على الرغم من أنه ليس عيدا رسميا ولا يوم عطلة مدفوعة، يحتفل الكثيرون حول العالم بـ”كذبة أبريل”، التقليد الذي يراه عدد من الأشخاص مناسبة للعب بأعصاب أصدقائه وأفراد عائلته، بنسج خدع تثير الاستغراب أو الخوف.
وخلال الأعوام الأخيرة، بدأ هذا التقليد يجتذب حتى العلامات التجارية الكبرى التي تستغل المناسبة كجزء من استراتيجياتها التسويقية لخلق خدع متقنة تجذب الاهتمام بمنتجاتها أو خدماتها، عن طريق “خداع” عملائها.
وذكر موقع “يو إس توداي”، أن 1 أبريل، أصبح بالنسبة للشركات والعلامات التجارية الكبرى، مناسبة لترك بصمتها الخاصة، على الرغم من بعض الحالات التي أخفقت فيها، والتي جاءت فيها المقالب بنتائج عكسية.
المديرة التجارية العالمية لمنصة إدارة العلامات التجارية عبر الإنترنت”فرونتيفاي”، ريبيكا روزبورو، تصرح للصحيفة، أنه يمكن أن يمنح يوم كذبة أبريل الشركات والعلامات التجارية “فرصة للتواصل مع عملائها من خلال الفكاهة – وهي طريقة رائعة لإظهار شخصية علامتك التجارية وجانبها المرح”، مضيفة أنه “إذا تم تنفيذ المقلب بشكل جيد، فيمكن أن تخلق لحظة لا تُنسى للعلامة التجارية.
وأضافت: “ومع ذلك، غالبا ما يكون من الصعب القيام بذلك بطريقة تلقى صدى لدى الجميع ولا تسيء إلى أي شخص”، مضيفة أن “معظم إعلانات يوم كذبة أبريل غير ضارة وتؤدي ببساطة إلى جذب بعض الاهتمام الشركة أو العلامة التجارية”.
إحدى أشهر كذبات أبريل نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية عام 1957 وقالت إن المزارعين السويسريين أصبحوا يحصدون "السباغيتي" من الأشجار من وفرة المحصول
كذبة إبريل.. كيف بدأت؟
يميل الكثير منا في الأول من إبريل، من كل سنة، إلى اللعب بأعصاب أصدقائنا وأفراد عائلاتنا، بنسج أفكار تثير الخوف أو الغضب، أو كلاهما، وهو ما يعرف بـ”كذبة إبريل”.
وقالت روزبورو، إن أحد الأمثلة على ذلك الذي حقق المزيد في عام 2022 هو تقديم شركة “7/11” لكأس صغير جدا، قالت إنه يمثل “الرشفة الصغيرة المثالية”، على حد قول الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأضافت أنه: “على الرغم من أن الجزء كان من أجل المتعة فقط، إلا أنه ساهم في تعزيز أحد العروض المميزة للعلامة التجارية”.
وذكر الموقع، أنه المقالب لا تسير دوما كما خططت لها الشركات، مشيرة إلى مثال إعلان شركة تيسلا الكاذب، في 2018 إفلاسها، في تغريدة لمالمكها إيلون ماسك.
وقالت روزبورو، إن هذع المزحة “أتت بنتائج عكسية على الفور، مما تسبب في انخفاض السهم بنسبة 7%”، “وعلى الرغم من محاولته إضفاء روح الدعابة بالطريقة التي صاغها بها، إلا أن “المقلب فشل بشكل كبير.”
اسم جديد لفولسفاغن
وفي عام 2021، نشرت شركة صناعة السيارات الألمانية فولسفاغن، على موقعها الإلكتروني، ما كان يُعتقد أنه مسودة بيان صحفي حول خطط لتغيير اسم قسمها الأمريكي إلى “Volt swagen”، وهو استبدال الحرف “k” بـ ” T” كالتزام تجاه السيارات الكهربائية، في إشارة إلى “الفولت” الوحدة المستعملة لقياس القوة الكهربائية.
وبينما كان بعض مسؤولي فولسفاغن في ألمانيا يقولون لصحيفة وول ستريت جورنال إن الإعلان كان مزحة في وقت مبكر من يوم كذبة أبريل، أكد مسؤولون آخرون أن التغيير كان حقيقيا.
وبعد أن بدأ سهم الشركة في الارتفاع، اعترفت الشركة أخيرا بأن الأمر برمته كان مزحة حقا.
الأستاذة في كلية كولومبيا للأعمال وخبيرة استراتيجية الشركات، قالت ريتا ماكغراث، للصحيفة، إن مزحة فولسفاغن كانت مثالا على مزحة ذهبت بعيدا حقا”، مشيرة إلى أن “ذلك كان خطأ منها”.
