كيف ستهزم «تيته» لعنة الفشل الدائم؟

كيف ستهزم «تيته» لعنة الفشل الدائم؟

حين يُصبح الأمل نفسه عبئًا، تدخل هانا تيته المسرح الليبي مثل عاشر سهم في جعبة صدئة، ولا تبدو مجرد مبعوثة أممية، بل حلقة جديدة في سلسلة من المحاولات الفاشلة، حيث يبدو أن لعنة الفوضى عصية على الكسر.

فكيف لدبلوماسية أفريقية، مهما كانت خبرتها، أن تعيد ضبط عقارب ساعة توقفت منذ سقوط نظام الحكم السابق في البلاد ولم تُعد ضبطها أي قوة دولية؟.

بين شعارات السيادة الوطنية وواقع الهيمنة الإقليمية، تتراقص ليبيا على إيقاع قوى خارجية تتناحر على النفوذ تحت عباءة الدبلوماسية.

الاجتماعات في القاهرة والحوارات في طرابلس تبدو كرقصٍ على حافة الهاوية؛ خطوات محسوبة بلا نغمة، وتصفيقٌ باهت لجولات تفاوض تنتهي دائمًا حيث بدأت: على طاولة مشروخة بأطماع متضاربة.

تيته تتحدث عن حل “ليبي – ليبي”، لكنها، بلا شك، تدرك أن من يحرك الخيوط الحقيقية يجلس في عواصم أخرى.

أما الليبيون، فهم مجبرون على لعب دور المتفرج في مسرحية يكتب نصها الآخرون، حتى الجهود الأممية تبدو وكأنها رقصٌ على موسيقى دولية لا تعترف بصوت الضحية، بل بحجم النفط وموقع الجغرافيا.

الانتخابات، تلك الكذبة المتكررة، تُطرح كحل وحيد، لكنها تظل حبيسة قوانين لم تُكتب بعد، وخلافات لا أحد يريد حلها، والمفارقة أن بلدًا يطفو على بحر من النفط يعجز عن إنارة شوارع “المدن الليبية “.

في النهاية، ربما لن تهزم تيته لعنة الفشل لأنها لم تُخلق لهزيمتها، بل لإدارتها بوجهٍ جديد وكلمات أكثر دبلوماسية.

وفي بلدٍ يخشى فيه من أصوات الانفجارات أعلى من أي تصريح أممي يبقى السؤال: هل حقًا تحتاج ليبيا إلى مبعوث عاشر، أم إلى صمت وغياب لكل الساسة وطبقتها الحاكمة قد يسمح لها بالتقاط أنفاسها؟.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

طارق القزيري

كاتب صحفي

اترك تعليقاً