يعاني الناس في وطننا الحبيب ليبيا من الويلات بدءًا من الإنقطاع المستمر الدائم للكهرباء ومرورا بخدمات الماء المنعدمة والمتدنية في أحسن الأحوال إلى الصحة والغذاء في قائمة للخدمات التعيسة التي يصعب حصرها في هذه المساحة. هذه الخدمات التي تمس حياة المواطن بمعنى أن المواطن قد يموت بدون هذه الخدمات في حالات عديدة لاعتماد النظام الحياتي للإنسان في عصرنا هذا على الأجهزة بشكل يكاد يكون كليا.
من المستغرب أولا أن تجد السيد رئيس البلاد إن كان للبلاد رئيسا بالمفهوم الرئاسي يقيم كما أقام من قبله في طرابلس التي يفترض أن تكون عاصمة للبلاد والأمر كذلك ينطبق على غيرها من المناطق وأنا هنا أذكر طرابلس خاصة لأن الرئيس يقيم فيها وهي كعاصمة من المفترض أنت تكون الأفضل؟؟؟ وإلّا فهو مسؤولا عن كافة مدن وقرى ليبيا ويرى ويسمع ما يحدث في طرابلس وغيرها من أزمات فوق أزمات فوق أزمات من انعدام الأمن وانقطاع الماء والكهرباء وانعدام المال في يد المواطن وما يحدث من مشاكل في وأمام المصارف من إهانات متعمدة للمواطن وغلاء في الأسعار وتكدس القمامة في الشوارع والسرقات وتطول قائمة المعاناة، فأين الرئيس وأين الدولة بمؤسساتها ؟؟!!!!
ينقطع الكهرباء بصفة شبه يومية على طرابلس ومدن وقرى الغرب الليبي حيث شهد المواطنين صيفا حارّا دون كهرباء في الغالب حيث الكهرباء هي جزء مهم من حياة المواطن فعن طريقها يحفظ الطعام ويبرّد البيت وينشط الإقتصاد ويحيى بها بعض المرضى الذين يستخدمون الأجهزة الطبية وتعتمد عليها المستشفيات والمستوصفات وتؤثر في سير العملية التعليمية وغيرها كثير… إلخ.
فما الذي فعلته شركة الكهرباء؟ ولا نقول أنها فعلت كذا وكذا فما لم يرى المواطن النور في بيته باستمرار فإن الشركة لم تفعل شيئا، أليست الفترة مناسبة؟ نحن نتفهم بأن الحرب التي دارت رحاها والتي تكاد لم تتوقف في طرابلس والمدن من حولها أحدثت أضرارا جسيمة على المحطات الكهربائية بل تدميرها نهائيا في بعض الأحيان ولكن لا تتخذوا ذلك سببا للتهرب من المسئولية التي يجب أن تقوموا بها وإلا فلماذا أنتم هناك أليس لحل المشاكل وخدمة الناس من خلال القطاع الذي أنتم به، يحدثني قريبا لي قريب من مدينة العزيزية أنه اضطر وجيرانه من الشباب أن يقوموا بحراسة ليلية في محيطهم لحماية أسلاك الكهرباء من السرقة وهذا يحدث في جميع المناطق فما الذي فعلته شركة الكهرباء بالتنسيق مع وزارة الداخلية وأجهزتها الأمنية؟؟؟ أليس هذا دليل على انعدام الأمن الذي نضيفه لمشكلة الكهرباء أيضا، فمتى يستيقظ هؤلآء؟؟؟ وأنا هنا لا أتحدث عن فرق العمل على الأرض الذين نوجه لهم الشكر على مجهوداتهم المستمرة ولكنني أتحدث عن المسؤولين في كل القطاعات. فما الذي ينتظره المسؤولين في شركة الكهرباء خاصة ورؤسائهم بالدولة لتقديم الحلول الجذرية لهذه المشكلة المزمنة من قبيل بناء محطات جديدة وغيرها لاستيعاب متطلبات الإستهلاك المتزايد؟
الماء هو حياة الكائنات الحية جميعا من إنسان وحيوان وطيور فلا حياة بدون ماء ونعاني في ليبيا كما يعاني غيرنا من نقص الماء حيث نعتمد بشكل كبير على المياه الجوفية التي انخفظت نسبتها بشكل كبير خاصة بعد نقص كميات الأمطار وعمد القذافي إلى نقل المياه من جنوب ليبيا إلى بقية المدن عبر أنابيب ولكن وبالرغم من التكلفة الباهضة فإن هذا المصدر غير دائم لعدم تغذية هذا المصدر الجوفي حيث يقدر عمره بحولي 25 سنة مضى أغلبها فما بقي إلا القليل ناهيك عما صاحب ذلك المشروع من إهدار للمال العام على أيدي بعضا من المسؤولين من أمثال جاد الله عزوز الطلحي وعبد المجيد القعود وغيرهم من المفسدين فاللعنة تلاحقنا من عهد لآخر حيث تعاني طرابلس التي يقطنها أكثر من المليوني مواطن وغيرها من المدن من نقص الماء وانقطاعه فما الذي فعلته الحكومات المتتالية للخروج من هذه المعاناة؟ أليس تحلية مياه البحر قد يكون حلا إن لم يكن كليا فجزئيا للمشكلة أم أن معاناة المواطن أفضل عند المسؤولين؟
الصحة والغذاء شيئين مرتبطين بالصحة العامة للإنسان وكلاهما يعاني المواطن من صعوبة اقتناهما فرداءة الخدمات الصحية ليس وليد اليوم بل منذ عشرات السنين نعم لدينا مباني أي مستشفيات ولكن نوعية وسوء أو انعدام الخدمات التي تقدمها مستشفياتنا لا تخفى على مواطن عاش ويعيش في ليبيا من انعدام الرعاية الصحية والدواء وعدم الإهتمام بالمريض إلى حد الإستهتار لأن جميع من يعمل في القطاع الصحي أو غيره يعرف أن لا وجود لمن يحاسبه على التقصير في عمله بل هو سيد نفسه فلا سلطان قانوني عليه ويضاف إلى ذلك غياب الضمير عندنا فلا قانون ولا ضمير يحاسبنا وهذا ينطبق أيضا على العيادات الخاصة التي في المجمل أضحت تجارة في المقام الأول لأنها جزء من منظومة إدارية رديئة مفلسة.
وينطبق ذلك على الغذاء الذي يرتبط بغلاء في الأسعار لا يتناسب ودخل الفرد وشح أو انعدام السيولة في يدي المواطن، فكيف لمدرس راتبه الشهري 800 دينار يعول عائلة أن يشتري كيلو طماطم أو بصل أو بطاطا وهي أشياء أساسية يومية بما لا يقل عن 5 دينار للكيلو الواحد وما الذي يفعله كيلو طماطم أو غيره من الخضراوات أو الفاكهة في عائلة ؟ وهذه المعاناة غيظ من فيض، فأين المسؤولين من هذا الغيض والفيض؟؟؟!!
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
اترك تعليقاً