شركة طيران “تسيء للملك”
وفي تايلند، كادت مزحة كذبة إبريل، أطلقها موظفون في شركة الطيران منخفض التكلفة “تاي فيتجيت”، أن تقودهم إلى السجن، بعد أن قدم محام شكوى إلى الشرطة، زاعمًا أن الشركة أهانت ملك تايلاند ماها فاجيرالونجكورن.
وكتب الحساب الرسمي لشركة “تاي فيت جيت” على تويتر “إكس”، في 1 أبريل 2022، أن الشركة أطلقت خطا دوليا جديدا بين مقاطعة “نان” في تايلاند و”ميونيخ” في ألمانيا، مما أثار غضبا على الإنترنت، فضلا عن تهديدات بالمقاطعة بين المدافعين المتشددين عن الملك، وفقا لشبكة “سي ان ان”.
وحذفت التغريدة، في وقت لاحق، واعتذرت شركة الطيران في اليوم التالي، في بيان قالت فيه إن الإدارة العليا لم تكن على علم بالتغريدة التي تعلن عن “مسار طيران بين مقاطعة في تايلاند ومدينة في أوروبا، مما تسبب في الكثير من ردود الفعل الشعبية”.
ولم تشر التغريدة بشكل مباشر إلى الملك ماها فاجيرالونغكورن، الذي يُعتقد أنه يقضي معظم وقته في ألمانيا، أو قرينته المولودة في مقاطعة نان، سينينات وونجفاجيرافاكدي، وهو ما رأى فيه البعض إساءة له.
خدعة “سيارة تويوتا”
متى تكون كذبة إبريل مضحكة، ومتى تكون أكثر ضررا؟، ربما يكون أحد فروع شركة المطاعم، “Hooters” في فلوريدا قد أخذ نكتته إلى حد أبعد من اللازم – وانتهى به الأمر إلى مواجهة دعوى قضائية من إحدى موظفاته، بحسب موقع “سوبر ستاف”.
في عام 2001، قرر أحد مديري شركة Hooters الاحتفال بيوم كذبة إبريل من خلال إنشاء مسابقة “اربح سيارة تويوتا” لموظفيهم. وادعى فريق الإدارة أن كل من باع أكبر عدد من البيرة في ذلك اليوم سيعود إلى منزله بسيارة تويوتا مجانية.
وكانت النادلة جودي بيري هي الفائزة. ومع ذلك، بدلا من إحضار سيارة تويوتا جديدة إلى المنزل، قدم لها تذكار “توي يودا” صغيرة لها، وهي شخصية بلاستيكية لشخصية “ستار وورز” الشهيرة.
وبسبب انزعاجها الكبير من خداعها، تركت بيري وظيفتها ورفعت دعوى قضائية ضد صاحب عملها بتهمة الاحتيال وخرق العقد. تمت تسوية القضية وحصلت على ما يكفي من المال لشراء سيارة تويوتا خاصة بها.
BMW و”علم النفس العكسي”
تعد شركة السيارات “BMW ” من بين أشهر العلامات التجارية التي التي تهيئ مقالب نكات بمناسبة كذبة أبريل.
ومن بين بعض مقالبهم المضحكة الادعاء بأنهم صنعوا فتحة سقف متطورة جدا بحيث يمكن للناس إبقائها مفتوحة في المطر دون أن يبتلوا، إضافة إلى الإعلان عن نظام “حماية الكلاب من السبائك الطاردة (CRAP)” الذي يمنع الكلاب من التبول على عجلات السيارة.
ومع ذلك، كانت مزحة كذبة أبريل الأكثر شهرة للشركة، عندما نفذوا مقلب بني على “علم النفس العكسي” على عملائهم.
وفي عام 2015، أطلقت شركة BMW حملة إعلانية بعنوان “يوم كذبة أبريل الخاص”، وعد الإعلان بأن أول شخص يتوجه إلى صالة العرض مع الإعلان في يده سيفوز بسيارة BMW جديدة تمامًا.
وبطبيعة الحال، لم يصدق الكثيرين هذا الإعلان وافترضوا أنها مجرد مزحة أخرى. غير أن امرأة، اسمها تيانا مارش، توجهت إلى صالة العرض مع الإعلان وتمت مكافأتها بالفور بسيارة BMW جديدة تماما (تماما كما وعد الإعلان) بلوحة ترخيص مكتوب عليها “NOF00L”.
وعلى الرغم من أن هذه القصة لم تأتي بنتائج عكسية على الشركة، إلا أن الكثير من الناس كانوا منزعجين لأنهم لم يفوزوا بسيارة جديدة، بعد أن ملوا من خداع العلامات التجارية في هذا اليوم.
اترك تعليقاً