المحادثات”.
وتقترح عالمة النفس ميغا دوتا: “بدلاً من طرح أسئلة استفهامية مباشرة، تعامل مع الموضوع باعتباره مناقشة أوسع حول أهداف الحياة، والقيم، وكيفية تناسب الأمور المالية مع ذلك”.
إن القرارات المالية غالباً ما تتشكل وفقاً لخلفية الشخص وخبراته السابقة، تماماً كما هو الحال مع العادات اليومية. ومن المهم أن تجد شريكاً يتوافق تفكيره المالي مع تفكيرك. والخطوة الأولى هي فهم عاداتك المالي.
مدير مركز رؤية للدراسات الاقتصادية أكد على أن إدارة الأمور المالية تبدأ من غرس مفهوم “الثقافة المالية”، وهو مفهوم غير منتشر على نطاق واسع في ثقافات عديد من الفئات المجتمعية، موضحاً أن المناهج الدراسية في المراحل الأساسية، مثل الابتدائية والإعدادية، تفتقر إلى تعليم الطلاب كيفية التعامل مع المال. حيث لا يتم تعليمهم المفاهيم البسيطة مثل أن “الدخل يساوي الإنفاق زائد الادخار زائد الاستثمار”، وهو ما يعزز الفهم المالي الضروري لإدارة الدخل بشكل متوازن.
بدوره، أوضح مدير مركز رؤية أن “|”الأمور المالية تتشكل منذ الطفولة، وتنمو مع الفرد”، وأشار إلى أن “الأزمات المالية لا تبدأ بعد الزواج، بل من مرحلة الطفولة بسبب غياب التوجيه الصحيح حول الادخار والإنفاق والاستثمار واتخاذ القرارات الشرائية”.
كما “تطرق إلى مشكلة ارتفاع تكاليف الزواج في المجتمعات العربية نتيجة المتطلبات المادية المتزايدة، مثل الأثاث ذو العلامات التجارية الفاخرة والأجهزة الكهربائية المتعددة. وأكد أن هذه التكاليف العالية، بجانب الرواتب المنخفضة وارتفاع الأسعار، تؤدي إلى تأخير سن الزواج وزيادة معدلات العنوسة”.
ونصح بضرورة “تجنب الاستدانة والعيش ببساطة في بداية الحياة الزوجية. كما شجع الزوجين على العمل الإضافي أو بدء مشاريع صغيرة، حتى من المنزل، باستخدام التجارة الإلكترونية أو وسائل التواصل الاجتماعي، كوسيلة لتحقيق الاستقرار المالي والوصول إلى مستوى من الثراء تدريجيًا”.
اترك تعليقاً