جدد المبعوث الأممي لدى ليبيا يان كوبيش، التزام ودعم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بشكل كامل لجميع الحلول التي تفضي إلى إجراء الانتخابات الوطنية في موعدها خلال شهر ديسمبر القادم، ليتمكّن الشعب الليبي من اختيار ممثليه واستعادة الشرعية الديمقراطية لمؤسساته، وفق قوله.
كما تعهد كوبيش في كلمته الختامية خلال اجتماع اللجنة القانونية المنبثقة عن ملتقى الحوار السياسي في تونس، بمواصلة العمل مع مؤسسات الدولة وحكومة الوحدة الوطنية لحثها على تقديم الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتنفيذ العملية الانتخابية.
وفيما يلي النص الكامل لكلمة المبعوث الأممي:
السيدات والسادة الكرام أعضاء اللجنة القانونية
اسمحوا لي في البداية أن أهنئكم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك الذي يحل علينا في غضون أيام قليلة. أتمنى لكم ولأسركم رمضاناً مليئاً بالسلام والبركة والسعادة والازدهار.
يسعدني أن أكون معكم اليوم. لقد أنجزتم الكثير خلال الأيام القليلة الماضية، حيث توصلتم إلى اتفاق على مبادئ وعناصر مهمة للقاعدة الدستورية اللازمة للانتخابات. أعلم أن هذا العمل جاء ثمرة لمناقشات مكثفة وأنه كان عليكم في كثير من الأحيان تجاوز الانقسامات الشديدة. غير أن بعض الاختلافات السياسية ما تزال تكمن وراء الانقسام بينكم وتقف حائلاً دون الوصول إلى مقترح موحد توافقي حتى الآن.
رسالتي الرئيسية لكم اليوم هي أن أحثكم على بذل جهد أخر للتوصل إلى تسوية ملائمة والمحافظة على النجاح المهم الذي حققه ملتقى الحوار السياسي الليبي حتى الآن، وذلك عبر تقدمكم خطوة أخرى بالغة الأهمية صوب هدف الانتخابات الوطنية.
إنني أناشدكم تحديد السبيل الأكثر تماسكاً وتوافقاً لتوحيد مناقشاتكم، وتقديم تقريرٍ إلى الملتقى يجمع نقاط الاتفاق بينكم، ويسلط الضوء على القضايا العالقة. وأحثكم على التركيز على الخروج بنتيجة واضحة تأخذ في الاعتبار آرائكم التي يمكنكم عرضها على الملتقى للنظر فيها.
بذلك سوف تثبتون التزامكم بخارطة الطريق وبمطالب الشعب الليبي.
مع اختتام مداولاتكم اليوم، سيعود الأمر إلى ملتقى الحوار السياسي الليبي لمناقشة مقترحاتكم وإقرار قاعدة دستورية للانتخابات. وسوف تقوم بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا بتيسير عقد اجتماع افتراضي للجلسة العامة للملتقى لمناقشة هذه المقترحات.
إن تقريركم الذي ستقدمونه إلى الملتقى يمثل الفرصة التي أمامكم للتقدم خطوة أخرى نحو انتخابات 24 كانون الأول/ ديسمبر 2021.
وأملي هو أن تتحلوا فيما تبقى من جلسة اليوم بروح المسؤولية تجاه بلدكم والأجيال القادمة، كما فعلتم من قبل في تونس وجنيف، وأن تتسلحوا بالشجاعة اللازمة للتوصل إلى حلول توفيقية باعتبارها السبيل الوحيد للاستجابة لمطالب وتطلعات السواد الأعظم من الشعب الليبي.
إن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تدعم بشكل كامل جميع الحلول التي تفضي إلى الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول/ ديسمبر والتي من شأنها أن تساعد ليبيا على المضي قدماً نحو مستقبل أفضل، كما وستمكّن الشعب الليبي من اختيار ممثليه واستعادة الشرعية الديمقراطية لمؤسساته. هدفنا هو تمكين جميع المكونات من المشاركة في الانتخابات: النساء قبل الرجال، والشباب والشيوخ وكافة المكونات الثقافية بما في ذلك النازحين. يجب أن تتاح الفرصة للجميع لقول كلمته.
اسمحوا لي أن أؤكد مجدداً بأن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ملتزمة تمام الالتزام بإجراء الانتخابات الوطنية في 24 كانون الأول/ ديسمبر من هذا العام وفقاً لخارطة الطريق، التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي، كما تقف إلى جانبكم في هذا المسعى المهم لتحقيق أهداف خارطة الطريق.
وسوف تواصل البعثة أيضاً العمل مع جميع مؤسسات الدولة بغية الوصول إلى يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر، وضمان توفر كافة العناصر المطلوبة لإجراء الانتخابات. وسوف أستمر في العمل مع حكومة الوحدة الوطنية لحثها على تقديم الدعم اللازم للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات لتنفيذ العملية الانتخابية، والعمل مع المؤسسات المعنية لتعزيز الوضع الأمني من أجل تمكين كل ناخب ومرشح ليبي من ممارسة حقوقه الديمقراطية بحرية وبأمان.
شكراً لكم.
اترك تعليقاً