اكد الزعماء العرب في افتتاح قمتهم في العاصمة العراقية الخميس على ضرورة الحل السلمي للازمة في سوريا التي تشهد انتفاضة دامية ضد حكم الرئيس بشار الاسد منذ عام.
وجمدت الجامعة العربية العام الماضي عضوية سوريا ضمن جهود الضغط على الاسد لوضع حد لاراقة الدماء.
وفي كلمته في افتتاح الدورة الثالثة والعشرين للقمة اكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتفالي الليبي الذي تولى السلطة في ليبيا بعد تدخل حلف شمال الاطلسي الذي أدى للاطاحة بالزعيم الراحل معمر القذافي العام الماضي على “عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول”.
لكن عبد الجليل الذي رأست بلاده الدورة السابقة للقمة اعرب عن القلق حيال “مشاهد الابادة والتعذيب التي يرتكبها النظام السوري” وهو ما يلزم اتخاذ خطوات سريعة لمتابعة الجهود المبذولة لحل الازمة.
وفور بدء كلمة عبد الجليل، هز بغداد انفجار قوي وقع قرب السفارة الايرانية، بحسب ما افاد مصور في المكان، وكان بالإمكان سماع دويه من على بعد عدة كليومترات.
وتقع السفارة الايرانية في وسط بغداد بالقرب من المنطقة الخضراء المحصنة حيث تنعقد القمة.
وشوهد الدخان يتصاعد من موقع الانفجار، قبل ان تتوجه مجموعة من الجنود الى المكان ترافقها آليات عسكرية وسيارات اطفاء.
وقال مسؤول في الشرطة العراقية رفض الكشف عن اسمه ان الانفجار نجم عن “قذيفة هاون سقطت قرب السفارة”. واضاف “ليس هناك ضحايا. بعض نوافذ السفارة اصيبت باضرار”.
وسلم عبد الجليل الذي اعلن رسميا استعادة علاقات بلاده مع العراق بعد انقطاع تجاوز ثماني سنوات الرئاسة الدورية للقمة الى الرئيس العراقي جلال الطالباني ليصبح اول كردي يتولى رئاسة القمة العربية.
وقال الطالباني في الجلسة الافتتاحية التي نقلت تلفزيونيا على الهواء مباشرة ان “غياب سوريا لا يقلل من اهمية هذا البلد الشقيق.” واعرب بدوره عن القلق حيال “اعمال العنف وسفك الدماء”.
وأكد الرئيس العراقي على السعي “لايجاد حل سلمي لهذه الازمة من خلال الجامعة العربية مع الاستعانة بجهود الوسطاء الدوليين من خلال المبعوث المشترك كوفي انان.”
وطرح أنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية خطة من ست نقاط لوقف العنف في سوريا وبدء حوار سياسي. وقال انه تلقى موافقة دمشق على الخطة التي لا تدعو لتنحي الاسد على عكس دعوة سابقة من الجامعة العربية.
واستبقت سوريا التي علقت الجامعة العربية عضويتها في نوفمبر تشرين الثاني قرارات قمة بغداد بقولها انها سترفض اي مبادرات من القمة وستتعامل مع الدول العربية على اساس ثنائي فقط.
ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون السلطات السورية الى القبول بالمبادرة الدولية، والمعارضة الى التعاون مع المبعوث الدولي كوفي انان.
وقال بان كي مون خلال الجلسة الافتتاحية للقمة العربية التي تنعقد للمرة الاولى في بغداد منذ 22 عاما “ادعو الحكومة السورية الى قبول المبادرة الدولية (…) وادعو المعارضة الى التعاون مع الممثل الدولي”.
وحذر من ان “النزاع في سوريا قد يشكل خطرا على المنطقة (…) والحكومة فشلت في حماية شعبها (…) وقد وضعت الشعب تحت ضغط القوة”.
من جانب آخر، دعا الرئيس التونسي في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية المنعقدة في بغداد اليوم الخميس نظيره السوري الى التنحي، مطالبا بارسال قوة سلام عربية “تحت راية الامم المتحدة” الى سوريا.
وقال المنصف المرزوقي في كلمته ان “النظام (السوري) لا يريد شيئا قدر اطالته الصراع الى حرب طاحنة يستطيع ادارتها الى اطول وقت ممكن والتفاوض حول نهايتها من موقع القوة”.
ودعا الرئيس التونسي الى “تكثيف الضغط السياسي على النظام واقناع ما بقي له من حلفاء بان هذا النظام مات في العقول والقلوب ويجب ان ينتهي على ارض الواقع حيث ان لا مستقبل له”.
وتابع “علينا اقناعه بان لا حل غير تنحي الرئيس (السوري بشار الاسد) لصالح نائبه الذي سيكلف بتشكيل حكومة تدير مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة تعيد للبلاد السيادة والمواطن الكرامة”.
وطالب بارسال “قوة سلام عربية تحت راية الامم المتحدة لتعين الحكومة الانتقالية على حفظ الامن”، مشددا في الوقت ذاته على “رفض كل التدخلات العسكرية في سوريا”.
ويقدم العالم العربي في قمته اليوم شكلا مختلفا تماما عن اجتماع قادته الاخير قبل سنتين بعدما اطاح “تسونامي” الثورات وحركات الاحتجاج العربية بزعماء حكموا بيد من حديد لعقود طويلة.
وأكد امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح في الجلسة الافتتاحية للقمة ان العراق يعود الى دوره المعهود في العمل العربي المشترك.
وقال “اعبر عن سعادتي البالغة منذ ان وطات قدماي ارض العراق الصديق بعد ان استعاد العراق حريته وكرامته وديموقراطيته اثر حقبة مظلمة ليبدا بعدها بمعاودة دوره المعهود في العمل العربي المشترك”.
واضاف “نسعى مع الشعب العراقي لتجاوز الالام والجراح”، مشيرا الى ان القمة في بغداد “تشكل علامة طيبة في تاريخ عملنا العربي المشترك لانعقادها في جزء عزيز من وطننا العربي”.
وهذه اول زيارة لامير الكويت الى بغداد منذ اجتياح العراق لبلاده ابان نظام صدام حسين عام 1990.
اترك تعليقاً